ترامب بلا حلفاء: هل نجحت إيران في عزل الولايات المتحدة بعد انسحابها من الاتفاق النووي؟

تقارير| المراسل نت:

باستثناء السعودية والإمارات وإسرائيل والبحرين، لم يجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حلفاء واشنطن من يؤيد قراره الذي أعلنه يوم الثلاثاء بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، بمن فيهم سلطنة عمان ومصر، في واحدة من المرات النادرة التي تبدو فيها الولايات المتحدة وحيدة خصوصاً في صراعها الطويل مع إيران.

فور إعلان ترامب عن قراره، خرج الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الذي وقعت إدارته الاتفاق النووي، محذراً من تبعات القرار الذي وصفه بالخطير.

وكتب أوباما تغريدة، رصدها المراسل نت في صفحة بموقع تويتر، وصف خلالها مبررات ترامب للانسحاب من الاتفاق بأنها “مضللة” معتبراً أن القرار خطأ كبير.

سلطنة عمان التي كانت نقطة الاتصال بين طهران وواشنطن خلال المحادثات السرّية التي أفضت لتوقيع الاتفاق في 2015 خلال ولاية أوباما، لم تؤيد قرار ترامب بل أبدت موقفاً أقرب إلى رفض رفضه من خلال تعبيرها عن تقديرها لتسمك الدولة الأوروبية وروسيا والصين بالاتفاق مع إيران بعد انسحاب واشنطن.

وقالت الخارجية العمانية، أمس الأربعاء، في بيان حصل عليه المراسل نت، إن السلطنة ” تابعت تطورات القرار الأمريكي حول الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران الموقع عام 2015م بين إيران والدول (5+1) الذي تم إقراره بقرار من قبل مجلس الأمن الدولي” في إشارة إلى عدم قانونية انسحاب واشنطن من الاتفاق من طرف واحد من خلال تذكير السلطنة بأن الاتفاق تبناه مجلس الأمن.

وأضاف البيان أن السلطنة انطلاقاً من علاقات الصداقة التي تربطها مع كل من الولايات المتحدة وإيران ” سوف تستمر في متابعة هذه التطورات وبذل الجهود الممكنة والمتاحة للحفاظ على حالة الأمن والاستقرار في المنطقة”.

واعتبر البيان أن الولايات المتحدة وإيران “معنيين بتحقيق السلم والاستقرار في المنطقة وآن خيار المواجهة ليس في مصلحة أي طرف”.

وختمت الخارجية العمانية بيانها بإبداء تقديرها “موقف الشركاء الخمسة الآخرين في تمسكهم بهذا الاتفاق بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي” وهي إشارة واضحة على تأييد سلطنة عمان للاتفاق النووي وبالتالي عدم قبولها بالقرار الأمريكي.

الكويت كان لها موقفاً أكثر وضوحاً في رفض قرار الرئيس الأمريكي وقالت على لسان نائب وزير الخارجية خالد الجار الله إنها رحبت بالاتفاق النووي منذ البداية، معتبرة أن الاتفاق النووي ” يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة”.

وأضاف الجارالله أن “وجود الاتفاق النووي أفضل من غيابه”.

مصر أيضاً غردت خارج السرب السعودي الإماراتي، ورغم أنها حاولت إمساك العصا من الوسط كما فعلت في الهجوم الثلاثي على سوريا مؤخرا، إلا أنها بدت أقرب إلى رفض القرار الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي.

الخارجية المصرية أصدرت بياناً حصل عليه المراسل نت، وأبدت تقدير مصر لحرص واشنطن على سد الشواغر المرتبطة بالاتفاق النووي، لكنها اعتبرت أن وكالة الطاقة الذرية هي من يحدد ذلك، في الوقت الذي تؤكد الوكالة التزام طهران الكامل بالاتفاق.

