خطابات قائد الثورة تبقي فلسطين ومظلوميتها حية في وعي الأمة

المراسل – كتب/ علي عبدالوهاب

يحرص السيد عبدالملك الحوثي، منذ بدء العدوان على غزة، على البقاء على اتصال بالجماهير اليمنية والعربية والإسلامية من خلال خطاباته وإطلالاته المتكررة التي وصلت إلى اليوم 11 مرة، تم تثبيتها مؤخرا كل يوم خميس، لتصبح إطلالة أسبوعية، وبالنظر إلى مضامين هذه الخطابات، ومواضيعها، نجد أننا أمام نوعية جديدة من القيادات، حيث أن من عادة الزعماء التاريخيين الحرص على عدم الظهور المستمر حتى لا يكررون أنفسهم فيملّهم الناس أو يقولون نفس الكلام المتكرر، ويفضلون ترك الحديث لمن دونهم لتوضيح المواقف التفصيلية، ويخشون من الانتقادات، وبروز الخلل في خطاباتهم، وبهذا يتحمل المسؤولون الأدنى تداعيات الأخطاء، ويحلون المشكلات بظهور علني، أو حتى بإقالة المسؤولين من رؤساء الحكومات أو الوزراء، ويكونون هم في حل من تحمل أي مسؤوليات أو تبعات، أو انتقادات.
فالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، يتصدى لعملية إعادة الوعي بالقضية وطبيعة الصراع مع هذا العدو في زمن تخاذل فيه الزعماء وصمت المثقفون، بل تآمر الزعماء وذهب كثير من المثقفين لتبني خطابات التضليل والتخذيل، ليجد السيد القائد نفسه مسؤولا أمام الأمة، ليشحذ الهمم ويرفع المعنويات وينمي الوعي، ويقدم نموذجا قياديا للأمة افتقدته خلال عقود من الزمن، يتحدث بهمومها وينطق بلسان حالها، ويؤكد بحضوره المتجدد أن الأمة ليست متروكة لخواء حكامها، ولا لبائس مواقفهم، وساقط هممهم، ويجعل من شعبه نموذجا حيّاً على قدرة الأمة على النهوض، ويلفت إلى مواطن قوتها، وأوراقها الرابحة، لينسف أعمدة التدجين ويهدم عرش التخذيل والخنوع، ويبني صرح العزة، ويملأ النفوس عزة وكرامة، وينتشل الأمة من براثن العجز، ويضعها في مصاف الفعل المؤثر، ويمكن القول أن القائد يغتنم الفرصة أيضا لإيصال صوت المسيرة كمسيرة للأمة وليست خاصة بشعب تضيق به حدود جغرافيا سايكس بيكو.
فموقف السيد القائد عبدالملك الحوثي المساند للشعب الفلسطيني، حسب أمين عام المكتب السياسي لأنصار الله فضل أبو طالب، جعل منه رمزا إسلاميا ثوريا وبطلا ملهما للشعوب المستضعفة وشخصية قوية واستثنائية أصبحت حديث العالم وذلك لكونه الرجل الوحيد الذي استطاع مواجهة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا بشكل مباشر وحقق إنجازات كبيرة عليهم.
‏وفي قراءة تحليلية لهذه الخطابات وحرص السيد القائد على الإطلالة المتكررة، يمكن الحديث عنها تحت عدة عناوين.
أولاً: لماذا يحرص السيد القائد على تكثيف الظهور:
إن مظلومية غزة تمثل لدى السيد القائد عبدالملك الحوثي أولوية الأولويات وهي تأخذ جلّ جهده ووقته وتفكيره، وحرص السيد القائد على الحضور الأسبوعي حسب الأستاذ فضل أبو طالب ، لمخاطبة الشعب اليمني والأمة بشكل عام يعكس المستوى العالي من الاهتمام والمواكبة والجدية والشعور بالمسؤولية تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة وتداعياته داخل غزة وخارجها على كافة المستويات العسكرية والإنسانية وغيرها.
وتحت هذا العنوان يعزو الكاتب والباحث الأكاديمي، الدكتور عبدالملك عيسى، حرص السيد القائد على الخطاب الأسبوعي بشأن غزة كل خميس لعدة أسباب، أولاً: استجابة لأوامر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم. ثانياً: إظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني: يعتبر أنصار الله أنفسهم جزءا من محور المقاومة ضد الكيان الإسرائيلي، ويؤيدون القضية الفلسطينية بشكل قاطع لا لبس فيه، فمن خلال خطاباته، يسعى السيد القائد إلى التأكيد على وقوفه إلى جانب الفلسطينيين في نضالهم ضد الاحتلال الصهيوني، وخاصة أن أول شعار أطلق أثناء محاضرة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه في يوم القدس العالمي وارتباط المسيرة القرآنية بالقضية الفلسطينية منذ البداية .
