سفن الاحتلال البريطانية تبحر في المهرة لتستهدف ذاتها.. “دخان” ذرائع الاحتلال والتواجد العسكري يتصاعد

 

 

الخشية من تحويل المهرة الى قلعة سجانين وسجون تعذيب باسممكافحة الإرهاب

 

المراسل:تقرير

محافظة المهرة اليوم تتعرض لمؤامرة خطيرة من تحالف العدوان على اليمن، بدأت فصولها تطفو على السطح باختلاق ذرائع مكافحة الإرهاب.فبعد ذريعة تعقب مهاجمي ناقلة النفط الإسرائيلية “ميرسر ستريت” في الـ30 من يوليو 2021م، شمال شرق ميناء الدقم العماني_ تداولته وسائل الإعلام العالمية كخبر زائف حول تعرضها لهجوم بطائرة مسيرة أثناء عودتها من تنزانيا إلى الإمارات_ وصلت إلى ميناء الغيظة قوات بريطانية تتجاوز الـ100 جندي، وبصورة دائمة ومكثفة اعتادت بريطانيا على الترويج لتعرض سفن لحوادث في سواحل اليمن الشرقية.

نشرت هيئة عمليّات التجارة البحرية البريطانية أخبارًا عن تعرض سفينة شحن تجارية لهجمات قرب ميناء المكلا دون تقديمها دليلاً على ذلك.

في الخامس من العام 2020م، قالت شركة “أمبري إنتيلجانس” الاستخباراتية البريطانية البحرية أن سفينة شحن ترفع علم سيراليون، وتحمل اسم “حسن” تعرّضت لهجوم إرهابي في سواحل “قشن” في محافظة المهرة عندما كانت في طريقها إلى ميناء صلالة في سلطنة عمان.

اللّافت في كلّ تلك الحوادث دائماً ما يُعلَن عقب الإفادة عنها أن السفينة وطاقمها بخير، ولم يصب طاقها بأي أذى، وهذا دفع إلى التشكيك الواسع في الحوادث التي تعلن عنها بريطانيا تلافته في خبر تعرض سفينة شحن إسرائيلية في بحر عمان لهجوم وقالت حينها لتغيير قالبها الإخباري الممل “إن شخصين قتلا” لكنها لم تعلن عن الأسماء كما لم تنشر صور الضحايا الذين زعمت مقتلهم.

الأهم كما يبدو من مخطط البريطانيين وتواجد قوات لها في مطار الغيظة بالذات تحويل وسيطرة أدوات بريطانيا “الإمارات والسعودية” على مطارات المناطق المحتلة والتحكم بها وتحويلها إلى معسكرات، وتلك واحدة من أهم المقدمات لعودة بريطانيا إلى المحافظات الجنوبية المحتلة في البلاد.

منذ بداية العدوان وبعد رفض واسع لممارسات الإمارات داخل المهرة انسحبت القوات الإماراتية، وعلى شكل أثار هواجس ما بعد ذلك الإنسحاب الغير متوقع حيث حلت مكانها قوات تابعة للسعودية.

من خلال الأعمال الإغاثية وتحت مبرر مكافحة التهريب عززت السعودية قواتها في المهرة، وجعلت من المطار نافذة لها من أجل التواصل الخارجي، ومقرا لقواتها العسكرية، رغم الأهمية الحيوية التي يمثلها المطار لسكان المحافظة البعيدة عن المدن اليمنية الكبرى.

عسكرة المطار كانت إحدى أهم المقدمات لإستقبال الدفعة الأولى من القوات البريطانية التي جاءت تحت ذريعة “ملاحقة” المتسببين في الهجوم على سفينة “ميرسير ستريت” الإسرائيلية” قبالة سواحل عمان.

اليوم تقول مصادر محلية في محافظة المهرة، أن هناك تحركات جديدة للقوات الأجنبية المحتلة في البحر العربي والمياه الإقليمية اليمنية.

تشير المصادر إلى وصول قوات بريطانية وأمريكية جديدة إلى مطار الغيضة عاصمة محافظة المهرة، تكون قد انضمت إلى قوات سابقة متواجدة في المطار بعد تحويله إلى قاعدة عسكرية سعودية بريطانية أمريكية.

موقع Express البريطاني كشف في تقرير له أن مجموعة تضم 40 عنصرًا من عناصر القوة الجوية الخاصة “SAS”وصلت إلى مطار الغيضة في محافظة المهرة، حيث يساعدهم موظفون محليون متعاونون مع وزارة الخارجية البريطانية ومطلعون على الوضع في المنطقة.لفت التقرير إلى أن هذه القوة تضم وحدة مختصة بالمعدات الإلكترونية بإمكانها قطع أي إتصالات، وأن قوة SAS تتعاون مع قوة عمليات خاصة أمريكية منتشرة في المنطقة؛ للمساعدة في تدريب وحدة نخبة من قوات “الكوماندوز” ضمن الجيش السعودي.

