موقع إنجليزي: الحصار على اليمن يأتي بضوء أخضر من “بايدن” وغطاء إنساني من الأمم المتحدة

المراسل: ترجمات: موقع “الديمقراطية الآن”

يحذر برنامج الغذاء العالمي من أن اليمن يتجه نحو أكبر مجاعة في التاريخ الحديث، حيث تتوقع وكالة الأمم المتحدة أن يموت حوالي 400 ألف طفل دون سن الخامسة بسبب سوء التغذية الحاد هذا العام مع استمرار حرب السعودية والحصار المفروض على اليمن.

ومن جانبها, قالت المراسلة الدولية لوكالة (سي ان ان ) نعمة الباقر أن أدق وصف يمكن له أن يوضح الحالة التي يعيشها البلد بدق هو “جحيم على الأرض”, حيث يعرض أحدث تقرير لها من داخل اليمن تفاصيل الأثر المدمر للنزاع على المدنيين، بما في ذلك النقص الواسع في الوقود الذي يؤثر على جميع مناحي الحياة “لم نكن مستعدين تماماً للوضع الصادم الذي وجدناه عندما وصلنا إلى هناك”.

حذر برنامج الغذاء العالمي من أن اليمن يتجه نحو أكبر مجاعة في التاريخ الحديث, وتتوقع وكالة الأمم المتحدة أن حوالي 400 ألف طفل يمني دون سن الخامسة قد يموتون بسبب سوء التغذية الحاد هذا العام مع استمرار الحرب والحصار السعودي المدعوم من الولايات المتحدة.

في الطريق إلى ميناء الحديدة، نشعر بالكارثة الإنسانية التي ابتعدت عن العالم الخارجي.

على طول جانب الطريق، مئات من شاحنات الإمدادات الغذائية متوقفة بسبب عدم وجود وقود لكي تتحرك, في بلد مخنوق تحت وطأة الجوع، تقف الشحنات تحت اشعة الشمس التي سوف تفسدها لا محالة.

ميناء الحديدة هو بوابة الإمداد الوحيدة لبقية البلد, يجب أن تكون مزدحمة بالنقلات المحملة، لكنها اليوم فارغة ومهجورة بشكل مخيف, وذلك نتيجة الحصار السعودي المدعوم من الولايات المتحدة.

آخر ناقلة رست في الميناء كانت في ديسمبر الماضي, في ظل صمت مطبق, نحن على وشك أن نشهد الأثر الرهيب لهذا الحصار.

في زاوية أخرى للمعاناة يحاول المرضى اليائسون وأفراد أسرهم لفت انتباه الدكتور خالد رئيس مستشفى الحديدة.

إذا وقع على أوراقهم، فإنهم يحصلون على بعض الإعفاء المادي من قيمة علاجهم وأدويتهم, لا يتحرك كثيرا قبل أن يتم إيقافه مرارا وتكرارا.

منذ اندلاع حرب اليمن قبل ست سنوات، كانت العائلات تعاني من تدهور الحالة المادية لديها, لقد أدى الحصار على دخول الوقود إلى تسريع هذا التدهور إلى الهاوية.

هذا هو المستشفى الرئيسي لمحافظة الحديدة، ونحن محاطون بالأطباء والممرضات الذين يعملون على قدم وساق دون توقف.

الأمم المتحدة قالت إن اليمن يعيش في حالة شبيهة بالمجاعة, لكنها لم تعلن الحديدة كمنطقة مجاعة، لأنها لا تستوفي المقاييس لإعلان المجاعة.

حصار الوقود السعودي قاتل, أعداد سوء التغذية آخذة في الارتفاع, وفي الوقت نفسه، قال ان الوقود الحيوي الذي يحافظ على تشغيل مولدات هذا المستشفى المزدحم ستنفذ، مما يعني أن أطفالاً مثل مريم الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، سيموتون.

مسؤول في أنصار الله يقول عندما نقول “الموت لأمريكا”، هنا نحن لا نقتلهم بل على العكس هم من يقتلوننا فعلياً بقنابلهم وصواريخهم وحصارهم, فهم يقدمون الدعم اللوجستي والاستخباراتي ومشاركتهم الفعلية في الحرب ضدنا, إذن، من هو القاتل الذي يصرخ بالشعار؟

أعلنت إدارة بايدن أنها سحبت دعمها للهجوم السعودي، لكنه يأتي بعد ست سنوات من الحرب وبالنسبة للأطفال الذين يموتون من الجوع، فإن ذلك لم يحقق السلام بشكل أسرع, لا يمكن أن يأتي السلام والمساعدة بشكل عاجل بما فيه الكفاية.

