“ضرورات “واشنطن على صفيح ساخن …هل تستغل صنعاء “فرصة” المرة الواحدة؟؟

 

الفيشي : لا لتمديد الهدنة دون رفع الحصار كاملاً براً وبحراً وجواً

القحوم : لا هدنة إلا بالمرتبات

بن حبتور : المرتبات وفتح المطارات مدخل نجاح أي هدنة قادمة

 

المراسل / تقارير

 

أكد القيادي البارز في حركة أنصار الله في اليمن، يوسف الفيشي، رفض تمديد هدنة الأمم المتحدة المعلنة في اليمن دون رفع الحصار الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية على اليمن.

وقال الفيشي في تغريدة له على “تويتر”: ” لا لتمديد الهدنة دون رفع الحصار بشكلٍ كامل براً وبحراً وجواً “.

كما أكد عضو المكتب السياسي في حركة (أنصار الله) في اليمن ، علي القحوم أن تمديد الهدنة الأممية التي تنتهي الثلاثاء، مرتبط بإلتزام الموالين للتحالف الذي تقوده السعودية بدفع رواتب الموظفين، من عائدات النفط التي يستحوذون عليها.

وقال القحوم في تدوينة على (تويتر): ” الهدنة أساسا بنيت على مراعاة الجوانب الانسانية ومنها فتح المطار في صنعاء ودخول السفن المحملة بالغذاء والدواء والمشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة”.

وتابع: “في المقابل تعنت دول العدوان في عرقلة تنفيذ بنود الهدنة وهذا دليل على عدم جديتها وعليهم تحمل مسؤولية وتبعات ذلك”.وختم قائلا: “لا هدنة إلا بالمرتبات”.

في السياق أكد رئيس حكومة الإنقاذ الدكتور عبد العزيز بن حبتور، أن المجلس السياسي والحكومة لن يقبلا بأي هدنة قادمة إذا لم ترتبط بإنجاز ملموس.

وأعلن بن حبتور في تصريح صحفي أمس الأحد ، أن توفير المرتبات المتوقفة منذ سبع سنوات وفتح مطار صنعاء إلى أكثر من وجهة سفر، هي مدخل نجاح أي اتفاق على هدنة مقبلة.

وقال ” وافقنا على الهدنة في إطار الرفع التدريجي للحصار، وإذا لم تكن الهدنة مرتبطة بتحقيق مصالح مباشرة للمواطنين فلا حاجة لنا فيها”.

تراكمات سنوات الحصار

مؤتمر صحفي عقدته وزارتا حقوق الانسان والشؤون الاجتماعية أمس الأول السبت في العاصمة صنعاء استعرض المعاناة الانسانية الناتجة عن استمرار الحصار .وفي المؤتمر قال القائم بأعمال وزارة حقوق الإنسان علي الديلمي إن “حصار التحالف تسبب بتوقف مرتبات ما يزيد على مليون وربع المليون موظف حكومي بمبلغ يقارب 74 مليار ريال شهرياً .. مشيراً إلى أن استمرار الحصار تسبب في ارتفاع تكاليف المعيشة لأكثر من 90٪ عما كانت عليه قبل الحرب العدوانية على اليمن  نتيجة لتدهور مستوى الدخل بشكل خطير .وأوضح أن قوى التحالف منعت أكثر من 40 ألف صياد تقليدي من ممارسة مهنة الصيد في سواحل البحر الأحمر .. مشيراً الى أن عدد الوفيات من الصيادين يقدر بأكثر من 500 صياد فيما احتجزت بحرية التحالف أكثر من 1000 صياد .ولفت الديلمي إلى أن الحصار تسبب في عدم قدرة الأسر للحصول على الموارد المالية الكافية للاحتياجات الأساسية بنسبة تجاوزت 92٪ من عدد السكان، مشيرًا إلى ارتفاع حاد في معدلات المصابين بسوء التغذية خلال سنوات العدوان ومنها مليون و200 ألف امرأة نصفهن من الحوامل .وأكد أن نصف تعداد الأطفال في اليمن دون سن الخامسة يواجهون خطر سوء التغذية الحاد بعد وصول عدد المصابين لقرابة 2.3 مليون طفل

حاجة واشنطن الملحة تضغط وتلقي بثقلها مع هدنة هشة

مع حاجتها الماسة لاستقرار مرحلي تكثف الولايات المتحدة تحرّكاتها من أجل ضمان تمديد الاتفاق. في هذا الإطار، يضغط الأميركيون على «التحالف» والقوى الموالية له، في اتّجاه المُضيّ في معالجة أزمة الرواتب، التي تحتلّ موقعاً رئيساً في قائمة شروط المحلي السياسي الأعلى للقبول بتمديد الهدنة.

على خطٍّ موازٍ، تستمرّ أزمة حجب الرواتب نفسها في المحافظات الجنوبية، إنّما تحت عنوان مغاير ؛ سعْي السعودية إلى الضغط على المكوّنات المحلّية من أجل القبول بعملية الهيكلة العسكرية والأمنية.

