هل يمكن للولايات المتحدة وبريطانيا إعلان حرب على صنعاء حالياً ؟ وما وراء إعلان سحب أكبر حاملة طائرات في العالم من على حدود غزة المائية؟

المراسل : تحليل

سيتبادر للذهن ان أمريكا تستعد لتوجيه ضربة جوية لصنعاء حيث ان القوات اليمنية الحاكمة لمياه البحر الأحمر منعت مرور نوع من السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني وتروج واشنطن للحدث على أنه اعاقة أحد أهم طرق التجارة العالمية.

لكن صنعاء وقواتها لم تعق طرق التجارة العالمي!!

قوات البحرية اليمنية فقط استهدفت السفن المتجهة لإسرائيل لا كل سفن العالم؟!

ومع الضغط الرهيب الذي يمارسه اللوبي الصهيوني ضد بايدن وإدارته لخوض مواجهة مع اليمن ستكبر كرة الثلج لكن في غير صالح أمريكا اولا واسرائيل والغرب ثانياً…لكن لماذا؟

في حال أعلنت الولايات المتحدة الحرب على نظام صنعاء في الوقت الحالي فهذا يعني أن قوات صنعاء قد تلجأ لزرع الغام في البحر الأحمر ، وهذه الألغام لا خرائط انتشار لها ، ومعناه إغلاق البحر الأحمر كلياً.

على مقربة من الرد اليمني نجد إيران أرسلت سفينة حربية للبحر الأحمر في أجواء توحي بتوتر إضافي وفي هذا التحرك رسالة واضحة للأمريكان والبريطانيين بأنها تقف إلى جانب صنعاء .

هذا التحرك والتواجد في حال التصعيد والمواجهة يحتمل أن إيران قد تضطر لإغلاق مضيق هرمز ردًا على ضرب صنعاء ، وهذا بمثابة إعلان حرب على إيران. وقتها ستتسع دائرة المواجهة ويتدخل حزب الله فعليا ويفتح جبهة شاملة مع إسرائيل ، وإسرائيل تدرك حجم الخطر القادم ، مع كل الإجرام الذي ترتكبه بحق الفلسطينيين.

في أجواء كهذه سنكون أمام شلل اقتصادي عالمي سيعيق التجارة في العالم بإغلاق أهم مضيقين في العالم

وتدخل الولايات المتحده في فخاخ كثيرة ودوامة لا نهاية لها في حضور الصين وروسيا أولاً كقوى متربصة لسقوط هذا العدو الكبير ، وإغراقه اكثر في وحل المنطقة العربية والوحل اليمني لأطول مدة ، حيث ستتأتى فرص غير معهود للقوتين القادمتين

أولهما فرصة ذهبية للصين التي ستتوجه لغزو تايوان وإعادتها لسيادة الصين ، فيما سيتوجه الروس لالتهام أوكرانيا ، وربما تتحرك كوريا الشمالية التي تستعرض هذه الأيام بقوتها لغزو كوريا الجنوبية ، وستبدو الولايات المتحده كمن أطلقت النار على قدميها.

هذا ما يجعل إعلان الولايات المتحدة الحرب على نظام صنعاء في الوقت الحالي احتمال ضعيف ، وفي حال وقع سيصنف كتحرك مجنون لا علاقة له بالسياسة.

سحب حاملة الطائرات فورد؟!

سحب جيرالد فورد من شرق المتوسط يعني سحب ما لايقل عن 6 سفن حربية تتحرك معها وقرابة 180 مقاتلة فوق حاملة الطائرات. وهذا الرقم للقطع البحرية والاسطول الجوي كبير جدا ، وهذا يعني أن الولايات المتحدة سحبت قوة استراتيجية كبيرة جدًا.

إرسال الولايات المتحده لأكبر حاملة طائراتها قالت بأنها قوة ردع. أي أن وجود هذه القوة ستحول دون توسع حرب إسرائيل على غزة للمنطقة وستحول دون دخول حزب الله في حرب شاملة مع إسرائيل ، وهذا بنظر الأمريكان قد أنجز.