أكثر من نصف المستشفيات في هذه المنطقة مهددة بالإغلاق, هذا المستشفى واحد منها, إنهم بحاجة إلى دعم عاجل ومساعدة عاجلة.

هل يمكنك تخيل كيف سيتصرف هذا المجتمع إذا تم إغلاق هذا المرفق؟ إن هذه الفوضى تحدث وهي تعمل، فكيف سيكون الوضع عند توقفه؟.

منذ سنوات، تحذر الأمم المتحدة من أن المجاعة قادمة إلى اليمن, يخبرنا الأطباء في شمال اليمن أن المجاعة قد وصلت بالفعل.

مستشفى آخر يشهد تدفق مجموعة تلو الأخرى من الأطفال في منطقة الحمراء الذين يعانون سوء التغذية الحاد, حيث تضطر الأمهات الفقيرات، اليائسات لإبقاء أطفالهن على قيد الحياة إلى اتخاذ خيارات مروعة.

وفي عام 2021، يظن أن هذا الرقم سيتجاوز 30٪. وأصبح يعتقد في قرارة نفسه أن الناس في حجة يعيشون في مجاعة.

منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، أدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة استخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب، وطالب بالحفاظ على الإمدادات الضرورية لإعداد الطعام، بما في ذلك الماء والوقود، هنا وفي نزاعات أخرى, ومن الواضح أن ذلك لم يحدث.

علاوة على ذلك، توقف العالم عن الاهتمام بهذا الموضوع, حيث تحتاج الأمم المتحدة إلى ما يقارب من 4 مليارات دولار لوقف هذه الأزمة.

لقد تلقوا أقل من نصف ذلك المبلغ من المانحين, إن الأرقام لا تكذب, لكن الأرقام أيضاً لا تعكس المأساة الكاملة.

هذا حسن علي ذو العشرة أشهر يكافح من أجل التنفس، جاء إلى المستشفى منذ ستة أيام، فيما يستمر جسمه في فقدان الوزن، حتى مع الرعاية الطارئة التي يتلقاها.

بعد ساعات من مغادرتنا، توفي حسن علي, طفل آخر في اليمن يمثل ألماً أكبر بكثير, الأطباء هنا في أمس الحاجة إلى رؤية العالم ومساعدتهم.

وفي الوقت نفسه، أصبح من الواضح أن الوضع داخل اليمن كان يتدهور بسرعة أكثر بكثير مما كانت تعتقده أي من وكالات الإغاثة في الواقع، حتى تلك اللحظة.

وهكذا، فقد اتخذ  كبير منتجينا المذهلين، باربرا أرفانيتيديس، وكبير المصورين الصحفيين، أليكس بلات, القرار، بدعم من سي أن أن، بأن الأمر يستحق المخاطرة والسفر بالقارب إلى شمال اليمن، عبر تلك المياه التي تقوم السفن الحربية السعودية بدوريات فيها، وعبر تلك المياه التي تحاول السعودية فرض حصار مشدد عليها.

وبصراحة، حتى بعد قراءة الكثير من البيانات قبل وصولنا، لم نكن نتوقع الوضع كما وجدناه عندما وصلنا إلى هناك.

لقد كان, لا أعرف أن الكلمات يمكن أن تصف ما هو عليه الوضع هناك, عندما أطلق عليها برنامج الغذاء العالمي اسم “الجحيم على الأرض”، أعتقد أن هذا الاسم هو الانسب والطريقة الوحيدة لفهم طبيعة الحياة بالنسبة لليمنيين.

وبالمناسبة، لم تستجب الولايات المتحدة بشكل واضح بشأن ما إذا كانت ستستمر في دعم هذا الحصار، لأن الحصار موجود منذ بداية الحرب، منذ فترة تولي الرئيس أوباما السلطة آنذاك ونائبة الرئيس الحالي.

سمح بايدن للتحالف الذي تقوده السعودية بفرض حصار على الموانئ البرية والبحرية والجوية في اليمن.

إذن، إن هذا الحصار مستمر بسبب قبول ورضى الولايات المتحدة التي لم تتواصل معنا بأي شكل من الأشكال للتعليق بشأن تأثير ذلك.