مع اقتراب الهدنة الإنسانية والعسكرية في اليمن من نهايتها يوم الأحد المقبل، ألقت واشنطن بثقلها الديبلوماسي في المنطقة خلال الأيام الماضية، بهدف الدفْع نحو تمديد الهدنة.

وخلال الـ72 ساعة الفائتة، أجرى المبعوث الأميركي، تيم ليندركينغ، سلسلة لقاءات في الرياض وعدن، في وقت كثّف فيه السفير الأميركي، ستيفن فاجن، تحرّكاته ما بين السعودية والأردن ومصر.

وبحسب مصادر دبلوماسية يمنية تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن الولايات المتحدة شدّدت على ضرورة موافقة «المجلس الرئاسي» على التمديد، لافتةً في المقابل إلى أنها تُراهن على الدور العُماني لإقناع صنعاء بالمِثل، ومُعرِبةً عن رغبتها في «إيقاف الحرب بشكل كامل والانتقال إلى مرحلة السلام».

مجلس العليمي يرفض ..ماذا؟

وكشفت المصادر أن رئاسي الرياض وافق مبدئياً على التمديد، إلّا أنه رفض إضافة أيّ مقترحات جديدة إلى البنود السابقة.المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الذي وصل مساء الثلاثاء إلى المدينة، فشل في ترتيب لقاء مع  مجلس العليمي .تقول المصادر إن غروندوبرغ طلب عقد لقاء مع رشاد العليمي، قبل وصوله إلى عدن، لإجراء مباحثات حول تمديد الهدنة، غير

أن طلبه قوبل بالرفض احتجاجاً على فشل الأمم المتحدة في فتح طرقات تعز».

لكن المبعوث الأممي اجتمع مع وزير الخارجية في الحكومة الموالية لتحالف العدوان “بن مبارك”  وأبْلغه ضرورة المضيّ في تنفيذ مخرجات اللقاء الأخير لـ”اللجنة الخُماسية” التي تضم السعودية والإمارات وبريطانيا وأميركا + عُمان والتي أقرّت إضافة بند الرواتب والأجور الخاصة بموظفي الدولة في المحافظات الواقعة تحت سيطرة صنعاء، إلى بنود اتّفاق وقف إطلاق النار.

النسخة المنتحلة لصفة وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” والموالية للعدوان ، نقلت عن بن مبارك رفضه إضافة أيّ بند جديد، لكن الواقع يشير الى أن التحركات الأمريكية البريطانية ستفرض شروطها على أذيالها في مجلسالعار أو ما يعرف  بمجلس الرياض الرئاسي ،هذا في ظل اصرار صنعاء على هدنة مكتملة الأركان نافذة الشروط أو التصعيد الذي تتحاشاه واشنطن والدول الأوروبية في ظل أزمة الوقود التي تعيشها هذه القوى الاستعمارية مع الحرب الروسية الأوكرانية.

في المقابل، جدّد المجلس السياسي الأعلى مطالبه بفتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة بشكل كامل، مشدّداً على أن تجديد الهدنة يقتضي الالتزام بصرف مرتّبات الموظفين كافّة، لافتاً إلى أنه بادر إلى فتْح حساب خاص في فرع البنك المركزي في الحديدة، جرى توريد إيرادات الميناء إليه للإسهام في حلّ أزمة المرتّبات، وذلك وفقاً “اتفاق ستوكهولم”إلّا الطرف الآخر لم يلتزم بتغطية فجوة المرتبات حيث لا تتجاوز ايرادات ميناء الحديدة ١٠ مليارات ريال في حين يبلغ دخل مبيعات النفط والغاز لدى حكومة المرتزقة حوالى ٧٣ مليون دولار في اليوم الواحد

واتّهم المجلس،التحالف، باستغلال الجانب الإنساني لتحقيق مكاسب سياسية لم يستطع الوصول إليها في المعركة العسكرية. مصادر سياسية في صنعاء أكدت أن صرف الرواتب ضرورة ملحّة لوقف معاناة الموظفين، إذ يمثّل مدخلاً لإحلال السلام ، مشيرة إلى أن بنود الهدنة كان بإمكان الأمم المتحدة حسمها خلال الشهرَين الأوّلَين ، وهذا ما لم يتحقّق.

ووفقاً لتقييم حكومة الإنقاذ، فإن ما تمّ تنفيذه لا يتجاوز 25% من البنود؛ إذ لا تزال صفقة تبادل الأسرى متعثّرة، فيما يحتجز التحالف خمس سفن مشتقّات نفطية، ويستمرّ تعثُّر الجهود الرامية إلى فتح الطرقات والمعابر، وتتصاعد خروقات وقف إطلاق النار في مختلف الجبهات.

(2)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,تقارير المراسل