خيارات المواجهة بين السعودية والإمارات: من يضحك أخيراً في عدن هادي أم الزبيدي؟

تقارير| المراسل نت:

 

كشفت الأحداث الأخيرة في محافظتي حضرموت وعدن بإعلان استقلال الأولى وإقالة محافظ الثانية، كيف تدير الولايات المتحدة الأمريكية الخلافات بين السعودية والإمارات وهما أبرز دولتين في التحالف الذي يشن الحرب على اليمن.

 

ففي حضرموت تبدو السعودية غير قادرة على مواجهة الإمارات التي تحظى هناك بدعمٍ أمريكي، فيما تعجز الإمارات عن مواجهة السعودية في عدن التي تحظى بدعم أمريكي هناك، فالإمارات أظهرت عجزاً كبيراً عن مساندة قيادات الحراك الجنوبي التي تم اقصاؤها بالأمس وعلى رأسهم المحافظ عيدروس الزبيدي ووزير الدولة هاني بن بريك.

 

ورغم التوتر القائم في عدن والمظاهرة التي شهدتها ظهر الجمعة رفضاً لإقالة الزبيدي، إلا أن مرور أكثر من 24 ساعة أظهرت عجز قوى الحراك عن تغيير الواقع وهو العجز الذي ينطبق على الإمارات في مواجهة السعودية، ولم يقدم الإعلام الإماراتي سوى تغطية خجولة للمظاهرات الخجولة أيضاً التي خرجت في المعلا بعدن.

 

عقب صدور قرار عبدربه منصور هادي بإقالة عيدروس الزبيدي وتعيين عبدالحميد المفلحي محافظاً لمحافظة عدن، نشر ناشطون جنوبيون صوراً تظهر المفلحي إلى جانب الجنرال علي محسن الأحمر (نائب هادي والقائد العسكري لاخوان اليمن) محذرين من أن التعيينات السعودية التي أصدرها هادي تعني عودة الجنوب تحت حكم حزب الإصلاح الإخواني بعد ما قدم الجنوبيون آلاف القتلى والجرحى بمواجهة الجيش والحوثيين والزج بهم في معارك الشمال والحدود السعودية.

 

وبالعودة للحظات التي سبقت قرارات هادي، يتحدث سياسي جنوبي لـ المراسل نت قائلاً أن هادي أراد استغلال اعلان إقليم حضرموت لصالحه وأعلن في اجتماع داخلي بأنه سيصدر قراراً بإعلان إقليم عدن على غرار حضرموت ولكن في إطار ما يصفه بـ”الدولة الاتحادية” وهو الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل الزبيدي الذي قال أن الجنوب واحد ويتطلع لدولته المستقلة رافضاً فكرة الأقاليم.

 

ويشير السياسي الجنوبي أن قرار هادي جاء بالتزامن مع استعدادات الحراك لأحياء ذكرى حرب 94 وكانت الفعالية ستشهد خطوات من قبل الحراك للإعلان عن التمسك بدولة الجنوب، وهناك حصل هادي على الضوء الأخضر لإقالته.

 

ويضيف السياسي في حديثه لـ المراسل نت أن الزبيدي عقد اجتماعاً في مبنى المحافظة بعد قرار إقالته وأبلغ قيادات الحراك الموالية للإمارات أن يرفض قرار تعيينه سفيراً ولكنه لا يرفض قرار إقالته، لأن ذلك يعد اعترافاً بشرعية هادي ويتناقض مع مطالب الحراك بعودة دول الجنوب.

 

عملية التحشيد العسكري استمرت في الساعات اللاحقة لقرارات هادي المدعوم بألوية جل عناصرها من حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة، وقوات الحراك الجنوبي المدعومة إماراتياً بمختلف تشكيلاتها (الحزام الأمني، المقاومة الجنوبية..الخ) فيما ظل الطيران الإماراتي يحلّق بشكل متقطع لكن المخاوف من إقدامه على قصف قوات هادي تراجعت بسبب قراءة موقف الإمارات الذي بدا عاجزاً أمام السعودية وهو ما منح قوات هادي ثقة أكبر.