ووفقا للعديد من الخبراء العسكريين، فـإن تدفق المئات من الجنود الأمريكيين والبريطانيين إلى المهرة الواقعة تحت سيطرة الاحتلال السعودي ومرتزقته وميليشياته يكشف عن نوايا مبيتة لدى واشنطن ولندن لتعزيز وجودهما العسكري في المحافظة المطلة على البحر العربي، المنطقة الاستراتيجية التي تعتبرها واشنطن مهمة لفرض وجودها العسكري في منطقة خليج عمان والمحيط الهندي، والذي تسعى واشنطن من خلاله لقطع الطريق على الصين ومنع توسعها تجارياً نحو شبه القارة الهندية وإفريقيا ضمن مشروع طريق الحرير الجديد، وبالتالي فـإن تواجد القوات الأجنبية المحتلة في المهرة تحت مزاعم مكافحة الإرهاب مجـرد ذرائع كاذبة ومبررات تستخدمها واشنطن ولندن لتعزيز تواجدهما العسكري في البحر العربي.

القيادي القبلي البارز في محافظة المهرة الشيخ علي سالم الحريزي ووكيل المحافظة السابق أكد تحول محافظة المهرة إلى مقر لمجاميع من قوات متعددة الجنسيات “سعودية إماراتية أمريكية بريطانية”، وهي أيضاً في طريقها للتحول لمقر لمليشيات من “التنظيمات الإرهابية” يمنية وغير يمني، كاشفاً عن وجود سجون سرية تحت مطار الغيضة الدولي في عاصمة المحافظة تصل لحوالى100 زنزانة، متهماً القوات الأجنبية المتمثلة بالقوات السعودية والإماراتية ومعها قوات أمريكية وبريطانية ببناء هذه السجون.

وفي هذا السياق يشير الشيخ الحريزي في مقابلة على قناة “المهرية” عن تطورات خطيرة تقوم بها قوى الاحتلال وتحويل المهرة إلى سجون ومعتقلات.كشفه يقول الحريزي أن هدف القوات متعددة الجنسيات القادم أن تكون المهرة مقراً لهم لتعذيب وسجن وجلب الناس من كل مكان إليها، كاشفاً أيضاً عن استجلاب القوات السعودية عناصر إرهابية من مناطق ودول مختلفة،وأن هذه العناصر يتم جلبها إلى كل قشن وحصوين والغيضة،بهدف إلصاق تهمة الإرهاب بأبناء المهرة، فيما يبدو أنه مؤشر على إيجاد التحالف ذريعة له للبقاء مسيطراً على المحافظة الاستراتيجية جنوب شرق البلاد.

الحريزي هدد القوى المحتلة وتوعدها أن لم تغادر المحافظة بأنها ستلاقي الويلات الآن ومستقبلاً.

من ناحية أخرى فإن للتواجد العسكري الأمريكي والبريطاني في المهرة على علاقة بالترتيبات بين كل من أمريكا والإمارات وإسرائيل لإنشاء قاعدة عسكرية استخبارية في جزيرة سقطرى، وهو ما كُشف عنه إعلامياً بما في ذلك على مستوى الإعلام الإسرائيلي بعد إعلان التطبيع العلني بين الإمارات والكيان الصهيوني.

في 29 يونيو 2021م اعترف السفير البريطاني لدى المرتزقة مايكل أرون بوجود قوات تابعة لبلاده في محافظة المهرة اليمنية، وزعم أرون- في مقابلة تلفزيونية على قناة المهرية -أن ذلك من أجل مكافحة الإرهاب والتهريب، وعند سؤال المذيع له بأي حق تدفعون بقواتكم إلى اليمن ومن استدعاكم؟ كان رد أرون أن علاقة بريطانيا مع حكومة المرتزقة جيدة.

وفي 21 نوفمبر 2020 قام وفد بريطاني يترأسه ضباط من الإستخبارات البريطانية برفقتهم تركي المالكي المتحدث باسم تحالف العدوان السعودي الإماراتي، وقد قام الوفد بجولة استطلاعية في مدينة الغيضة، وأفاد مصدر أمني بأن الزيارة البريطانية هدفها الأساسي إلصاق تهمة الإرهاب بمحافظة المهرة واستخدامها “ذريعة” لتوسيع التواجد العسكري. في يناير 2021م وردت معلومات مؤكدة عبر وسائل إعلام مهرية من داخل مطار الغيضة الدولي حول وجود مروحيات وآليات عسكرية وقوات أمريكية بريطانية ضخمة بجوار القوات السعودية التي تعمل تحت إشرافهم، الأمر الذي يوضح للرأي العام يوماً بعد آخر أن للبريطانيين والأمريكيين نوايا في جر محافظة المهرة إلى مربع الصراع الدولي. خلال الأعوام الثلاثة الماضية لم تكن محافظة المهرة خالية من الأحداث التي تصدر مشهدها الأمريكان والبريطانيون على الصعيد العسكري والدبلوماسي، لتؤكد تلك الوقائع والأحداث تقاسم المصالح على حساب أبناء محافظة المهرة والسيادة اليمنية بين الدول المشتركة في التواجد العسكري داخل المهرة شرق اليمن والمتمثلة في السعودية وأمريكا وبريطانيا.

