حرب اليمن في زيارة ترامب: لماذا خيبة الأمل السعودية؟

تقارير| المراسل نت:

حصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أكثر مما كان يطمح به من السعودية التي وقع معها اتفاقيات بأكثر من 660 مليار دولار، غير أن المملكة لم تحصل لحد الآن على الأقل على ما تريده من واشنطن من مساعدة ميدانية في حرب اليمن رغم تصريحات وزير الخارجية ريكس تيلرسون عن تكثيف الجهود لردع إيران في اليمن وسوريا.

الرئيس ترامب والوزراء الأمريكيون الذين رافقوه إلى الرياض قالوا أنهم سيزودون السعودية بأسلحة أكثر دقة وتطوراً، وهي في الحقيقة يتناسب مع حجم المبالغ التي أعلن عنها نظير الاتفاقيات العسكرية بقيمة 460 مليار دولار، غير أن ما قاله الأمريكيون خلاف ذلك لم يتعدى المجاملات من قبيل قدرة السعودية على تنظيم حشد دولي في إشارة للقمة التي ستعقد غداً وشعورهم بالفخر لتواجدهم في المملكة وتكرار تصريحات دأب على ترديدها رؤساء ومسؤولون أمريكيون سابقون حول ضرورة التصدي لإيران وتجديد التزام الولايات المتحدة بحماية السعودية وتأمين حدودها.

السعودية ومنذ بدأت بضخ المليارات إلى واشنطن كانت تعبّر بشكل واضح، عبر مسؤوليها ووسائل إعلامها الرسمية، عن رغبتها بمشاركة أمريكية مباشرة في حرب اليمن وخصوصاً في الساحل الغربي ومعركة الحديدة، وهو ما لم يتفوه به الرئيس ترامب ووزير خارجيته خلال اللقاءات والمؤتمرات التي عقدوها منذ وصولهم إلى الرياض صباح اليوم.

تيلرسون لم يمنح الأمل للسعودية في اليمن:

وعقد وزير الخارجية الأمريكي “ريكس تيلرسون” مؤتمراً صحفياً، رصد المراسل نت وقائعه، مع نظيره السعودي “عادل الجبير” في العاصمة السعودية الرياض.

الجبير قال في مطلع حديثه: ” الزيارة تاريخية (زيارة ترامب) ويشرفنا انه اختار المملكة كأول دولة” يزورها في أول زيارة خارجية له، فيما قال تيلرسون: ” فخور بتواجدي مع الجبير للتحدث عن تعزيز العلاقات بين البلدين”.

وأشار الجبير إلى أن ” الرئيس ترامب والملك سلمان وقعا اتفاقا تاريخيا لتطوير العلاقات الاستراتيجية وعلاقتنا ستتطور لتصبح استراتيجية اكثر من قبل وأسعدنا التعاون في القدرات الدفاعية”.

وأكد الجبير أن على إيران ان توقف تدخلاتها وتوقف دعم الحوثيين بالصواريخ وتتوقف عن انتهاكات حقوق الإنسان.

ولفت الجبير إلى أن المحادثات مع نظيره الأمريكي تطرقت للأوضاع في اليمن.

وأوضح أن المملكة تقاتل في اليمن لسبب محدد مع الشرعية وأن الحوثيين هم من بدأوا العدوان على السعودية مشيراً إلى أنهم، أي الحوثيين، أطلقوا 40 صاروخاً على المملكة.

وأضاف أن السعودية قدمت مبادرة باسم دول الخليج (المبادرة الخليجية) تتضمن نسخة لنظام فيدرالي لكن الحوثيين قاموا بالإنقلاب وسيطروا على الدولة

كما لفت الجبير أن التحالف ارتكب بعض الأخطاء في اليمن واعتراف بها، موضحاً أن هناك اتهامات غير صحيحة موجهة للتحالف حول تدمير ميناء الحديدة وتدمير صنعاء، فيما الحقيقة أن من وصفهم الانقلابيين هم من قاموا بإطلاق  صواريخ على المدن السعودية وانتهكوا وقف اطلاق النار .

وفي موضوع آخر عبر الجبير عن استعداد بلاده للعمل مع واشنطن لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيراً إلى أن ” بعد هذه الزيارة سيذهب ترامب لإسرائيل ليتحدث مع العالم اليهودي وليجمع بين الديانات في العالم”

وفي الأخير عبر الجبير عن امتنان بلاده لادارة ترامب بخصوص توفير الدعم العسكري واللوجستي للتحالف في اليمن.

أما وزير الخارجية الأمريكي “ريكس تيلرسون” فوصف في المؤتمر الصحفي ما يحدث اليوم في الرياض بأنه “يوم تاريخي في العلاقات بين امريكا والسعودية”.

