الابتزاز الأمريكي للرياض: واشنطن تمارس سياسة العصا والجزرة مع السعودية في اليمن

تقارير| المراسل نت:

رغم ما قدمته السعودية لإدارة ترامب من أموال تجاوزت 200 مليار دولار على شكل استثمارات إلا أن الأخيرة ما تزال تماطل في تمرير صفقة أسلحة ذكية كانت قد أوقفتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

 

وكشف مسؤولون أمريكيون في تصريحات، رصدها المراسل نت، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب طلبت من السعودية تعهداً بتجنب استهداف المدنيين في اليمن والتقليل من الخسائر في صفوفهم لأقصى درجة قبل تمرير صفقة أسلحة أمريكية للرياض تضم قنابل ذكية.

 

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين أن الولايات المتحدة تريد الحصول على تعهدات جديدة من السعودية بتحسين عمليات الاستهداف بحيث تقلل لأقصى درجة ممكنة من سقوط قتلى مدنيين في الحرب الدائرة باليمن وذلك في وقت تبحث فيه الإدارة الأمريكية استئناف بيع الرياض ذخائر موجهة بدقة.

 

وأشار المسؤولون الأمريكيون إلى أنه كان من المتوقع الإعلان الشهر الماضي عن صفقة بيع أسلحة لكن اعتراض أعضاء بالكونجرس أغلبهم من الديمقراطيين وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان زاد الأمر تعقيدا، وهو ما يشير إلى أن واشنطن تمارس سياسية العصا والجزرة مع السعودية بخصوص اليمن.

 

وقال مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه لرويترز “نريد من السعوديين أن يبدوا التزامهم باستخدام هذه الأشياء استخداما ملائما.”

 

وطلب أعضاء الكونجرس الأمريكي يوم الاثنين مزيدا من المعلومات من إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن البيع المحتمل لذخائر دقيقة التوجيه للسعودية معبرين عن قلقهم بشأن الضحايا المدنيين في الحملة التي تقودها الرياض في اليمن والتي أجلت الصفقة العام الماضي.

 

وبحسب رويترز وقع 30 عضوا في الكونجرس، معظمهم ديمقراطيون، رسالة إلى وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس مشيرين إلى توقعات بأن الإدارة تعتزم المضي قدما في الصفقة.

 

وجاء في الرسالة التي تعود إلى يوم الجمعة لكن لم يكشف النقاب عنها إلا يوم الاثنين “مثلما تعرفان فإن الإدارة السابقة اتخذت القرار في ديسمبر 2016 لوقف بيع مقرر لذخائر دقيقة التوجيه للسعودية بسبب مخاوف من سقوط ضحايا مدنيين على نطاق واسع وقصور كبير في قدرات الاستهداف لدى القوات الجوية السعودية.”

 

وقال المشرعون، بقيادة الديمقراطي تيد ليو عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب “بيد أن تقارير حديثة تشير إلى أن وزارة الخارجية غيرت المسار الآن ورفعت التعليق على بيع هذه الذخائر الدقيقة التوجيه.”

 

ومن جانب آخر يبدو أن الولايات المتحدة لا تريد أن تعطي السعودية إجابة مطمئنة إلى حد كبير بشأن مساعدتها للتحالف في الحرب على اليمن وتحديدا بمعارك الساحل الغربي.

 

ورغم الاحتفاء الكبير الذي أبدته الصحافة والإعلام في السعودية بتصريحات وزير الدفاع الأمريكي “جيمس ماتيس” لدى زيارته للرياض إلا أن محليين سعوديين وخليجيين في القنوات الفضائية السعودية والخليجية أبدوا عدم ارتياحهم لعدم وضوح الوزير الأمريكي في مسألة توسيع التدخل الأمريكي العسكري في اليمن.

