مكة المكرمة والمدينة المنورة والأمانة المفقودة

 

حسن الوريث

 

أثبتت الأيام أن النظام السعودي غير أمين  على بيت الله الحرام وأنه يستغله في الأغراض السياسية ولمصالح الصهيونية العالمية من خلال منع الحجاج من البلدان التي لا تتفق معهم في سياساتهم من أداء فريضة الحج ،وهذا دليل على هذا الكلام وكان يفترض على نظام بني سعود الذي يدعي أنه حامي الحرمين الشريفين أن لا يمنع احداً من أداء هذه الفريضة التي تعتبر الركن الخامس من أركان الإسلام ولأنه أيضاً ليس من حقهم ذلك ولا يمتلكون سلطة المنع لأنهم بذلك يمنعون المسلمين من استكمال أركان دينهم التي تختتم بهذا الركن.

مما لاشك فيه أن كثيراً من المسلمين تضرروا من هذه السياسات الهوجاء لهذا النظام الذي سيطر على مقاليد بيت الله الحرام وعبث بكل شيء ابتداء من تدمير الآثار الإسلامية وصولاً إلى منع المسلمين من أداء فريضة الحج وبالتأكيد أن ما تقوم به السعودية من تدمير للبلدان العربية والإسلامية وتأجيج الفتن فيها وتمويل الحروب في كل بقعة من بقاع الإسلام وما قامت به أخيراً من عدوان ظالم على الشعب اليمني العربي المسلم يدل على أن هذا النظام غير أمين على الحرمين الشريفين ولا يمتلك الكفاءة والقدرة على إدارة هذه الأماكن المقدسة التي تتطلب أن يكون من يديرها بعيداً عن كل ما تمارسه اسرة بني سعود بحق العرب والمسلمين.

إن مطالبة الكثير من المسلمين بضرورة إبعاد هذه الأسرة وهذا النظام عن إدارة شئون الحج هو المخرج الصحيح وذلك

من خلال تشكيل هيئة إسلامية عليا يناط بها إدارة الأماكن المقدسة للمسلمين وتتكون هذه الهيئة من كبار العلماء والاقتصاديين والمختصين في هذه الجوانب على أن يتم توزيعها بالتساوي بين كافة البلدان الإسلامية ويكون مقرها في مكة المكرمة أو المدينة المنورة وبالنسبة لرئاسة هذه الهيئة يتم توزيعها أيضا بين البلدان الإسلامية وبحسب ترتيب الحروف الأبجدية وحتى العمالة التي سيتم الاستعانة بها في عملية إدارة شئون الحج والعمرة والبناء وحماية هذه الأماكن المقدسة وكل شيء يجب أن تكون بالتساوي بين الدول الإسلامية بحيث يتم استقطاع كل النفقات التي تشغل هذه الأماكن وتوزيع الباقي على المسلمين ووضع بند لزكاة أموال الحج والعمرة يتم توزيعها على فقراء المسلمين في مختلف البلدان فما يجنيه هذا النظام من أموال يذهب جزء منه لتمويل الحروب والدمار في البلدان العربية والإسلامية ويذهب الجزء الأكبر منه إلى دعم إسرائيل وأمريكا على اعتبار أن هذا النظام صهيوني بامتياز وليس له من العروبة والإسلام سوى الاسم الذي يتم استغلاله كواجهة مزورة ومزيفة للضحك على الشعوب .

بالطبع فإن الكثير من الشعوب الإسلامية المتضررة من نظام بني سعود وجرائمهم التي يرتكبونها في العالم ينادون بضرورة تحييد الأماكن المقدسة للمسلمين وعدم جعلها تحت سيطرة أي نظام سياسي على اعتبار أن كل الأنظمة تتحكم فيها وتتجاذبها المصالح وبالتالي فإن ذلك يعني بقاء مكة المكرمة والمدينة المنورة عرضة لهذه التجاذبات وأفضل حل هو إبعادها عن كل ذلك ولن يتأتى ذلك إلا بوجود سلطة خاصة بها تقدم خدماتها للحجيج بعيداً عن الأنظمة السياسية حتى يصبح بإمكان كافة المسلمين أداء فريضة الحج بكل سهولة ويسر بعيداً عن تحكم الأنظمة سواء كان نظام بني سعود أو غيره على أساس أن  الأنظمة السياسية تتغير وتذهب وتأتي بينما الشعوب هي الباقية ولاشك بأن مكة المكرمة والمدينة المنورة لم تعد في امان في ظل هذا النظام الإجرامي الصهيوني وانه ان الاوان لإبعاد بني سعود عن إدارة الأماكن الإسلامية  المقدسة واستعادة الأمانة المفقودة  .

 

(10)

الأقسام: آراء