واعتبر تيلرسون أن العلاقات الاقتصادية بين بلاده والسعودية أساس للعلاقات الأمنية مؤكدا أن بلاده ستعمل ل على تعزيز التعاون الدفاعي بين أمريكا والسعودية

وقال تيلرسون: “الاتفاقيات الدفاعية تشمل امن الحدود البرية والبحرية والأمن الالكتروني وسيكون هناك تدريب لتعزيز تعاوننا مع القوات السعودية وتعزيز علاقتنا العسكرية في وجه النفوذ الايراني الذي يحيط بالمملكة في مختلف الجهات.

ورأى تيلرسون أن السعودية قادرة على حمل عبئ اكبر في امنها والأمن القومي الأمريكي.

واعتبر أن “الاعلان الهام في الاتفاقيات الموقعة اليوم هو مبادرة مكافحة الارهاب والذي سيفتح في الرياض وتقوده السعودية لهزيمة التطرف ويجب ان نهزمه في الفضاء الالكتروني وسيركز على كيفية الدخول في الفضاء الالكتروني”.

وانتظر الجبير والقيادة السعودية عموماً أن تعلن الولايات المتحدة عن أي خطوة عملية لمساعدة التحالف في اليمن غير أن ذلك لم يحدث فالوزير ترامب أعاد تدوير التصريحات الأمريكية المعهودة قائلاً: “سنعزز الجهود المشتركة لردع ايران في سوريا واليمن”.

وأوضح أن بلاده “تنسق جهودها بخصوص تطرف ايران وتصديرها ودعمها للأجانب والمليشيات ليس فقط في اليمن بل وفي العراق وسوريا وننسق مراجعة الاتفاقية النووية ونستخدمها لاحتواء طموحات ايران النووية ولدينا مجموعة دول تركز على اليمن ومجموعة تركز على سوريا”.

وأضاف أنه فيما “يخص الوضع في اليمن فالأوضاع مأساوية والناس على شفير المجاعة بسبب القتال، لكن المهم ان نضغط على الاطراف للوصول لحل سياسي”.

وأعطى تيلرسون إشارة مخيبة لآمال السعودية حول دور بلاده المقبل في اليمن والذي يبدو أنه لن يتطور كثيراً عندما قال أن من وصفهم “المتمردون في اليمن والانقلابيون لا يمكن ان يستمروا في القتال ولن ينتصروا عسكريا وعلينا الضغط عليهم والأسلحة التي نوفرها للملكة ستكون اكثر دقة” ولم يشر لأي تدخل مباشر للجيش الأمريكي مع التحالف.

كما رأى تيلرسون أنه “يجب مواصلة الضغط العسكري على الحوثيين في اليمن للعودة للمفاوضات” مؤكداً في ذات الوقت أن بلاده تركز تركز على الحل السياسي للأزمة اليمنية.

العجمي: قدمنا كل شيء لترامب ولم يقدم لنا شيء!

امتلأت الفضائيات الخليجية بالمحللين والسياسيين الذين تناولوا الزيارة التي تصفها السعودية بالتاريخية لترامب للسعودية، غير أن الدكتور والسياسي ظافر العجمي الحاصل على دكتوراه في شؤون أمن الخليج والعلاقات الإقليمية والدولية، كان الأكثر واقعية وهو يعبّر عن خيبة الأمل من مخرجات زيارة ترامب، في مداخلة، رصدها المراسل نت، على شاشة قناة “سكاي نيوز عربية” الإماراتية.

وقال العجمي، وهو المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج، معلقاً على زيارة ترامب: “ما شاهدت هو أن الخليجيين هم من يقدمون كل شيء للأمريكيين، ولم يقدم الأمريكيون أي شيء”.

وأشار العجمي لمؤتمر تيلرسون الصحفي مع الجبير، موضحاً أن الأول تحدث عن أحداث اليمن وكان حديثه ” لا يتلج الصدر”.

ولفت إلى أن “جميع الاتفاقيات من جانب السعودية وخلقت فرص عمل للأمريكان وهناك  شركة امريكية ستعمل في السعودية”.

وأضاف قائلاً “انا اردت ان أسمع التدخل الامريكي لجانب التحالف الاسلامي العسكري، أردت ان أسمع انه سيكون هناك حصار على الموانئ اليمنية حتى لا ينفد السلاح من الجانب الإيراني،اردت ان أسمع الحصار على ايران “.

وحذر العجمي من التفاؤل المفرط لأنه ممكن ألا يحصل شيء في نهاية المطاف.

(355)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل

Tags: ,,,,,,,,,,,,