 

وأطلق وزير الدفاع الأمريكي “جيمس ماتيس” سلسلة من التصريحات يوم الأربعاء أثناء زيارته للرياض التي تضمنت هجوما على إيران غير أنه لم يمنح القيادة السعودية ما تريده من دعم صريح في حربها على اليمن واكتفى بالتلميح لضعف الجيش السعودي.

واعتبر ماتيس أن من الضروري التغلب على مساعي إيران لزعزعة استقرار بلد آخر، في إشارة إلى اليمن، ومنعها من تشكيل مليشيا أخرى على شاكلة “حزب الله” اللبناني في إشارة أخرى إلى جماعة أنصارالله (الحوثيين).

لكن ماتيس رأى أن المحصلة النهائية تؤكد الأمور تمضي في الطريق الصحيح بمواجهة إيران مؤكداً في ذات الوقت على إن الهدف في اليمن هو التوصل لحل سياسي من خلال مفاوضات بوساطة الأمم المتحدة لحل الصراع القائم هناك.

ومن خلال تصريحات ماتيس رأت وكالة “فرانس برس” أن الأخير لم يشأ توضيح ما اذا كانت الادارة الأمريكية تعتزم زيادة الدعم العسكري لعمليات التحالف الذي تقوده الرياض في اليمن. واكتفى بالقول ان “هدفنا هو دفع هذا النزاع الى مفاوضات ترعاها الامم المتحدة للتأكد من انتهائه في اسرع وقت”.

وفي ضوء ما يتداول في دوائر الإدارة الأمريكية عن الأداء المخيب للآمال من قبل الجيش السعودي بمواجهة الحوثيين، بحسب عدة تقارير أمريكية، قال ماتيس أنه يجب أن يكون هناك قوات مسلحة واستخبارات سعودية قوية معتبراً أن ذلك يصب بمصلحة الولايات المتحدة.

 

سياسيون عرب اعتبروا أن الولايات المتحدة تواصل ابتزاز السعودية للحصول على أكبر قد من الأموال فيما قال سياسي يمني لـ المراسل نت أن الولايات المتحدة تستغل غرق السعودية في اليمن لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب لكن واشنطن لن تمنح الرياض كل ماتريد في اليمن.

 

وفي السياق قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التدخل الأمريكي في اليمن لن يكون مباشرا، وسيتركز على الدعم بالأسلحة، ومدى تأثير هذا التدخل سيتوقف على نوعية الأسلحة.

 

وأضاف نافعة في حديث لوكالة “سبوتنيك” الروسية أن الدعم الأمريكي للسعودية في الحرب اليمنية يمكن قياسه بنوعية الأسلحة التي ستقدم، وما إذا كانت واشنطن سترسل خبراء ميدانيين أو مستشارين على الأرض، ولا أظن أن هذا وحده كافيا لحسم المعركة عسكريا، لأن الحسم العسكري يتطلب وجود قوات مقاتلة على الأرض ولا أظن أن الولايات المتحدة ستذهب إلى هذا المنحى.

 

 

وراهنت السعودية على الأموال التي قدمتها لترامب على شكل استثمارات بقيمة 200 مليار دولار والتي تم الإعلان عنها ضمن مخرجات اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي ولي عهد السعودية محمد بن سلمان في منتصف مارس الماضي في البيت الأبيض بواشنطن.

 

وكشف البيت الأبيض في حينه، عن الاتفاقات التي توصل إليها ترامب مع بن سلمان على رأسها استثمارات قد تتجاوز قيمتها 200 مليار دولار.

 

وقال انجريد نارانجو الخبير في العلاقات الأمريكية السعوديةتعليقا على اللقاء ان “توفير فرص عمل من خلال الاستثمارات…الرئيس ترامب يريد نتائج وإحصائيات مهمة بالنسبة له… هذا منطقي للغاية بالنسبة لاستراتيجية التنوع السعودية للاستثمار في الخارج وخاصة في الولايات المتحدة.”

 

 

(164)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,تقارير المراسل

Tags: ,,,,,,