انسحاب تحت النار: جلاء القوات السودانية من اليمن

صحيفة المراسل|خاص:

محملة بسلسلة ضربات عسكرية قاصمة آخرها الضربة الصامتة التي أوقعت المئات من عناصرها بين قتيل وجريح في جيزان، أعلنت قوات الدعم السريع السودانية أنها سحبت معظم عناصرها المشاركين في الحرب على اليمن وأبقت على بضع مئات فقط منهم.

وفي مقابلة مع الأناضول، قال الناطق باسم قوات “الدعم السريع”، العميد جمال جمعة آدم، إن مجموعة “بسيطة” تبقت من القوات السودانية في اليمن، وهي آخر قوة موجودة هنالك تمثل 657 فردا من إجمالي 5 آلاف جندي عادوا مؤخراً إلى الخرطوم.

وأضاف: “حتى رئاسة القوات السودانية رجعت إلى (العاصمة) الخرطوم”، مشيرًا إلى أن قوات بلاده كانت لديها مهام دفاعية ضمن قوات التحالف، بحسب تعبيره.

وأوضح أن “القوات السودانية الموجودة في اليمن كانت تعمل ضمن قطاعين، قطاع الإمارات داخل عدن (جنوب)، والقطاع السعودي الذي يمتد من الحدود السعودية اليمنية، فيما ظلت القوات السودانية في الجبهات الدفاعية تعمل مع قوات التحالف”.

وتعليقاً على ذلك رحب مصدر عسكري يمني بالخطوة السودانية في حال كانت صحيحة، مشيراً في حديث لـ”صحيفة المراسل” إلى أن القوات السودانية تعرضت لخسائر هي الأكبر من نوعها على مدى السنوات الخمس الماضية وأن عدد قتلاها وجرحاها بلغوا قرابة نصف القوة التي أرسلوها إلى اليمن، وبالتالي لم يعد هناك من خيار أمامها سوى الانسحاب.

ورجح المصدر أن يكون القرار السوداني على خلفية الانفلات العسكري والأمني في السودان ومحاولات الانقلاب العسكري المتعددة منذ خلع الرئيس السابق عمر البشير، مشيراً إلى أن ما حدث في العاصمة السودانية خلال الأيام الماضية من محاولة انقلاب عسكري جديدة يعزز تلك الترجيحات.

ويبدو أن الضربة العسكرية التي تعرضت لها القوات السودانية مؤخراً، وانفردت “صحيفة المراسل” بالكشف عنها في عددها الثامن 29 ديسمبر الماضي، ساهمت في مضاعفة الضغوط على القيادة السودانية الجديدة لدفعها لسحب قواتها من اليمن.

ففي أواخر ديسمبر الماضي كشفت مصادر خاصة لـ”صحيفة المراسل” أن قوات صنعاء رصدت عمليات إنشاء معسكر واستقدام لواء مكون من جنود سودانيين في منطقة جيزان بالقرب من الحدود اليمنية، مشيرة إلى أنه وعقب حصولها على معلومات بوجود مخطط لتنفيذ عملية عسكرية واسعة ومباغتة ضدها اتخذت القيادة اليمنية قراراً حاسماً بتنفيذ عملية جوية وصاروخية واسعة للقضاء على ذلك اللواء.

وأضافت المصادر أنه في ذلك الحين قامت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير بتنفيذ هجوم واسع بعدد من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية الذكية استهدفت بشكل متزامن خيام الجنود ومقر القيادة داخل المعسكر ما أدى لمقتل وإصابة أكثر من 800 جندي سوداني مشيرة إلى أن عدد القتلى تجاوز الـ300 قتيل من الجنود والضباط السودانيين.

(346)

الأقسام: الاخبار,المراسل العسكري,اهم الاخبار,عاجل

Tags: ,,,