خاص| المراسل نت:
أحيى أنصار الحراك الجنوبي، اليوم الخميس، الذكرى العاشرة لانطلاقته المطالبة باستقلال الجنوب عن اليمن والعودة لما قبل وحدة 1990، في ظل انقسام كبير في صفوفه بسبب الاستقطاب الذي تمارسه دول التحالف، ووسط إدراك بأن الحرب على اليمن وانخراط فصائل الحراك مع التحالف أثر سلباً على قضيتهم وهو ما انعكس في البيان الختامي للفعالية.
وتوافدت قيادات وأنصار الحراك الجنوبي إلى مدينة الضالع لإحياء الفعالية التي احتفت بالذكرى العاشرة لانطلاق الحراك، لكن انقسام الحراك بين السعودية والإمارات انعكس بشكل كبير على حجم الحشد الذي قاطعه الموالون للسعودية.
وخرجت الفعالية ببيان ختامي، حصل المراسل نت على نسخة منه، وتضمن ثلاثة محاور رئيسية، الأول يتعلق بالآثار السلبية للتدخل العسكرية للتحالف في اليمن على القضية الجنوبية رغم انخراط الحراك وتأييده للحرب ورفض الحراك للزج بالجنوبيين في في معارك الحدود السعودية ، والثاني يتعلق بإدراك الحراك الجنوبي باستمرار التعامل مع قضيته باعتبارها هامشية أو عدم الاعتراف بها، والثالث أن البيان اعتبر حكومة هادي بأنها حكومة احتلال والتلميح برفض الوصاية التي يمارسها التحالف على الحراك. كما تضمن البيان رفضاً للمبادرة الخليجية والذي يضع الحراك الجنوبي في مواجهة مع التحالف والسعودية بشكل رئيسي التي تصر على الحل على أساس تلك المبادرة.
ما تضمنه بيان الفعالية من عبارات جريئة تؤكد أن الحشد حظي بدعم ومباركة من الإمارات التي تؤيد خيار الانفصال، كما ان الفعالية ذاتها جاءت في سياق تعمّق الخلافات السعودية الإماراتية.
وفي الوقت الذي حظي الحراك في فعالية الضالع بدعم الإمارات، فإنه وعلى الجانب الآخر سخّرت السعودية وسائلها الإعلامية خلال الأيام الماضية التي سبقت الفعالية الجنوبية والساعات التي أعقبت الاحتشاد لاستضافة شخصيات موالية للرياض تتهم الحراك والحشد في الذي أقيم بالضالع بالتبعية لإيران.
وخصصت قناة العربية السعودية مساحة كبيرة من تغطيتها لمهاجمة فعالية الحراك الجنوبي، واستضافت عدة شخصيات بينهم رئيس حزب الرشاد السلفي محمد العامري وهو وزير الدولة ومستشار عبدربه منصور هادي والذي اتهم بعض مكونات الحراك بالتبعية لإيران.
وقال العامري أن إيران تسعى لإنشاء دولة تابعة لها في الشمال عبر الحوثيين وأخرى في الجنوب عبر من قال أنهم حلفاء لإيران في الحراك الجنوبي الذين تأثروا بالمشروع الإيراني.
وبالعودة لبيان فعالية الذكرى العاشرة لانطلاقه أكد الحراك الجنوبي ” ان بقاء المجتمع الإقليمي والدولي يتعاطى مع الإرادة الشعبية الجنوبية بسطحية وتعالي فج لا يمكن ان يحقق اي تقدم على الصعيد الميداني والسياسي، وعلى المحيط الإقليمي والدولي استيعاب الدروس والتجارب السابقة بدءاً من المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار اليمني ومخرجاته التي حاول فيها الالتفاف على قضية الجنوب لكن كل تلك الخطوات افضت الى الحرب التي لا تزال تستعر بقوة، ليعاود المجتمع الدولي محاولاته في إيجاد تسويات سياسية وفقاً لنتائج الحرب”.
وجدد البيان تأكيد الحراك على “استمرار الثورة الجنوبية التحررية حتى تحقيق استقلال الجنوب”
كما اعتبر البيان ” ان الوضع السياسي القائم في الجنوب لا يزال وضع احتلالي اذ تُمارس ما يسمى بـ”حكومة الشرعية” سياسات خبيثة متعددة الألوان والاشكال جميعها تصب في استهداف قضية الجنوب، من خلال العمل على التنكيل بشعب الجنوب وتفكيك مكونات الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية”.
واتهم البيان حكومة هادي بأنها من ” يختلق الازمات في مدن ومناطق الجنوب وإثارة المناطقية وضرب الخدمات التي تمس حياة السكان وبالذات في عدن وبقية مدن ومناطق الجنوب”.
كما تضمن البيان اتهام حكومة هادي بالزج بالجنوبيين في “معارك ما وراء الحدود في الشمال وهو الامر الذي يؤدي الى استنزاف الدم الجنوبي دونما اي فائدة لقضية الجنوب” بحسب نص البيان.
وتضمن البيان اتهامات لحكومة هادي بتفريخ مكونات الحراك الجنوبي واستنساخ حراك رديف “والدفع بشخصيات من خارج الثورة الجنوبية وتقديمهم كممثلين عن قضية الجنوب تمثيلاً هامشياً يقبل ويؤيد ويساند توجهات تلك الحكومة ولا يعبر عن تطلعات شعب الجنوب وقواه الثورية التحررية”.
كما أكد بيان الحراك الجنوبي بأنه “لن يقبل ان يكون الجنوب تحت الوصاية الخارجية راهناً ومستقبلاً وان اي علاقة ستكون قائمة على تبادل المصلحة”.
وانطلاقاً من شعور الحراك الجنوبي بأن التحالف لا يتعامل معه كمكون صاحب قضية فقد طالب البيان التحالف “بإعادة صياغة العلاقة مع الجنوبيين على ضوء ما يسعى اليه الجنوبيين والتعاطي مع هذا الامر بمصداقية وليس بالاعتماد على شراء الولاءات وتسخير امكاناتها في تزوير الواقع واستخدام ضعاف النفوس من الجنوبيين للترويج للأوهام والخدع التي تسوق وتصور مجريات الأحداث بشكل مغلوط تحت مزعوم أن ما تقوم به يَصْب في صالح قضية الجنوب” بحسب نص البيان.
(266)