وقال بيان الخارجية إن “مصر إذ تقدر الحرص الأمريكي والدولي على معالجة كافة الشواغل الإقليمية والدولية المرتبطة بالاتفاق النووي مع إيران والتدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول العربية، فإنها تؤكد على ضرورة وفاء إيران بالتزاماتها الكاملة وفقا لمعاهدة عدم الانتشار النووي واتفاق الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

وحافظ البيان على لغته الحذرة حيث أضاف أن “مصر تذكر بموقفها الثابت الداعى إلى ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وسلامة شعوبها، وتعرب عن قلقها البالغ من أية سياسات تستهدف توسيع رقعة النفوذ في المحيط العربى والتأثير السلبى على الأمن القومى العربى” .

وختمت الخارجية المصرية بيانها بالقول إن ” مصر تأمل  آلا يترتب على التطورات الحالية أية صراعات مسلحة بالمنطقة تهدد استقرارها وأمنها”.

أما الأردن الذي كان متوقعاً انسحاب واشنطن فدعا، قبل ساعات من إعلان ترامب قراره بالانسحاب، إلى ” حل سياسي لإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية”. ونأى الأردن عن التأييد الصريح لقرار ترامب بصورة هي أقرب للموقف المصري.

ووفقاً لوكالة رويترز حذر أيمن الصفدي وزير خارجية الأردن أمس الثلاثاء من “تداعيات خطيرة” وسباق تسلح محتمل في الشرق الأوسط ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي لإخلاء المنطقة من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل.

وقال الصفدي “نحتاج جميعا للعمل معا لضمان إيجاد حل للصراعات في المنطقة… والسعي في سبيل شرق أوسط خال من جميع أسلحة الدمار الشامل”.

في سياق مواقف الدول العربية، وصفت الخارجية العراقية قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي بأنه “متعجل وغير محسوب”.

وأضافت في بيان حصل عليه المراسل نت أنها “تتابع باهتمام بالغ التطورات الأخيرة والخطيرة بخصوص قرار الرئيس ترامب انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي والذي يصب لصالح التصعيد ولن يجني منه أحد غير الدمار وويلات الحروب التي عانت منها المنطقة كثيرا”.

وعلى غرار سلطنة عمان، رحب العراق بإعلان الدول الخمس الأخرى المشاركة في الاتفاق أنها ستواصل الالتزام به مع طهران.

وقالت الخارجية العراقية “نرحب بقرار بقاء الدول الخمس الأخرى في المجموعة على موقفها المعتدل في التمسك بالاتفاق وعدم الانسحاب منه”.

أما دمشق الحليف العربي الأبرز لطهران فأدانت عبر وزارة الخارجية قرار ترامب بأشد العبارات مشيرة إلى أن القرار أكد أن الولايات المتحدة دولة لا تحترم المواثيق الدولية.

من جانبها قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان يوم الثلاثاء إنها تشعر بخيبة أمل شديدة إزاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من اتفاق إيران النووي.

وأضافت “لا توجد- ولا يمكن أن توجد- مبررات لإلغاء الاتفاق. الاتفاق أظهر فاعليته الكاملة”.

كذلك أعربت الصين أمس الأربعاء عن أسفها لقرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران قائلة إنه يثير خطر الصراع في الشرق الأوسط.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية قنغ شوانغ في إفادة صحفية إن “بكين ستحمي الاتفاق وتدعو كل الأطراف المعنية للتحلي بالمسؤولية” وفقاً لوكالة رويترز.

وكانت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا أعلنت التزامها بالاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدية مبدية أسفها من قرار ترامب داعية طهران للبقاء في الاتفاق وعدم الانسحاب منه.

ويبدو أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي أكد أن بلاده استعدت لما بعد انسحاب واشنطن مقللاً من آثار العقوبات الأمريكي، قد نجح في إظهار الولايات المتحدة كدولة معزولة وناقضة للعهود والاتفاقات الدولية، كما قال في خطاب الرد على قرار ترامب.

 

(191)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل

Tags: ,,,,,,,,,,,,,,,,