السبب الثالث حسب الدكتور عيسى: تعبئة الرأي العام اليمني: تساهم خطابات السيد القائد في حشد الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية داخل اليمن. من خلال خطاباته، يثير السيد القائد مشاعر الغضب والاستياء من جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين انسجاما مع الشعار الذي ينص على “الله أكبر الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام”، ويشجع على المشاركة في الفعاليات الداعمة للقضية وخاصة المقاطعة الاقتصادية للبضائع.
كما يضيف سببا رابعا، كشف الموقف الدولي: ينتقد السيد القائد بشدة موقف المجتمع الدولي من القضية الفلسطينية، ويعتبره تواطؤا مع إسرائيل. من خلال خطاباته، يطالب السيد القائد بموقف دولي أكثر حزما لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ويفضح أكاذيب حقوق الإنسان والمرأة والطفل والقانون الإنساني الدولي.
ويختم الدكتور عبدالملك عيسى، هذه الأسباب بسبب خامس، وهو: محاربة اللامبالاة التي تطبع الأفراد بطابعها والتراخي لشحذ الهمم والخروج بمعنويات عالية يوم الجمعة.
وفي ذات السياق ينظر الباحث الإعلامي حسن شعبان، من زاوية أخرى، إلى الخطاب الأسبوعي للسيد القائد، وبحسب شعبان فهو أولاً يبقي قضية غزة والجرائم المرتكبة بحق أهلها حية في وعي الأمة بعد أن كادت تعتاد مشهد القتل اليومي لأطفال غزة ونسائها فبدل أن يحتكر الإعلام بمذاهبه المختلفة صورة غزة وما يجري فيها نجد أن السيد -حفظه الله- قد أخذ على عاتقه مسؤولية إبقاء القضية حية وأن تؤخذ المعلومات عن ما يجري في غزة من مصدر مسؤول يدقق الحديث ويحقق فيه ولا يصدر عنه إلا المعلومات الدقيقة والمعارف المؤكدة، وهذا من شأنه يجعل الأمة على بصيرة من أمرها دون توسط المبالغة الإعلامية أو الكذب والإخفاء عند بعض الإعلاميين.
من جهته، يرى الباحث المختص بالشؤون الإقليمية، خليل نصر الله، أن تكثيف حضور السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في هذه المرحلة، له علاقة بأمرين ، الأول هو الحشد الشعبي والجماهيري الذي يحصل كل يوم جمعة، وهو جزء من المواجهة القائمة لأنه يضفي شرعية على خطوات القوات المسلحة اليمنية وعملياتها البحرية ضد ثلاثي الشر، الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي.
وثانيا، فهو مرتبط بتطوير دول العدوان على اليمن ، بالعدوان الأمريكي البريطاني، الذي وضع نفسه في موقع الدفاع عن المصالح الإسرائيلية في المنطقة، وأخذ كتفا عن العدو الإسرائيلي، في منطقة البحر الأحمر، في محاولة لمنع صنعاء من تحقيق أهدافها، لكن هذا الأمر لم يحصل البتة.
بالتالي، يضيف نصر الله، فإن حضور السيد كل أسبوع للحديث عن مستجدات العدوان، وعمليات اليمن وتوثيقها بالأرقام، بالدرجة الأولى يتعلق بمواصلة صنعاء في تحقيق الأهداف التي تسعى إليها، والتأكيد على فشل العدوان البريطاني الأمريكي، ومن يدور في فلكها، وأيضاً الاستعداد الدائم لتصعيد الموقف وفق مجريات الأمور في قطاع غزة، لأن السيد يؤكد كل مرة أن العمليات لإسناد غزة ووقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.
ويستطرد نصرالله، أن هذه الإطلالات مهمة وتكثيفها أمر مهم، ونحن في مرحلة مهمة وهو عدوان يحتاج دائما لحضور القائد، والسيد عبدالملك الحوثي هو واحد من قادة المقاومة، ومن الطبيعي جدا أن يطل بهذه الكثافة، وبهذا الشكل، لأنه يخاطب جمهوره، ويخاطب الأمة، وهذا يضفي نوعا من الاطمئنان، يعطي المعنويات للشعب الفلسطيني، وملاحظ كيف تركت أثرها لدى الشعب الفلسطيني، ولدى أحرار الأمة، حرص السيد على الحضور، وتقديم التحديث في ما يتعلق بالعمليات اليمنية أيضاً هذا عامل مهم جدا.