 

في مديرية المعلا بعدن وعقب صلاة الجمعة خرج المئات في مظاهرة تعد صغيرة الحجم نسبة لما كان متوقعاً ولشعبية الحرام الجنوبي الذي تضرر بفعل التجاذبات التي طالت قياداته من أطراف خارجية على رأسها السعودية والإمارات.

 

أحد المتحدثين باسم السلطة المحلية بعدن من الحراك الجنوبي علّق على قرار إقالة الزبيدي بالقول أن “الشرعية الإخوانية أعلنت وفاتها.

 

وفي الوقت الحالي يمكن القول أن عدن باتت مطوقة بقوات عسكرية من الطرفين وملغمة من الداخل بقوات الطرفين أيضاً وتبقى الأمور هناك مفتوحة لكل الاحتمالات، فالإمارات باتت في ورطة وهي تخشى مواجهة السعودية وفي ذات الوقت تخشى أن يفقد الحراك الجنوبي ثقته بها ويمتد ذلك إلى حضرموت وسقطرى في المستقبل.

 

وكما أن هناك إشارات ترجح أن الإمارات لن تقدم على أي خطوة على الأرض تزيد من التوتر مع السعودية، فهناك إشارات على أن القيادة الإماراتية تدرس الخيارات المتاحة التي من بينها تحريك قوات الحراك ضد هادي باسم الانقلاب على الاتفاقات.

 

ورصد المراسل نت تغطية قناة “سكاي نيوز عربية” الإماراتية لما قالت أنها مظاهرات احتجاجية في عدن رفضاً لإقالة المحافظ الزبيدي مشيرة إلى أن الأخير تعرض لعدة محاولات اغتيال أكد بعدها عزمه للتصدي للانقلاب والإرهاب.

 

أما نائب مدير شرطة دبي “ضاحي خلفان” المثير للجدل والذي تحسب تصريحاته على القيادة الإماراتية وأحيانا تعبر عن مواقفها، فقال أن هادي لم يعد مرغوباً في الشمال والجنوب.

وكتب خلفان في صفحته الرسمية بموقع تويتر “اسمحوا أن أقول كلمة حق، شرعية اليمن أثارت الشمال قلنا معها حقـ لكن ما رأيكم بإثارتها للجنوب؟ والله ان هادي لم يعد مقبولاً شمالاً وجنوباً”.

 

في نهاية المطاف لدى السعودية خيارات لمواجهة أي تحرك إماراتي عبر تحشيد الألوية التي شكلتها من عناصر الإصلاح وتنظيم القاعدة وبعض السلفيين الموالين لها لمهاجمة عدن وفرض السيطرة عليها بالقوة. بالمقابل لدى الإمارات إمكانية تحريك القوات التي شكلتها ودربتها في الخارج من الجنوبيين لمواجهة السعودية وسحب آلاف المقاتلين الجنوبيين من الذين يقاتلون نيابة عن الجيش السعودي في الحدود وربما استخدامهم هناك ضد السعودية.

 

ورغم امتلاك الطرفين لخيارات متعددة إلا أن الموقف الأمريكي سيكون صاحب الكلمة الفصل، فإذا كانت واشنطن تدعم الموقف السعودي في عدن فلن تقدم الإمارات على أي خطوة والعكس صحيح أيضاً وبالتالي فإن هادي والحراك سيكون عليهما انتظار ذلك الموقف لمعرفة من سيضحك أخيرا، لكن هناك احتمال ثالثة يتعلق بما إذا كانت واشنطن ترغب في أن يكون هناك صدام بين السعودية والإمارات وهو ما ستوضحه الأيام القادمة.

 

 

(528)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,تقارير المراسل

Tags: ,,,,,