وأوضح المصدر الأمني أن ذريعة الإرهاب أتضحت أكثر من خلال ادّعاء البريطانيين أن مدينة الغيضة غير مستقرة، وإصرارهم على تواجد عناصر من تنظيم القاعدة في محافظة المهرة، كما أشار المصدر إلى أن زيارة الوفد البريطاني لم تُعلن بناءً على طلبهم وغادروا محافظة المهرة مباشرة بعد الجولة التي استمرت ساعات قليلة فقط.في 5 ديسمبر 2021 أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية تعرض سفينة لهجوم قبالة ساحل محافظة المهرة اليمنية.

ونشر الموقع الإلكتروني للهيئة إحداثيات الهجوم الذي وقع في جنوب شرق اليمن في منطقة تطل على بحر العرب قبالة مدينة قشن في محافظة المهرة، ولم تقدم الهيئة حينها تفسيرا حول هوية السفينة المستهدفة، وطبيعة الهجوم الذي تعرضت له. وقد أثارت الحادثة -التي جاءت عقب زيارة السفير الأمريكي للمهرة- التساؤلات بشأن الهدف من وراء الزج بالمهرة في حوادث إرهاب واستهداف السفن التجارية، وأضحى الحديث عن القوات الأمريكية والبريطانية في محافظة المهرة، يتصدر حديث الشارع والنخب في محافظة المهرة، وسط تحركات تجري للبحث عن آلية للتصعيد على المستويات المتاحة والممكنة ومخاطبة المجتمع الدولي ودول المنطقة برفض التواجد العسكري السعودي الأمريكي البريطاني الذي يهدف إلى جعل محافظة المهرة ساحة صراعات دولية.

وبحسب تقرير صادر عن مركز “كارنيغي” للشرق الأوسط، “رغم التدخلات والمحاولات التي يمارسها الاحتلال السعودي إلا أن ذلك لم يؤثر على الهُوية المهرية، بل ساهم في تأصيلها وتماسكها، بعيداً عن أجندة بعض أنظمة الخليج، وفي مقدمتها النظام السعودي والإماراتي”.

وأشار التقرير إلى أن أبناء المهرة، خاصة في المركز الإداري “الغيضة”، شكلوا حراكاً شعبياً من قِبل قادة قبليين وشخصيات اجتماعية عام 2019م، للمطالبة برحيل السعودية والإمارات، وإعادة المرافق الحيوية بما في ذلك المنافذ والمؤسسات الحكومية، وتسليمها لأبناء المهرة.

وعقب قيام بريطانيا بإرسال جنودها إلى المهرة في أغسطس الماضي، بذريعة حماية السفن واجه أبناء المحافظة هذه التدخلات، وخاضوا صراع وجود مع الاحتلال الذي يهدد المهرة الأرض والإنسان.

وبحسب خبراء، فإن تزايد الأصوات المطالبة برحيل الاحتلال بات يمثل مصدر قلق كبير للسعودية، ويضع تواجدها أمام ممانعة إجتماعية وثورية قد تباغتهم في أي لحظة.

وتشهد المهرة حالياً حراكاً شعبياً لمواجهة قوى الاحتلال السعودي ومشاريعه، وتتّجه كل التيارات من أبناء المحافظة لمناهضة العدوان والاحتلال.

في السياق يواصل أبناء المهرة نضالهم في الوقوف ضد الأطماع الاستعمارية، مطالبين برحيل القوات الأجنبية التابعة لدول العدوان السعودي الأمريكي البريطاني الإماراتي.

فقد استنكر المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى وصول قوات بريطانية إلى محافظة المهرة، وأكد رفضه القاطع لأي محاولات تمس بسمعة محافظة المهرة وأبنائها والنيل منها تحت ذرائع كاذبة.

كما طالب المجلس العام برحيل كل القوات الأجنبية من أراضي محافظة المهرة.

ودعا المجلس العام أبناء المهرة وجميع مكوناتها إلى الوقوف صفاً واحداً ضد كل المحاولات الهادفة لجعل المحافظة منطقة غير آمنة ومسرحاً لتصفية الحسابات والسيطرة عليها عسكرياً من قبل القوات الأجنبية.

وأوضح أن المهرة محايدة إزاء كل الصراعات ولم تطلق منها رصاصة واحدة منذ الاستقلال الوطني حتى اللحظة، وأنها ستبقى حرة أبية يسودها الأمن والسلام.

(11)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,تقارير المراسل,هاشتاق