فالسيد القائد عبدالملك الحوثي، يسعى من خلال خطاباته إلى إبراز الصورة الحقيقة لأعداء الأمة وفي المقدمة أمريكا وإسرائيل ويبيّن مستوى توحشهم وإجرامهم وحقدهم على الإسلام والمسلمين، حسب أبو طالب، الذي يضيف، أن السيد القائد يقدم الحلول من خلال الواقع العملي من خلال الاعتماد على الله والثقة به وبالتحرك الشامل للجهاد في سبيل الله في مواجهة المستكبرين والدفاع عن المظلومين.
ثانياً: الأسلوب الذي يميز هذه الخطابات:
يجزم الباحث والإعلامي حسن شعبان، بأن خطاب السيد يتسم منهجيا بالدقة العالية في توصيف الواقع وشرح المواقف ثم بيان الموقف الشرعي على أسس من الكتاب الكريم والإسلام القويم ما يضع الأمة أمام مسؤولياتها الشرعية بالدليل القطعي حيث لا يترك كلام السيد مجالا للشبهات لا في الحكم ولا في الموضوع هذا على مستوى الهدف العام تجاه الأمة.
ويلفت الدكتور عبدالملك عيسى، إلى أن الأسلوب يأخذ المنهجية القرآنية، من حيث:
١- المصداقية العالية التي يتمتع بها السيد القائد على مدى زمني طويل.
2- يركز على إثارة المشاعر والعواطف انسجاما مع شعار البراءة، ويستخدم لغة قوية بقوة لغة القرآن الكريم، ويستخدم صورا رمزية للدلالة على مدى فضاعة وتوحش الكيان الإسرائيلي.
٣- يتوجه بشكل أساسي إلى الجمهور اليمني والجمهور العربي وبعض مراكز الأبحاث الدولية.
٤- يستخدم لغة لاذعة لكشف أكاذيب المجتمع الدولي.
٥- يذكر حلولا عملية محددة لدعم القضية الفلسطينية.
٦- يستخدم لغة الأرقام والإحصائيات ضمن الاستشهادات المتعددة بداخل الخطاب والأرقام لا تكذب.
ويشترك نصرالله مع الدكتور عيسى، في توضيح أهمية البعد الثقافي والديني في خطابات السيد القائد، يقول الباحث خليل نصرالله: نلاحظ كيف يبين السيد عبدالملك الحوثي، بالدليل القرآني في كل خطاباته، عن أحقية هذه المعركة من منطلق الواجب والدين والإيمان والأخلاق، وهي مسألة عالية المستوى تؤكد المنطلق الأساسي وهو المنطلق الإيمانية الذي تقوم به صنعاء لإسناد فلسطين، بالتالي فإن البعد الثقافي واستحضار التبيين والبرهان القرآني، ورمي الحجة على كل المسلمين، هي مهمة في سياق المعركة والمواجهة.
يعود شعبان للحديث عن خطاب السيد تجاه الغرب، ويجزم بأن السمة البارزة التي يتسم بها خطاب السيد القائد وهي سمة لا يشاركه بها غيره ، وحسب شعبان، فإن السيد يشرح جوهر العداء بيننا وبين الغرب المعتدي وذلك من زاويتين أولاهما حقيقة أن اليهود والنصارى لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم وأن جوهر الصراع هو في الهوية وأنهم لن يكتفوا بالاحتلال والسيطرة على الموارد بل يريدون مسخ الهوية والقضاء عليها، وثانيهما: أنه -حفظه الله- يشرح حجم الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها الكفر بحق المسلمين ويدعّم ذلك بالشواهد والحقائق والأرقام، ويضيف أن هذه المنهجية في المقاربة توضح للعدو أن القائد مدرك للهدف النهائي من الصراع، وهذا يجعل الغرب أكثر عداء للنموذج القيادي الذي يمثله السيد عبد الملك الحوثي حفظه الله من أي نموذج آخر سواء في العالم الإسلامي أو على امتداد العالم.
‏ينتقل الدكتور عبدالملك عيسى إلى أسلوب المقارنة بين ما حدث في اليمن وما يحدث في غزة، ويقول إن السيد القائد يستخدم هذه المقارنة، لتقريب الصورة في أذهان اليمنيين عن بشاعة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم يندى لها جبين الإنسانية كون ما حدث في اليمن حاضر في الأذهان لحشد أكبر عدد ممكن من الأفراد وأيضاً لقطع الطريق على من يقول بأن الحرب في اليمن أهلية وأن المعركة الحقيقية هي فقط في غزة للتأكد أن المعركة مع السعودية والإمارات جزء من المعركة مع اليهودي في غزة وأن الحرب على اليمن كانت للسيطرة عليه وبالتالي الانقضاض على فلسطين غزة وكل المقاومة في المنطقة.
