قوات صنعاء تخترق البوابة الغربية لمدينة مارب.. التحرير يقترب

المراسل: خاص

وصلت طلائع قوات صنعاء إلى مواقع متقدمة في البوابة الغربية لمدينة مارب، بعد وصولها إلى محيط جبل الاخشر المطل على منطقة صحن الجن التي يتواجد فيها وزارة دفاع حكومة هادي، فمنذ الجمعة وقوات الجيش واللجان تقصف تبة المصارية وبإمكانها شل قدرات قوات الطرف الاخر في تبة السلفيين ، واستهداف تلك التباب يؤكد اقتراب انتهاء معركة التخوم وبدء معركة تحرير المدينة، فتلك التباب التي أصبحت تحت نيران قوات الجيش واللجان يعد تمهيداً لإسقاط أخر حاميات المدينة من الاتجاه الغربي. مصادر قبلية سخرت من قيام قوات هادي بخفر خنادق قتالية وبناء سواتر دفاعية تبعد عن الاحياء السكانية للمدينة ثلاثة كيلو متر.

على مدى اليومين الماضين احتدمت المعارك في وادي المشجح وهو وادي يرتبط بالطلعة الحمراء شرق صرواح ، ولكن المعارك تجاوزت من اتجاه الكسارة جبال الخشب وأضحت قريبة من مدينة مارب ويسمع أصوات المواجهات بجلاء من المدينة ، مصادر ميدانية اكدت تجاوز قوات الجيش واللجان مطارح ومخيمات النازحين في ايدات الراء والسويدا، وجنبت النازحين الذين اجبر العشرات منهم على العودة الى مخيماتهم بقوة مليشيات الإصلاح بغرض الاستغلال والمتاجرة باسم النازحين ، ووفقا للمصادر فقد اعادت مليشيات الإصلاح عشرات الاسر النازحة إلى  “مخيم صنعاء” بعد اقتراب المعارك منه خلال اليومين الماضيين بعد أن كانوا قد غادروه قبل 20 يوما .

المواجهات المحتدمة في محيط مدينة مارب في المشجح وشرق الكسارة وصلت إلى مزارع الفاو والتلال شرق تبة المصارية فعلياً ، مع تمكن قوات الجيش واللجان الشعبية من فرض سيطرة نارية على خط الجوبة بيحان شبوة اقصى غرب صرواح ، المواجهات التي لاتزال على اشدها في المشجح تجاوزت الوادي ووصلت جبل المشجح ، وقالت مصادر ميدانية ان قوات الجيش واللجان الشعبية نفذت التفاف ناجح استهدف زحف مجندي الطرف الاخر باتجاه غرب المدينة  ، وكبدت قوات هادي ومليشيات الإصلاح خسائر بشرية فادحة ، من بين القتلى قيادات كبيرة كالشيخ “زياد وازع الهادي” الذي ينتحل رتبة عقيد الذي قاد عملية هجومية فاشلة باتجاه أسفل وادي “جبل المشجح” غربي مدينة مأرب.

قوات صنعاء سيطرت ايضاً أواخر الأسبوع الماضي على مناطق خلفان والقرن الأحمر والسويداء والدشوش شمال إيدات الراء، واغتنامها عتاد عسكري كبير ، بالتزامن مع تقدم مماثل على عدد من المواقع شرقي المشجح ، التقدم العسكري الجديد مكن قوات الجيش واللجان الشعبية من  نقل المعركة إلى “جبل الأخشر” ابرز حاميات قاعدة “صحن الجن” وفي حال سقوط الاخشر سوف تتمكن قوات الجيش واللجان من تعطيل المنطقة “العسكرية الثالثة” التابعة لقوات هادي واستهداف قاعدة صحن الجن ، وضرب معسكر قوات الامن الخاصة بسهولة وإخراجه عن الجاهزية القتالية ،وبذلك تكون قد افرغت مكامن القوة في صفوف قوات هادي ، ونجحت في إزالة المخاطر المحيطة بالسكان في حال استعداد تلك القوات لحرب شوارع.