حيث لم يدخل حزب الله بمواجهة شاملة مع إسرائيل.

مقابل هذا هناك عدة احتمالات لقرار سحب جيرالد فورد

الأول : أن أمريكا فقط من يمكنها وقف الحرب على غزة وهي من خلال سحبها لفورد تقلل دعمها لإسرائيل حتى تضطر إسرائيل لسماع مقترحاتها للخروج من المستنقع الغزاوي.

الثاني : أن الولايات المتحدة رمت بكل ثقل قواتها البحرية في الشرق الأوسط وهذا ما فتح شهية الصين لتحقيق حلم ضم تايوان لذا شاهدنا تصريحات الرئيس الصيني الأخيرة حول ضم تايوان.حيث نشر تقرير المخابرات الأمريكي عن استعداد الصين لضم تايوان.

لذا فإن قرار سحب جيرالد فورد يكمن خلفه هدف أمريكي للتعجيل بحل سياسي في غزة من أجل التفرغ لقضية الصين وروسيا الأشد خطرًا بحسب التصنيف الأمريكي.

ومع توالي المصائب على واشنطن واتباعها يدرك الأمريكان أن لغة التهديد لا تجدي نفعاً مع اليمن حيث هناك استعداد في المقابل للرد عليها، ولذلك يمزجون مع تهديداتهم لصنعاء  قائمة عروض هي بمثابة المغريات.

وفي أحدث تصريح للمبعوث الأمريكي الخاص باليمن تيموثي ليندركينغ بدت واشنطن كما اشرنا سلفاً كمن تجد نفسها في مأزق بين ضغوط اللوبي الصهيوني للانطلاق قدماً في الحماقة ضد اليمن وبين تعقيد الواقع واستحالة تحقيق مكاسب من خلال القوة .لذلك يقدم ليندركينغ في تصريحه عرضاً بزيادة المساعدات إلى غزة، وعرضاً آخر  بسحب القوات الأجنبية من اليمن وهو ما كانت واشنطن ترفضه سابقاً حسب تعبير العميد عبدالله بن عامر بموقع إكس.

حقائق

ومع هذا التأرجح الأمريكي تبرز عدة حقائق ؛ الأولى تتمثل في تحاشي الأمريكان توسيع رقعة الحرب. ولذلك ترد على الاستهداف أو احتجاز السفن بسياسة “ضبط النفس” في الغالب .

الثانية : الاعتراف الأمريكي غير المباشر بعدم جدوى العمل العسكري ضد صنعاء . إذ أن هذا البلد الذي يعيش تحت وطأة الحرب طيلة 9 سنوات، حازم بالمضي بقراره.

الثالثة : الإقرار الأميركي بقدرة القوات المسلحة اليمنية على التصعيد. ولو أن واشنطن تعلم بأن تدخل عسكري موضعي قد يحد من قدرة صنعاء على تنفيذ تهديدها، لفعلت.فيما يتجاوز تأثير هذه العمليات على المستوى الاقتصادي الآني، إلى الخسائر المترتبة على ذلك. إذ يعد الاستقرار الأمني أحد أهم العناصر التي تلعب دوراً في جذب المستثمرين وكبار رجال الأعمال في العالم.

أمام تلك الحقائق تبرز تأكيدات قيادة صنعاء لتوحي بالثقة أن لدى صنعاء من الأسلحة ما يكفي للقاتل سنوات طويلة ، وأن لديها بنك أهداف واسع ستتعامل معه حسب الأولويات.

في حين أن بايدن الذي يواجه ضغوطاً مزدوجة أمريكية إسرائيلية لتوجيه الضربة، يقف أمام تحدٍ آخر يقوم على لجم جماح الحرب التي تتسارع أحداثها مع كل ساعة يتأخر بها إعلان وقف إطلاق النار.

والحقيقة التي فرضت على البيت الأبيض تقول أن اليمن ليس فقط مستعداً لتلقي ضربة _إن حدثت_بل مستعد أيضاً للرد عليها.

(190)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل