فرصة لروافع وطنية قريبة من سمات صنعاء

*حسين العزي

 

من خلال قراءة الشعارات والموقف العام في الشارع الجنوبي نقف وبكل وضوح على جملة من الحقائق أهمها تنامي الموقف الوطني المناهض للمحتل واحتراق ادواته وهذا يعطي الشرفاء هناك وكل القوى غير المؤطرة في اطار المحتل فرصة كبيرة لفرز جديد وانتاج روافع وطنية ونضالية أقرب الى سمات وملامح صنعا .وهذا مؤشر مهم على صوابية المواقف القادمة باعتبار معيارية صنعاء كمُلهم وأب روحي لعدالة النضال وتصحيح المسار ،وهذا يعود لخبرتها التاريخية والصارمة في إنضاج التجارب وإسناد كل عناوين الكفاح من اجل الحرية والتحرر.

إن تلك الاصوات قد لا تستمر (كمظاهرات) نظرًا لعدم تبلور قيادة واضحة لها حتى الان لكنها

أدت رسالتها بما يكفي لإيقاظ النخب الغيورة وإخراجها من دوائر الإحباط الى دوائر العمل والنهوض بالواجب أما على صعيد مجلس العليمي فاعتقد انها اكدت احتراقه ولا جديد في هذا فغالبية قوى المجلس هي قوى مهترئة أصلا وربما الجديد ينحصر في الانتقالي الذي يبدو انه فقد الثقة وتراجع شعبيا إلى حد كبير وملحوظ وهذه في الواقع نتيجة طبيعية باعتباره قبل على نفسه التأطير جنبا الى جنب مع وجوه فاشلة ومكروهة شمالا وجنوبا وميتة أيضا إذ لم يعد يبقيها على قيد الحياة سوى تنفسها من رئة الانتقالي وفي ظل عدم قدرة الانتقالي على فك ارتباطه بمجلس العصابة فإن المتوقع هو استمراره في التآكل وهو ما سيفسح المجال واسعا أمام روافع بديلة أكثر نضجا أما دول العدوان فيفترض أن تكون قد وصلت لقناعة راسخة بأهمية السلام وخطورة استمرار الحرب والاحتلال باعتبار ذلك سيفضي لتداعيات كارثية تتجاوز مسرح المواجهة إلى الأوضاع الداخلية لدول العدوان نفسها(الآيلة للانفجار)وهذا أمر ليس حتى في مصلحتنا وأنوه لبعضنا بأن الله إنما نصركم لما تفيضون به من شيم العفو وإنه لشرف عظيم أنكم ممن قال الله (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس)ولا تنسوا انهم اخوتكم عادوا ليكونوا معكم قتالا وتضحية وفي السنين الفائتة خبرتاهم وكانوا إخوة عند حسن الظن كمواطنين وعاملين ومنهم شهداء كرماء

 

*نائب وزير الخارجية

 

(0)

الأقسام: آراء