تقارير| المراسل نت:
وجهت صنعاء ضربة أكثر من مزدوجة لكل من الرياض وأبوظبي وحكومة عبدربه منصور هادي عندما نجحت في ضمان أغلبية مجلس النواب الذي انعقد اليوم الخميس في مقره بالعاصمة صنعاء بحضور رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد ورئيس المجلس يحيى الراعي وهيئة الرئاسة والأعضاء بنصاب مكتمل.
الصماد ترأس جلسة مجلس النواب التي انعقدت لأول مرة منذ أحداث ديسمبر الماضي بعدما كانت دول التحالف تراهن على عزل جماعة الحوثيين سياسياً بالإضافة إلى أن حكومة هادي كانت قد أعلنت موازنتها السنوية لأول مرة منذ بدء الحرب وكانت تراهن على ضمان استمالة النواب لإقرار الموازنة فأعلنت في وقت سابق أن البرلمان سينعقد في عدن هذا الشهر لكن المفاجأة جاءت من صنعاء بانعقاد الجلسة الاستثنائية.
وألقى الصماد كلمة حصل المراسل نت على نصها الكامل، أشار خلالها إلى أن أعضاء البرلمان تحدوا كل الظروف الصعبة بسبب الحصار والحرب والتهديدات من قبل التحالف وحضروا الجلسة، وقال “نحن اليوم نلتقي تحت قبة البرلمان بأعضاء السلطة التشريعية التي تعرّضت للكثير من المؤامرات إلاّ أنّ قوتها المستمدة من الشعب الذي تمثله جعلتها الرقم الأصعب على الساحة السياسية والإقليمية والدولية”.”.
وأشار الصماد إلى أن مجلس النواب ظل عقبة أمام قوى التحالف التي قال إنها جعلت البرلمان وأعضاءه ورئيسه في دائرة الاستهداف وفرضت قيوداً على تحركاتهم.
وقال الصماد إن ” انعقاد المجلس ليس انعقاداً عادياً إنما انعقاد باليستي سيصيب العدوان في مقتل، وستكون له آثار على المستوى الوطني والإقليمي والدولي إن كانت لهم آذان تسمع، وعقول تدرك” بحسب قوله.
وأشار الصماد إلى أن دول التحالف اعتقدت بعد أحداث ديسمبر أنها قادرة على انتزاع السلطة والشرعية من صنعاء عبر ضم المجلس إلى جانبها “إلاّ أن الوعي الوطني والقيم والأخلاق التي يتحلى بها الأعضاء ما كانت لتتلاشى أمام أي حدث أو إرجاف أو تهويل، وما كانت لتتأثر بأي صراع مهما كان، فهي مؤسسة اليمن كل اليمن” بحسب قوله.
وأضاف ” وها نحن نجتمع من جديد وبالأغلبية الساحقة رغم ظروف العدوان والحصار، ورغم حجم الإغراء والتهديد والضغوط التي مورست بحق الأعضاء؛ لمنع التئام المجلس وهذا موقف يجب أن يسجل بأحرف من ذهب لكل من حضر”.
وأعلن الصماد خلال الكلمة عن دعوة لأعضاء المجلس ممن التحقوا بمعسكر التحالف بالعودة وأنه سيتم التعامل معهم بموجب العفو العام مؤكداً أنه من يستطيع منهم العودة إلى صنعاء فالأبواب مفتوحة.
وفي هذا السياق قال الصماد ” أما أولئك الذين انضموا لصف العدوان واستغلهم لتحقيق مآربه وأهدافه ويسعون وراء الفتات من أموال آل سعود فأقول لهم: أنتم الآن قد تحظون بالشيء اليسير من المال السعودي المدنّس بدماء شعبكم، ولكنكم مقابله ستخسرون الكثير الكثير، ستخسرون دنياكم وآخرتكم، ستخسرون شعبكم، و مستقبلكم السياسي، فالجماهير التي انتخبتكم في دوائركم أخذت منكم العهد بالحفاظ على الوطن واستقلاله وتمثيلهم خير تمثيل، وأنتم اليوم تقفون على النقيض تماماً ولن يكون لكم أي مستقبل”.
وأضاف “عودوا إلى رشدكم وارجعوا إلى وطنكم واعتذروا لشعبكم، ونحن وشعبنا كرماء ، و كما كنا كرماء فيمن شاركوا في الفتنة الأخيرة سنكون كرماء إذا رجعتم عن غيكم رغم الجراح والألم ومستعدون لتـأمين سبل العيش لكم بكرامة مع شعبكم ولا تبقوا أذلاء تحت رحمة عدوكم”.
وقال: ” من يستطيع منكم العودة فصنعاء أم للجميع سترحب بكم ومن لم يستطع فعليه أن يغادر صف العدوان إلى أي بلد آخر ويتبرأ من العدوان وجرائمه وينآ بنفسه عن تأييد العدوان ودعمه ونحن مستعدون تأمين عيشكم حتى يتسنى لكم العودة إلى أرض الوطن”.
وأضاف: ” ومن رفض دعوتنا هذه فلا عاد واعتذر، ولا اعتزل العدوان وتبرأ منه، فإننا ومعنا جميع شعبنا نعتبره خائناً لله والوطن، وينبغي على الأجهزة المعنية تطبيق القوانين النافذة بحقه باعتباره خان الأمانة وتآمر على الشعب، والأخ رئيس المجلس وهيئة الرئاسة معنيون بمتابعة ما ذكر، فلعل وعسى أن يسمعوا النصح ويرجعوا عن غيهم رغم علمي وتيقني أن هذه الدعوة قد تستفز الكثير من أبناء شعبنا الذين اكتووا بالعدوان والحصار، ولكن نحن واثقون تمام الثقة في وعي ونضج شعبنا أمام كل التحديات والمؤامرات وفي كل المنعطفات”.
كما تحدث رئيس البرلمان يحيى الراعي خلال الجلسة وأكد أن المجلس لا يمكن أن يحيد عن مهمته التشريعية ولا يخون مبادئه، في إشارة إلى رفض المجلس وأعضائه للعروض التي يقدمها التحالف لاستمالتهم.
وكان صالح الصماد عقب أحداث ديسمبر أحرى عدة لقاءات بالكتل البرلمانية للمحافظات وتمكن من تطمين الأعضاء ومنحهم الضمانات الكافية لإزالة أي مخاوف لديهم من تداعيات الأحداث ونجح في نهاية المطاف من عقد الجلسة قاطعاً الطريق على التحالف الذي حاول عزل صنعاء سياسياً خصوصاً مع اقتراب عودة المفاوضات السياسية بهدف كسب ورقة تفاوضية لكنه لم ينجح.
اضغط على أي صورة لرؤيتها بالحجم الكامل أو لتنزيلها إلى جهازك:
(690)
