لماذا على السعودية أن تقلق هذه المرة على علاقتها مع واشنطن بعد تصويت الكونجرس على صفقة أسلحة؟

خاص| المراسل نت:

حصلت صفقة الأسلحة الأمريكية للسعودية التي تتضمن قنابل ذكية بنصف مليار دولار على التصويت الكافي لتمريرها في مجلس الشيوخ بالكونجرس الأمريكي ولكن بنسبة ضئيلة جداً بين الأصوات المؤيدة والمعارضة للصفقة، الأمر الذي يعكس تراجعاً للعلاقات بين الرياض وواشنطن رغم أن السعودية تصوّر أن علاقة الدولتين تطورت في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقارنة بفترة سلفه باراك أوباما.

وبحسب تقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، وضعت الصفقة بطلب من أعضاء مجلس الشيوخ للتصويت، وأسفرت النتجية عن تأييد 53 عضواً ومعارضة 46 عضواً وامتناع عضو واحد عن التصويت. الفارق بين المعارضين والمؤيدين كان 7 أصوات فقط وهي المرة الأولى في تاريخ الكونجرس الذي تلقى فيه صفقة أسلحة للسعودية هذه النسبة من المعارضين رغم أن المجلس يهمين عليه الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس ترامب.

 

وتلفت المجلة إلى أن آخر تصويت على صفقة أسلحة للسعودية في الكونجرس خلال فترة الرئيس أوباما حظيت بتأييد 72 نائباً ومعارضة 27 نائباً وامتناع نائب واحد عن التصويت، أي أن السعودية حصلت على تأييد أكبر خلال تلك الفترة رغم أنها تقول أن علاقتها بواشنطن تحسنت في عهد ترامب مقارنة بعهد أوباما.

 

ويقول سياسي عربي لـ المراسل نت أن على السعودية أن تقلق على مستقبل علاقتها مع واشنطن، لأن عملية التصويت في الكونجرس على صفقة أسلحة تعد في ذات الوقت بمثابة تصويت على العلاقة بين واشنطن والدول الأخرى ومقياساً لمستوى تقدم أو تراجع العلاقات.

وتؤكد مجلة “فورين بوليسي” في تقريرها عن الصفقة الأخيرة أنه “كانت هناك معارضة بشكل أكبر من المتوقع على تلك الصفقة” مشيرة إلى أن التصويت من أجل منع الصفقة قدمه السيناتور “راند بول” ممثل ولاية (كنتاكي) وانتهى  أنتهى بنتيجة 53 إلى 46، وقد سانده عدد من أبرز المشرعين بما فيهم السيناتور “مايك لي” ممثل ولاية (يوتا)، وتود يونغ ممثل (إنديانا) ودان هيلر ممثل (نيفادا).

 

وتضيف المجلة أنه كان من بين أبرز المعارضين للصفقة أيضاً السيناتور “كريس مورفي” والسيناتور “آل فرانكن”، واللذان كانا قد حاولا منع بيع ما قيمته 1.1 مليار دولار من دبابات الأبرامز إلى المملكة في العام الماضي لكنهما فشلا، ولم يتمكنا من الحصول سوى على 27 صوت.

 

ونظراً لتنامي معارضة أعضاء الكونجرس لصفقات الأسلحة مع السعودية بغض النظر عن تمرير الصفقة فإن ذلك بحسب المجلة، دفع عدة جماعات لحقوق الإنسان وجماعات مراقبة وضبط الأسلحة للاحتفال بنتيجة التصويت، حيث كانت نسبة المعارضين للصفقة هي أكبر نسبة معارضة منذ أن بدء مجلس الشيوخ بتناول هذه المسألة مؤخراً.

 

ونقلت المجلية عن “أندريا براسو” من منظمة “هيومن رايتس ووتش” قوله ” إن تصويت يوم الثلاثاء “يرسل رسالة واضحة إلى حد كبير بأن العمل لن يكون كالمعتاد بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية”.

وقال السيناتور “كريس مورفي” في بيان صدر بعد التصويت أن “ائتلافاً بين الحزبين من اعضاء مجلس الشيوخ أرسل لتوه رسالة كبيرة الى السعوديين” وهي أن واشنطن لها رأي أخر يختلف عن الرياض عندما يتعلق الأمر بالحرب في اليمن.

مورفي قال أيضاً “منذ زمن ليس ببعيد لم نكن لنحصل على مثل نتيجة تصويت اليوم” – أي أصوات المعارضين للصفقة –، لكن الكونغرس بدأ يلاحظ اخيرا أن السعودية تستخدم ذخائر أمريكية لتضرب وبشكل متعمد أهداف مدنية داخل اليمن.

السيناتور “تود يونغ” وهو أحد الجمهوريين المعارضين لعملية البيع قال قبل التصويت “إنه خيار كاذب وخادع لاقتراح ان نختار بين معارضة إيران ومساعدة ملايين الناس الذين يعانون في اليمن”.

(327)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل

Tags: ,,,,,