أمريكا تحارب الإرهاب ولكن !

رابح بوكريش

كثيرا ما تطالعنا الصحافة  الغربية بجميع اتجاهاتها على  العملياتالإرهابية ومن المتسبب فيها ، وتقدم لنا بعض التحليلات لا يقبلها العقلالبشري ولكنها قلما تشير الى أن هناك حرب بين الغرب و تنظيم مجهول الهوية؟ . ! ولذلك فإننا نحاول اليوم أن نعطي صورة حقيقية عن اسباب هذهالعمليات الارهابية  وعواقبها .

لم يكن رد فعل الذي أحدثته  الجريمةمنحصرا في أمريكا وحدها وإنما عم العالم كله تقريبا لأن العمليةالإرهابية كانت كبيرة و تعتبر الثانية من حيث عدد الضحايا بعد أحداثسبتمبر المشؤومة .

بعد الحادثة بقليل  أشار مسؤولون أميركيون إلى علاقةمحتملة للمهاجم بتنظيم الدولة الإسلامية ؟ !. على كل حال نحن ندد بهذهالعملية الإرهابية مهما كانت الدوافع التي دفعت بالشاب الى ارتكابها.والأكيد أن الجالية الإسلامية في فلوريدا وغيرها في الولايات هي من تدفعثمن ذلك الجريمة النكراء ، إذ من المتوقع أن يزداد التحرش على الجاليةالمسلمة وخاصة في فلوريدا . بينما سيكون المرشح الجمهوري ”  ترامب ” هوالمستفيد من هذه العملية  ، وقد اسرع في الرد متهما المجموعات الإسلامية قبل معرفة الحقيقة ! ومن المنتظر أن يركز في حملته الانتخابية  الباقيةعلى الإرهابي الإسلامي ؟ ! .يجب على الشعب الأمريكي أن يدرك أن قوتهمالعسكرية تقصف يوميا بالطائرات  أحياء سكنية في العراق وسوريا وافغانستان وباكستان وغيرها .

وكل يوم يمر على هذه البلدان لابد أن يأتي بقسطه الوافر من الموتى والجرحى والمفقودين والمشردين  ولا احد يتحدث عنهم ؟!  فيهذه الحالة من المؤكد أن المجموعات المتطرفة سوف لن تبقى مكتوف الأيدي وأن ردها سيكون عنيفا  ويكون الضحايا في كثير من الأحيان أبرياء لا ناقةلهم ولا جمل فيما يحدث أي ” أمريكا في حالة حرب مع هؤلاء الجماعات المتطرفة وهذا معناه أن الضحايا سيكون من الطرفين ” .

والسؤال الذي يطرحهالمواطن الأمريكي الآن هو : ماذا استفاد الشعب الأمريكي من الحروب القائمة في الشرق الأوسط وأسيا ؟ وماذا ربحت أمريكا  من خلال دعمها الغير محدود لإسرائيل ؟ .
اكيد أن الخاسر هو المواطن الأمريكي  .اما الرابح او الرابحون فهم الصهيونية والصلبية الحديثة . لقد تفاقم الإرهاب في الولايات الأمريكية وأن السخط أخذ يعم الشعب الأمريكي  ولذلك  فإنه يجدر بأمريكا أن تنظر الى الحالة الراهنة نظرة واقعية وان تعلن بشكل قاطع عن عدم تدخلها في شؤون الدول وأن تستبدل ما تقوم به حاليا بوسائل أخرى سلمية ومعقولة تقرب التعايش السلمي بين  بين الأمم والشعوب وهذا بل شك سيجنب  أمريكا من ضربات ارهابية جديدة. مرة ثانية ندين هذا الهجوم الوحشي ونقدم خالص تعازينا لأسر وأقارب الضحايا من القتلى والجرحى.

كاتب صحفي جزائري

(46)

الأقسام: آراء,المراسل العالمي