أربع دول عربية حليفة لواشنطن تفاجئ أمريكا والسعودية بمواقفها من انسحاب ترامب من الاتفاق النووي

خاص| المراسل نت:

أبدت عدد من الدول العربية التي تمتلك علاقات قوية مع واشنطن والرياض، رفضها الضمني لقرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران ما يشكل صدمة للمحور الأمريكي السعودي.

سلطنة عمان التي كانت نقطة الاتصال بين طهران وواشنطن خلال المحادثات السرّية التي أفضت لتوقيع الاتفاق في 2015 خلال ولاية الرئيس باراك أوباما، لم تؤيد قرار ترامب بل أبدت موقفاً أقرب إلى رفض رفضه من خلال تعبيرها عن تقديرها لتسمك الدولة الأوروبية وروسيا والصين بالاتفاق مع إيران بعد انسحاب واشنطن.

وقالت الخارجية العمانية، اليوم الأربعاء، في بيان حصل عليه المراسل نت، إن السلطنة ” تابعت تطورات القرار الأمريكي حول الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران الموقع عام 2015م بين إيران والدول (5+1) الذي تم إقراره بقرار من قبل مجلس الأمن الدولي” في إشارة إلى عدم قانونية انسحاب واشنطن من الاتفاق من طرف واحد من خلال تذكير السلطنة بأن الاتفاق تبناه مجلس الأمن.

وأضاف البيان أن السلطنة انطلاقاً من علاقات الصداقة التي تربطها مع كل من الولايات المتحدة وإيران ” سوف تستمر في متابعة هذه التطورات وبذل الجهود الممكنة والمتاحة للحفاظ على حالة الأمن والاستقرار في المنطقة”.

واعتبر البيان أن الولايات المتحدة وإيران “معنيين بتحقيق السلم والاستقرار في المنطقة وآن خيار المواجهة ليس في مصلحة أي طرف”.

وختمت الخارجية العمانية بيانها بإبداء تقديرها “موقف الشركاء الخمسة الآخرين في تمسكهم بهذا الاتفاق بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي” وهي إشارة واضحة على تأييد سلطنة عمان للاتفاق النووي وبالتالي عدم قبولها بالقرار الأمريكي.

مصر أيضاً غردت خارج السرب السعودي الإماراتي، ورغم أنها حاولت إمساك العصا من الوسط كما فعلت في الهجوم الثلاثي على سوريا مؤخرا، إلا أنها بدت أقرب إلى رفض القرار الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي.

الخارجية المصرية أصدرت بياناً حصل عليه المراسل نت، وأبدت تقدير مصر لحرص واشنطن على سد الشواغر المرتبطة بالاتفاق النووي، لكنها اعتبرت أن وكالة الطاقة الذرية هي من يحدد ذلك، في الوقت الذي تؤكد الوكالة التزام طهران الكامل بالاتفاق.

وقال بيان الخارجية إن “مصر إذ تقدر الحرص الأمريكي والدولي على معالجة كافة الشواغل الإقليمية والدولية المرتبطة بالاتفاق النووي مع إيران والتدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول العربية، فإنها تؤكد على ضرورة وفاء إيران بالتزاماتها الكاملة وفقا لمعاهدة عدم الانتشار النووي واتفاق الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

وحافظ البيان على لغته الحذرة حيث أضاف أن “مصر تذكر بموقفها الثابت الداعى إلى ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وسلامة شعوبها، وتعرب عن قلقها البالغ من أية سياسات تستهدف توسيع رقعة النفوذ في المحيط العربى والتأثير السلبى على الأمن القومى العربى” .

وختمت الخارجية المصرية بيانها بالقول إن ” مصر تأمل  آلا يترتب على التطورات الحالية أية صراعات مسلحة بالمنطقة تهدد استقرارها وأمنها”.

أما الأردن الذي كان متوقعاً انسحاب واشنطن فدعا، قبل ساعات من إعلان ترامب قراره بالانسحاب، إلى ” حل سياسي لإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية”. ونأى الأردن عن التأييد الصريح لقرار ترامب بصورة هي أقرب للموقف المصري.

ووفقاً لوكالة رويترز حذر أيمن الصفدي وزير خارجية الأردن أمس الثلاثاء من “تداعيات خطيرة” وسباق تسلح محتمل في الشرق الأوسط ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي لإخلاء المنطقة من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل.

وقال الصفدي “نحتاج جميعا للعمل معا لضمان إيجاد حل للصراعات في المنطقة… والسعي في سبيل شرق أوسط خال من جميع أسلحة الدمار الشامل”.

في سياق مواقف الدول العربية، وصفت الخارجية العراقية قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي بأنه “متعجل وغير محسوب”.

وأضافت في بيان حصل عليه المراسل نت أنها “تتابع باهتمام بالغ التطورات الأخيرة والخطيرة بخصوص قرار الرئيس ترامب انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي والذي يصب لصالح التصعيد ولن يجني منه أحد غير الدمار وويلات الحروب التي عانت منها المنطقة كثيرا”.

وعلى غرار سلطنة عمان، رحب العراق بإعلان الدول الخمس الأخرى المشاركة في الاتفاق أنها ستواصل الالتزام به مع طهران.

وقالت الخارجية العراقية “نرحب بقرار بقاء الدول الخمس الأخرى في المجموعة على موقفها المعتدل في التمسك بالاتفاق وعدم الانسحاب منه”.

(350)

الأقسام: الاخبار,المراسل العالمي,اهم الاخبار,عاجل

Tags: ,,,,,,,