عبدالله سلام الحكيمي
معلوم في قوانين الحرب أن فرض الحصار يعتبر شكلا من أشكال الحرب ، وأي هدنة لا تشمل رفعه يعد استمرارًا للحرب والعدوان ويصب لصالح المعتدي المحتل الذي يفرض الحصار إذ يُمّكنه فقط من كسب المزيد من الوقت لاعادة ترتيب اوراقه العسكرية والسياسية وتعزيزها لمعاودة الحرب على نحو اقوى!
لا هدنة بعد نكث عهودها والتزاماتها من قبل تحالف العدوان والاحتلال السعودي إلا برفعٍ كاملٍ للحصار البحري والجوي وعدم حصر الرحلات من وإلى مطار صنعاء بالأردن ومصر ، وهما تؤيدان تحالف العدوان السعودي على اليمن ، وعدم اشتراط رقابة السعودية المسبقة على بيانات المسافرين وتصاريح الرحلات!
المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن بات من خلال مغالطات إفاداته الرقمية عن عدد سفن المشتقات النفطية والرحلات الجوية المسموح بها خلال الهدنتين والتي لم تلتزم بتنفذها ومقارنتها بما كان عليه الحال في العام ٢٠٢١، تحوله شيئا فشيئا من مبعوث اممي خاص إلى مبعوث مستتر لتحالف العدوان السعودي!
اليمنيون لن يقبلوا بأن ينتقي العدوان والاحتلال السعودي مايناسبه ويحقق مصلحته من الهدنة بضمان وقف الهجمات على عمقه ومنشآته الحيوية فقط ، ويستمر في حصاره البحري والجوي ، ويفرض شروطه وقيوده على رحلات الطيران وحركة السفن من وإلى اليمن ، ويمنع أو يسمح لمن يريد ، فاما هدنة كاملة أو لا هدنة!
القبول بهدنة للمرة الثالثة بدون رفع الوصاية السعودية على منح تصاريح الرحلات الجوية والتحكم بمن يسافر ومن لا يسافر من اليمنيين وقصر الرحلات الى بلدان مؤيدة لتحالف العدوان السعودي فقط،واحتجاز ناقلات النفط المصرح بها أممياً ، يعتبر خضوعاً لإملاءات تحالف العدوان السعودي والتسليم بشروطه!
ارفعوا الحصار البحري والجوي عن اليمن دون قيد إلا ماكان يتعلق بمراقبة شحنات السلاح إن وجدت وفقا لضوابط القرار 2216 ثم تفضلوا ووقعوا على هدنة حقيقية ولو لمائة عام إن أردتم! أما إنكم تريدون هدنة مع استمرار الحصار فليس مناسب لنا ولشعبنا اليمني بل تضر به ضررًا كارثيا!
(7)
