وزير الخارجية البريطاني مجدداً في مسقط.. البحث عن حبل نجاة من ورطة البحر الأحمر

المراسل – خاص:
زار، أمس الأربعاء ٣١ يناير، وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون سلطنة عمان في جولة جديدة للوزير إلى الشرق الأوسط وفق بيان الخارجية البريطانية.

وأشار بيان الخارجية البريطانية إلى أن الوزير كاميرون يستهل جولة جديدة في الشرق الأوسط يناقش فيها أربعة ملفات وفق البيان وهي:
-تحقيق هدنة إنسانية فورية في غزة لإدخال المساعدات.
-إحراز تقدم في إنشاء مجموعة اتصال تضم الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية أساسية ودول الخليج وتركيا عملها تزخيم جهود تحقيق حل دائم للسلام في المنطقة.
-بحث التهديدات للملاحة في البحر الأحمر.
-تجديد التزام المملكة المتحدة تجاه استمرار ادخال المساعدات الانسانية الى اليمن.

وعلى الرغم من أنه لم يمض أسبوع واحد منذ الزيارة الأخيرة لكاميرن إلى الشرق الأوسط التقى فيها مسؤولين في كلٍ من دولة الاحتلال الإسرائيلي
والسلطة الفلسطينية وقطر وتركيا، ولكن عودة الوزير بهذه السرعة لجولة جديدة يبدأها من مسقط توحي بأن للزيارة أهداف أخرى.

سبب البداية من مسقط:
لا تلعب مسقط دوراً جوهرياً مباشراً في الحرب الدائرة بغزة ولو كانت أولويات بريطانيا الحديث عن هدنة فورية لذهب وزير خارجيتها إلى لعاب رئيسيين في هذا الملف كقطر أو مصر ، ولكن عمُان كانت دائماً اللاعب الرئيسي في الملفات ذات العلاقة بإيران وجماعة أنصار الله في اليمن.

وقامت مسقط خلال سنوات بتدخلات جوهرية فاعلة فيما يتعلق بنقل الرسائل بين طهران وأمريكا والغرب كما أن لها دوراً أساسياً في نقل الرسائل الأمريكية والغربية إلى صنعاء والعكس.

وتأتي هذه الزيارة في توقيت تتصاعد فيه حدة التوترات في المنطقة على صعيد استمرار التوترات في البحر الأحمر بين صنعاء وكلاً من أمريكا وبريطانيا وكذلك مع تفاقم الوعيد الأمريكي بضربات انتقامية قد تستهدف إيران أو مواقع تواجدها في العراق أو سوريا.

وتربط بريطانيا مع مسقط علاقة تاريخية قوية توفر أرضية مناسبة للعب دور الوسيط بين أمريكا وبريطانيا من جهة وإيران واليمن من جهةٍ أخرى.

ورغم التدخلات الأمريكية البريطانية عسكرياً ضد أتصار الله في اليمن لردع صنعاء عن متابعة حظر الملاحة عبر البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب الاستراتيجي أمام السفن المتوجهة إلى موانئ الاحتلال الاسرائيلي، إلا أن جميعها بائت بالفشل بل على العكس من ذلك ادت الى نتائج عكسية حيث اصبحت السفن الامريكية والبريطانية اهداف للصواريخ اليمنية، ومع تصاعد ورطة امريكا في البحر الاحمر وحاجتها الى الاستمرار في اظهار مواقف معلنة صارمة جراء تزايد الضربات عليها بشكل مباشر سواءً في البحر الاحمر او قواعدها في سوريا والعراق او الضربات التي تستهدف حليفتها اسرئيل الا ان الدور البريطاني يبدو مختلفاً حيث تتسلل بريطانيا من الابواب الخلفية للبحث عن طوق نجاة لأمريكا اولاً ولنفسها واسرائيل ثانياً.

وألتقى الوزير كاميرون في مسقط كلاً من وزير الخارجية العماني ووزير المكتب السلطاني العماني ويبدو جلياً ان هذه اللقاءات تأتي لتقديم عروض او نقل رسائل الى طهران وصنعاء وطلب المساعدة من عمُان للعب دوراً إيجابياً للتوسط بهدف تخفيف التوتر في الشرق الأوسط بشكل عام والبحر الاحمر بشكل خاص.

وفي حين تستمر التصريحات الأمريكية ذات الطابع التهديدي في العلن ، تقدم بريطانيا نفسها كمنقذ للتوسط لدى صنعاء وطهران لخفض التصعيد.

وأشار البيان الرسمي للخارجية البريطانية الى موضوع ادخال المساعدات الى غزة ضمن هدنة عاجلة وكذلك استمرار تدفق المساعدات الانسانية الى اليمن لا يخرج عن التطمينات التي تريد المملكة المتحدة تقديمها للجمهورية اليمنية والجمهورية الاسلامية في ايران ان مطالبهما قيد التنفيذ بوقف القتال في غزة وفك الحصار عن سكانها في اشارةٍ لرغبة بريطانية امريكية بالرد بالمثل من قبل كلاً من صنعاء وطهران للحد من التصعيد في المنطقة بدورهما.

من جانبٍ اخر، وصف نائب وزير الخارجية اليمنية حسين العزي التلويح البريطاني باستعمال المساعدات الانسانية كسلاح ضد الشعب اليمني بالسقوط المخزي، مؤكداً انه لن يثني الشعب اليمني عن مواصلة انحيازه الانساني العادل للمدنيين في غزة.

وقال العزي في تغريدةٍ له على موقع اكس رصدها موقع المراسل، ان وزير خارجية بريطانيا يحاول اخافة شركات النقل البحري والامل عدم تصديق هذه الاكاذيب المتكررة فالملاحة آمنة لكل الوجهات ماعدا وجهة الكيان الصهيوني فقط.

وليس معلوماً اذا ما كانت العجوز الانجليزية والمعروفة بالدهاء السياسي ستنجح في كبح العمليات المتصاعدة في المنطقة ضد امريكا واسرائيل من خلال الوسيط العماني لتكون بذلك بريطانيا قد نجحت مرة اخرى في اخراج حليفتها امريكا من مأزق شائك او ان هذه الجهود ستصطدم بموانع كثيرة قد تؤدي الى مزيد من التصعيد في المنطقة ولكن بلا شك ان الاحداث في قادم الايام ستجيب عن هذا السؤال.

(184)

الأقسام: الاخبار,المراسل السياسي,المراسل العالمي,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل