خاص| المراسل نت:
تعرضت قوات التحالف، اليوم الثلاثاء، لانتكاسة كبيرة في مديرية المخا يجعل من الصعب عليه تعويضها بسهولة، فما حدث اليوم في سلسلة جبال النار، بحسب خبراء عسكريين تحدثوا لـ المراسل نت، هو أن انتصار خطط الجيش والحوثيين على خطط التحالف الذي وضع قواته وآلياته فريسة سهلة للطرف الآخر طامعاً بالسيطرة على مجموعة من التباب دون حماية استراتيجية.
ما حدث في سلسلة جبال النار أشبه بفريق كرة قدم قام بقلب نتيجة المباراة في الدقيقة الأخيرة من وقتها المحدد، فالجيش والحوثيين انطلقوا من آخر جزء تحت سيطرتهم في السلسة الجبلية ليسيطروا عليها بالكامل.
قوات الجيش والحوثيين أعلنت اليوم أنها استعادت السيطرة على كامل السلسة الجبلية لما يعرف بـ”جبل النار” شرقي مديرية المخا الساحلية، انطلاقاً مما تبقى لديها من مواقع في تلك السلسلة ورغم أنها كانت أجزاء بسيطة من السلسلة إلا أنها كانت أكثر استراتيجية من الأجزاء التي سيطر عليها التحالف.
بحسب مصدر عسكري لـ المراسل نت، اعتمد التحالف على القصف الجوي المكثف والدفع بقوات وآليات مكثفة على الأرض بمشاركة ملحوظة للقوات السودانية، مشيراً إلى أن قوات الجيش والحوثيين اعتمدت تكتيكات عسكرية جديدة واختارت التوقيت المناسب للهجوم الشامل في أول ساعات الليل حيث تتراجع قدرة الطيران على تحقيق نتائج إيجابية فيما القوات السودانية على الأرض حديثة عهد بالمواقع التي سيطرت عليها في السلسة الجبلية الأمر الذي جعلها مشلولة عندما تعرضت للهجوم.
ولتوضيح الصورة، قال خبير عسكري لـ المراسل نت أن خطأ التحالف كان الطمع بالسيطرة على أكبر عدد من التباب والمرتفعات في سلسلة جبال النار وأراد الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من المساحات لكنه لم يخطط للسيطرة على نقاط انطلاق استراتيجية مما جعل قواته على الأرض متواجدة بشكل كبير في سلسلة من المرتفعات بينما الجيش والحوثيون كانوا مسيطرين على القمم الأكثر ارتفاعاً وأمام كثافة قوات التحالف على الأرض تحولت تلك الكثافة لعامل سلبي للتحالف بمعنى أن بدء الهجوم عليها والقصف المكثف كان يحقق نسبة نجاح عالية أسفرت عن مقتل العشرات من القوات الموالية للتحالف وهذه الخسائر المفاجئة سببت ارباكاً كبيراً للقوات السودانية بشكل رئيسي جعلها تفكر بالانسحاب وتفضله على المواجهة.
بالنسبة للجيش والحوثيين كانت أهمية سلسلة جبال النار الاستراتيجية عاملاً مهماً في تحفيزها لاستعادة السلسلة الجبلية لأن خسارتها هناك سيضعها في موقف حرج في مواقعها الأخرى بمديرية المخا وقد يتسبب بوقوعها تحت الحصار في أكثر من منطقة.
وبدأ الهجوم الشامل أول ساعات الليل وخلالها تم استخدام معظم الاستراتيجيات العسكرية بينها القصف المكثف والمتزامن على كل مواقع الموالين للتحالف مع تقدم للقوات وفق خطة انتشار لم يتم الكشف عنها لحد الآن.
أمام الهجوم ارتبكت القوات الموالية للتحالف وبدأت بالانسحاب تحت ضغط الهجوم المكثف وغير المتوقع وأيضاً غير المألوف من قبل الجيش والحوثيين بالنسبة للموالين للتحالف الذين بدأوا بالانسحاب تاركين كثير من الآليات بعد وقوع خسائر مادية وبشرية كبيرة. المصدر العسكري قال لـ المراسل نت أن لحظات انسحاب الموالين للتحالف شهدت أكبر الخسائر المادية والبشرية نظراً لكثافة القوات التي جعلت من السهل النجاح باستهدافها.
خسارة التحالف لما كان قد انجزه في سلسلة جبال النار وخسائره المادية والبشرية لم تتوقف عند هذا الحد، فتمكن الجيش والحوثيين في غضون 5 ساعات من استعادة ما سيطرت عليه قوات التحالف في نحو 10 أيام وبمئات الغارات سينعكس على نفسية المقاتلين الذين يفترض أنهم في بداية معركة طويلة على امتداد الساحل الغربي إلى الحديدة.
(903)