التقدم الكبير لقوات الجيش واللجان الشعبية، اثار مخاوف عدد من المشايخ الموالين للتحالف ، اللذين اعترفوا بسقوط مارب رمزياً ، واتهموا وسائل اعلام التحالف بتظليل الراي العام عن الحقيقة ، فقوات الجيش واللجان الشعبية نقلت المعركة الى اطراف منطقة ايدات الراء، وتمكنت من كشف استغلال قوات هادي للنازحين بالصوت والصورة ، وعملت على تجنيبهم مخاطر المواجهات ، من جانبها أعلنت حكومة صنعاء استعدادها استيعاب كل النازحين اللذين يتخذهم الإصلاح في محيط مدينة مارب دروعاً بشرية ، واكد المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية في صنعاء في  مؤتمر صحفي عقدة بصنعاء ، قيامة باجراء ترتيبات في مانة العاصمة ومحافظتي صنعاء وذمار لاستيعاب النازحين من مأرب ، وفي المؤتمر الصحفي ، أكد محافظ صنعاء عبدالباسط الهادي استعداد قيادة المحافظة بتوفير مقرات لاستقبال واستيعاب النازحين من مأرب ، وأشار إلى أن محافظة صنعاء ستستقبل القادمين من محافظة مأرب استقبال الضيوف الذي عٌرفت به قبائل اليمن بكل رحابة صدر انطلاقاً من النخوة القبلية اليمنية الأصيلة ـ ولفت الهادي إلى أن قيادة محافظة صنعاء ستقوم بواجبها تجاه العائدين والنازحين من محافظة مأرب ولا تراهن على المنظمات التي لم تستطيع توفير حتى مادة الديزل لإنقاذ المرضى في المستشفيات، بقدر رهانها على مجتمع صادق لديه نخوة وشيم.

من جانبه أكد محافظ مارب اللواء على محمد طعيمان، أن هناك أكثر من أربعين أسرة نازحة محتجزة من قبل تحالف العدوان ومليشيات حزب الإصلاح لأكثر من أسبوع بمأرب ، ولم يسمح لها بالوصول إلى صنعاء، فيما لا يزال الكثير من النازحين عالقين في طريقهم إلى صنعاء ، ودعا المحافظ طعيمان الأمم المتحدة إلى توفير ممرات آمنة للنازحين الذين يقبعون تحت وطأة العدوان والمرتزقة، للوصول إلى أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء.

اهتمام صنعاء بالملف الإنساني وبالنازحين في محيط مارب واستعدادها لاستيعابهم يأتي في ظل اسقاط ذرائع الطرف الاخر الذي يستخذم الورقة الإنسانية لاعاقة تحرير المدينة ، ويؤكد أن صنعاء اعدت كل الترتيبات العسكرية والإنسانية لحسم المعركة ، وياتي إعلان صنعاء عن استعدادها لاستقبال النازحين من مارب ، بالتزامن مع تقدم عسكري كبير على الأرض وانهيار خطوط دفاع قوات هادي في محيط مدينة مارب ، بعد تقدمها أواخر الأسبوع الماضي على  منطقة الصيب والحمم الثلاث ومناطق واسعة قرب جبل الاخشر في اقصى شمال وادي نخلا ، وتقدم المعارك إلى منطقة الصحري ومنطقة الدشوش شمال ايدات الراء ، واحاطتها على ماتبقى من تباب ومناطق تفصل قوات الجيش واللجان عن الاحياء الغربية للمدينة  .

من جانبه ، حذر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى المقرب من دوائر القرار في الولايات المتحدة من خطورة سقوط مارب تحت سيطرة قوات صنعاء ، وأشار المعهد في اخر تقاريرة إلى أن سيطرة قوات صنعاء على مأرب “مركز الطاقة في اليمن” يعني انتصارها فعليا في الحرب في اليمن، وحتى بدون مأرب فإن الفوز أو التعادل من شأنه أن يجعل الحوثيين “حزب الله الجنوبي” الجديد على البحر الأحمر ، مما يعكس موقع حزب الله اللبناني على البحر الأبيض المتوسط – ولفت الى أن سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية على مارب  لا يخدم المصالح الأمريكية ، بل ان سقوط مارب قد تكون نقطة انطلاق لمزيد من التوسع جنوبًا وشرقًا.

(143)

الأقسام: المراسل العسكري,تقارير المراسل