يشرح فضل أبو طالب أن أسلوب المقارنات أسلوب قرآني فالقرآن الكريم يعمل مقارنات مثلا بين أهل الجنة وأهل النار وهو بذلك يدفعنا للحذر من النار ويرغّب في الجنة وهكذا يفعل السيد القائد في عقد المقارنات بين حجم الإسناد الغربي للعدو الإسرائيلي وبين حجم التخاذل العربي عن نصرة الشعب الفلسطيني في غزة فهو بتلك المقارنة يدفعنا لاتخاذ مواقف مشرفة تجاه الشعب الفلسطيني، فهو يحفز الشعوب العربية ويحرك الضمائر الحية لكي يكون لهم موقف مشرف مساند للشعب الفلسطيني فلا تكون الدول الغربية في مساندتها للظلم الاسرائيلي والعدوان الإسرائيلي أكثر حرصا منا على نصرة إخواننا الفلسطينيين المظلومين في غزة.

ثالثا: نتيجة وانعكاسات الخطابات:
أشار فضل ابو طالب، إلى أن خطابات القائد ورسائله تلقى اهتماما كبيرا لدى المجتمع الدولي سواء قادة الدول المؤثرة في العالم أو المنظمات الدولية فهم يتلقون رسائله وتحذيراته بكل جدية واهتمام ويحملونها على محمل الجد خاصة بعد أن أثبت السيد القائد قدرته على ضرب الموانئ الفلسطينية المحتلة وأثبت قدرته على فرض قرار منع وصول السفن الاسرائيلية أو المرتبطة بالعدو الإسرائيلي رغم وجود التحالف الدولي لمنع ذلك إلا أنه انتصر عليهم وفشلوا في مواجهته.
ومن خلال المنطلقات والأهداف، تتحدد نتيجة حرص القيادة على تكرار الظهور، من هذه النتائج نجاح الحرب النفسية، يقول خليل نصرالله: إن في هذه الخطابات حربا نفسية صادقة يقوم بها السيد تجاه العدوان الأمريكي والإسرائيلي، ويلاحظ في كل مرحلة أن السيد يعطي نوعا من التحذير الجاد، الذي يقدم عليه لاحقا، وأحيانا يسبق بعض الأمور، كما حصل في خطابه الأخير، عندما تحدث عن مفاجآت، ثم يترك الحديث عنها للميدان، وهي سمة المحور اليوم، السيد نصر الله، قال الميدان هو الذي يتكلم، وهذه نقطة جوهرية، مهمة جدا في الحرب النفسية الصادقة التي يقوم بها السيد عبدالملك، الأهم أن الأعداء ينتظرون قبل الأصدقاء، ماذا سيقول، وهي دليل على تأثير الفعل اليمني لدى الإسرائيلي والأمريكي.
أمين عام المكتب السياسي لأنصار الله، أكد هنا: أن الحرب النفسية تأتي من رجل له فِهم ومعرفة بالنفسية اليهودية وكيف يمكن ضربها وهزيمتها مستوحيا ذلك من الثقافة القرآنية، فهو لديه قدرة عالية على ضرب الجانب المعنوي لدى العدو خاصة أنها تأتي من رجل القول والفعل رجل مجرّب في الواقع معروف بشدة بأسه وقوته وجديته في مواجهتهم، فهو عندما يعد بالمفاجآت فهو صادق في ما يقول وكل يوم يدخل إلى الميدان سلاحا جديدا بدءا من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة إلى القوارب المسيرة والغواصات، ولا زال السيد القائد عبدالملك الحوثي يعد الأعداء بالمفاجآت خلال الفترة القادمة.
وعلى مستوى الحرب النفسية أيضا، يذهب الباحث حسن شعبان، أن هذه الخطابات الأسبوعية تزيد أعداء الأمة من الغربيين والعرب واليهود يأسا وقلقا من قوة الإرادة والعزم على المضي، فيرتبك هولاء في إيجاد السياسة الملائمة للتعامل مع هذه القوة، ويعجز قادتهم كما الاتباع عن فك رموز القوة في خطاب القائد يحفظه الله، فيصبحون عاجزين ومضطرين إلى التسليم بأن معركة البحر حتى وإن خاضتها أمريكا وبريطانيا بكل ما لديهما من قوة فإنها معركة خاسرة.
