ترجمة| كونسرفتف: خطة سعودية أمريكية: نقل البنك المركزي أوقف المرتبات وطباعة العملة أدخل اليمن دوامة التضخم

ترجمات| صحيفة المراسل: مجلة كونسرفيتف:

يقدم ديكلان والش تقريراً عن ظروف المجاعة التي تهدد حياة ما يصل إلى 14 مليون إنسان في اليمن, كما شرح هنا الآثار المدمرة لسياسات التحالف السعودي وحكومة هادي على الاقتصاد:

لم تكن الأزمة الاقتصادية في اليمن مؤسفة فحسب جراء الآثار الجانبية التي لا مفر منها نتيجة القتال, ففي العام 2016, نقلت الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية إدارة البنك المركزي من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون إلى مدينة عدن الجنوبية, وقال مسؤول غربي كبير أن البنك الذي فرضت المملكة العربية السعودية سياساتها عليه بدأ في طباعة مبالغ ضخمة من الأموال الجديدة والتي تقدر بي600 مليار ريال على الأقل, إذ تسببت طباعة الأموال الجديدة تلك في دوامة تضخمية أدت إلى تآكل قيمة أي مدخرات لدى الناس, كما توقف البنك عن دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث يعيش 80 % من اليمنيين,و نظراً لأن غالبية العمال يعملون في القطاع الحكومي، فقد انقطع الدخل عن مئات الآلاف من الأسر في المناطق الشمالية فجأة.

هجمات التحالف على مؤسسات إنتاج وتوزيع الأغذية تظهر أن قواتهم تقصف أهدافاً مدنية عن عمد

ومن جانبها, حذرت وكالات الإغاثة من أن نقل البنك المركزي وتسييس آخر مؤسسة وطنية سيكون له آثار كارثية على السكان المدنيين، وقد أثبت أن هذه التحذيرات للأسف صحيحة, فلقد كان لعدم دفع الرواتب وسيلة مضمونة لإفقار هؤلاء الموظفين وعائلاتهم.

يواجه اليمنيون الانهيار الاقتصادي وارتفاع الأسعار بسبب النقص والتدني في سعر العملة, كما أدى التدهور السريع للعملة في الأشهر الأخيرة إلى تفاقم الأزمة وبشدة.

يمكن إرجاع الأسباب الرئيسية لهذه الكارثة إلى السياسات المتعمدة للتحالف السعودي, وعلى هذا النحو تشارك الولايات المتحدة في المسؤولية بسبب الدعم غير المشروط  من حكومتنا  للتحالف.

يتحدث والش أيضاً عن الاستهداف المنهجي لإنتاج وتوزيع الأغذية الذي يساهم في تجويع السكان: تأخذ الحرب الاقتصادية أشكالاً أخرى أيضاً, ففي مقالة حديثة، قامت مارثا موندي، وهي محاضرة في كلية لندن للاقتصاد، بتحليل الضربات الجوية للتحالف في اليمن، حيث وجدت أن هجمات التحالف على الجسور والمصانع وقوارب الصيد وحتى الحقول الزراعية, تشير إلى أنها تهدف إلى تدمير مؤسسات الإنتاج الغذائي والطرق التي يتم من خلالها توزيع السلع في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

 

فرضت السعودية سياساتها على البنك المركزي اليمني وتسببت طباعة الأموال في دوامة تضخمية أدت إلى تآكل قيمة أي مدخرات لدى الناس

تظهر هجمات التحالف على مؤسسات إنتاج وتوزيع الأغذية أن قواتهم تقصف أهدافاً مدنية عن عمد.

وعلاوة على ذلك، فإنهم يفعلون ذلك بقصد حرمان الناس من سبل العيش التي توفرها المزارع وقوارب الصيد هذه وتحرم السكان من الوصول إلى الغذاء الذي يأتي عن طريقهم.

كان استهداف التحالف لمؤسسات إنتاج وتوزيع المواد الغذائية في اليمن معروفاً لبعض الوقت، لكن هذه واحدة من المرات القليلة التي تم ذكرها في صحيفة أمريكية بارزة.

تعد الأزمة الإنسانية في اليمن أهم قصة في العالم، ولكن لأن ضحاياه فقراء وغير ظاهرين بشكل عملي لبقية العالم، فإن قصصهم لا يتم الاستماع اليها في الغالب ومن ثم يتم تجاهلها حتى عندما يتم إخبارهم بها.

لهذا السبب، من الجيد دائماً رؤية المزيد من التقارير حول الأزمة الإنسانية في اليمن، وهذا المقال الأخير في صحيفة نيويورك تايمز يجب أن يلفت الانتباه أكثر إلى محنة الشعب اليمني بسبب الصور المروعة لأطفال يتضورون جوعاً, ولسوء الحظ، فإن أزمة بهذا الحجم الضخم حيث الحاجة إلى الإغاثة ملحة وبشكل مستمر, فإن إنهاء تورط الولايات المتحدة في الحرب التي دمرت بلدهم و أدت إلى تجويع شعبها هي خطوة ضرورية لوقف القتال، وآمل أن يقوم الكونغرس بذلك عن طريق التصويت لصالح قراري سلطات الحرب H.Con.Res. 138″”والقرار المشترك “S.J.Res. 54”  للتوجيه بإخراج القوات المسلحة الأمريكية من الأعمال العدائية في الجمهورية اليمنية التي لم يصرح بها الكونغرس, وذلك لمنع واحدة من أكبر المجاعات الحديثة في إزهاق أرواح ملايين الناس، حيث سيتعين على الحكومات المسئولة عن تدمير الاقتصاد اليمني العمل على تغيير السياسات المدمرة التي أوصلت البلد إلى حالته الراهنة.

(158)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,صحافة وترجمات,عاجل

Tags: ,,,,,