لقد نفوا الفرضية الأساسية لتقاريرنا، وهي أن هذه السفن قد مُنعت من الدخول إلى ميناء الحديدة وكانت في المياه الدولية, لكن هذه المياه، في الوقت الحالي تحت سيطرة التحالف بقيادة السعودية قبالة ميناء جيزان السعودي.

و على الرغم من الأدلة التي أظهرناها في تلك التقارير وعلى الرغم من بثنا للتقرير مصوراً يثبت فيه الحصار المطبق، إلا أنهم قالوا ان هذا في الواقع لم يكن صحيحاً، وأن هذه السفن كانت قبالة ميناء الحديدة وأن تدفق المواد الغذائية لا يزال مستمر دون عوائق عبر ميناء الحديدة وهو أمر ننفيه مرة أخرى وبشكل قاطع, حيث أن هذا الكلام صادر من المبعوث الأمريكي إلى اليمن, الشخص الذي من المفترض أن يدفع باتجاه حل سلمي للوضع هناك.

الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي تترأسها الآن سامانثا باور، السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة، الكونغرس بأنها ستستأنف إرسال بعض المساعدات للمناطق التي يسيطر عليها أنصار الله في اليمن, بعد أن تم ايقافها منذ العام الماضي من قبل ترامب, لكن الجماعات الإنسانية تقول إن اليمنيين بحاجة إلى مزيد من المساعدة, فضلاً حدثينا عن أهمية هذا.

حيث أن هذه ليست قضية مطروحة للنقاش, هناك قرار للأمم المتحدة ، القرار 2417، والذي يجب أن تكون السيدة باور على دراية به، بالنظر إلى الدور الذي لعبته للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، والذي ينص على أنه لا ينبغي للدول فقط أن تكون حذرة وتكافح ضد استخدام الجوع كسلاح للحرب، ولكن يجب على الدول أيضاً أن تسمح بتوفير وسائل توصيل الطعام، ووسائل إعداده.

وهذا يعني أن الوصول إلى الوقود والمياه أمر بالغ الأهمية وإذا رفضت هذا الوصول، فإن الأمم المتحدة في الأساس طرف مساعد في استخدام التجويع كسلاح حرب.

لنتحدث الآن عن النطاق، ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة حول نطاق المشكلة،  في الأسبوع الماضي, إن مؤتمر المانحين جمع 1.7 مليار دولار للإغاثة الإنسانية في اليمن، أي أقل من نصف المبلغ الذي يحتاجونه بشكل طارئ وهو ما يقرب الـ 4 مليار دولار اللازم لمنع انتشار المجاعة في اليمن.

لا توجد طريقة أخرى لوصف وضع اليمن غير هذا الوصف, عندما يقف الأهل امام خيار إطعام أنفسهم أو إطعام أطفالهم الآخرين، أو القدرة على تحمل تكاليف الوقود والتكاليف اللازمة لإطعامهم, لأخذ هذا الطفل ليتم إطعامه في مركز للتغذية العلاجية، فهذا يعني أنهم قد تجاوزوا الحد المقبول به لتحمل في هذه الظروف بالنسبة للعالم المتحضر.

إنه إصلاح بسيط, إن إزالة هذا الحصار على الوقود يؤدي إلى خفض أسعار الوقود على الفور.

تمويل الأمم المتحدة لمنظمة الصحة العالمية كان يجعلها توفر بعض هذا الوقود للمستشفيات.

ألان منذ أشهر، لم تعد المنظمة قادرة على توفيره لأي منها, لذا، الالتزام فعلياً بتمويل الأمم المتحدة، ولكن، بشكل أساسي إرسال أيضاً رسالة مفادها أن هذا أمر غير مقبول، وأنه لا يمكنك محاصرة دولة فقيرة تعتمد على المساعدات لتصمد وسيسمح توفير الوقود باحتواء بعض هذا التأثير من أجل التوصل إلى حل سلمي.

ما الذي يجلب السلام إلى اليمن، إذا كان الناس يحتضرون و أطفالهم يموتون؟ إن إعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات هو جزء لا يتجزأ تماماً من الحل المستدام لهذا الأمر.

السلام جزء لا يتجزأ من الحل المستدام, لكن الناس يموتون الآن!.

(18)

الأقسام: صحافة وترجمات