يضيف شعبان، أنه إذا كان غرض العمليات النفسية أن ترفع من ثقة الأمة بنفسها وتعزيز إرادة القتال عندها فقد حققت خطابات السيد هذا الهدف بكل قوة وإذا كان غرض الحرب النفسية هو إضعاف عزيمة العدو وإشعارها بالعجز فقد حققت كلمات السيد هذا الهدف بكل براعة وإتقان.
رابعا: أهمية هذه الخطابات:
أهمية خطابات السيد القائد عبدالملك الحوثي المكثفة في هذه المرحلة، أنها تصنع وعيا لدى الشعب اليمني ولدى شعوب الأمة بشكل عام تجاه الأعداء ومخططاتهم ومؤامراتهم وتكشف زيفهم وتفضح ادعاءاتهم وترد على أباطيلهم وتجعلنا دائما نتحرك وفق رؤية صحيحة في مواجهتهم فلا نتأثر بأكاذيبهم وتضليلاتهم، هذا ما يؤكد عيه أبو طالب، ويستطرد: لذلك فالسيد القائد عبدالملك الحوثي في خطاباته يبين طبيعة الصراع مع الأعداء ويجلي الحقائق ويقدم الرؤية الصحيحة والقراءة الدقيقة للأحداث ويكشف الزيف الذي يعمل العدو على الترويج له من خلال وسائل إعلامه الكبيرة إلا أن هذه الخطابات فرضت منطق الحق بما يمتلكه من أدلة وبراهين ومعطيات رغم ما يمتلكه العدو من إمكانيات ووسائل إعلامية ودعائية كبيرة جدا.
ويضيف أمين عام المكتب السياسي، أن السيد القائد يسعى لحشد الأمة للدفاع عن الشعب الفلسطيني والمقدسات كما يبين العناوين التي يتشدق بها أمريكا والغرب مثل حقوق الإنسان والحريات وحقوق المرأة والطفل وغيرها فهو يعمل على تبيين الحقائق ويستنهض الشعوب ويحرك الضمائر ويقدم للأمة وللشعوب كيفية الحل والمخرج من هذا الواقع الذي تعيشه جراء الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية وفق ثقافة قرآنية صحيحة.
في البعد السياسي العسكري والثقافي والديني، هذه خطابات ضرورة، كما يوضح ذلك الباحث خليل نصرالله، وينبغي أن تستمر، وهذا واضح أن تقدير السيد عبدالملك الحوثي، في ما يتعلق بترتيب الخطابات، وإلى من يتوجه، وخصوصا إلى الشعب اليمني، وخصوصا أنه المفوض الرئيس للقوات المسلحة اليمنية، لمواصلة الخطوات الداعمة للشعب الفلسطيني والضاغطة على العدوان، كما حصل في العدوان على اليمن وعمليات كسر الحصار، في العمق السعودي، والإماراتي، وكان التفويض الشعبي عاملا اساسيا، وهو جزء أساسي من الصمود، وجزء أساسي من الانتصار، وسيتم لمسه بشكل واضح في تحقيق الانتصار في فلسطين، وهذا الانتصار هو انتصار للمقاومة في المنطقة، في لبنان واليمن الكبير الذي قدم نموذجا من الإصرار والحكمة ذات المنطلقات الدينية.
ومن شأن هذه الإطلالات المتكررة أسبوعيا، أن تشعر المسلمين عموما واليمنيين منهم خصوصا، بمدى خطورة الأحداث وأهميتها ومصيريتها وما يمكن أن يترتب عليها لو أهملت الأمة واجباتها أو قصرت فيها، هذا ما يصر عليه شعبان، مؤكدا في ختام حديثه، أن هذا كله يبين للمتابعين أهمية الدور الذي تلعبه خطابات السيد على مستوى العمليات النفسية حيث ترفع درجة الوعي لدى الأمة وتعزز مناعتها الفكرية وتقوي من عزيمتها ففي كل مرة يؤكد فيها السيد الثبات والقوة والتصعيد تتعزز ثقة الأمة بنفسها وترتفع معنوياتها وتشتد عزيمتها للقتال.
وتبرز أهمية هذه الخطابات، حسب أبو طالب، لأنها شاملة تنطلق من رؤية قرآنية صحيحة وقراءة صحيحة للأحداث من خلال قاعدة عين على القرآن وعين على الأحداث فهو يقدم خطابا شاملا من منطلقات قرآنية يستعرض فيه المستجدات ويقدم لها قراءة دقيقة وعميقة واستشرافية ويقدم من خلالها تقييما عميقا للأحداث والوقائع ورؤية عملية لمواجهة التحديات والمخاطر التي تحدق بالأمة.

(77)

الأقسام: آراء,الاخبار,المراسل السياسي,اهم الاخبار,عاجل