بوابة الاستقرار الشامل

صلاح السقلدي

تظل الحالة الأمنية المستقرة في أي بلد أو مدينة هي المعيار الرئيس لنجاح أي سلطة حاكمة… كما يمثّــل النجاح الأمني العامل الأول لنجاح وتقدّم مجمل المجالات .ولكن لن يتأتى ذلك إلّا بسيادة حالة الاستقرار السياسي التي يمكن أن تنعكس إيجاباً على طول المجتمع وعرضه على شكل  ثقافة تصالحية  نخبوية حزبية واجتماعية وفكرية  شاملة، كون أية تسوية سياسية أولاً وأخيراً هي مفتاح الخير مغلاق الشر بصفتها البوابة الوحيدة والكبيرة التي من خلالها  الولوج صوب المستقبل وباتجاه الاستقرار الشامل الذي يمكن أن يُــترجم  الى ازدهار اقتصادي وتنموي، وامتلاك بالتالي ناصية القرار الوطني والسيادي بعيدا عن التبعية والارتهان للآخر، فمن يمتلك  صوابية اتخاذ القرار و ترتب الأولويات ويتسلح بعزيمته،فضلاً عن امتلاكه للقمته يمكن له امتلاك ارادته السياسية والسيادية الوطنية بل وكرامته.

ومن يرهن قراره ووطنه ولقمته ويحط من عزيمة شعبه، ويستهين بقدراته فلن يكون إلّا ذيلاً حقيراً بمؤخرة الغير، وشيئاً حقير في الجيب الخلفي لأتف أمير وحاكم بالمنطقة، وعبداً يجــــرّه نخاسُ الأوطان بإذنه المتورمة. وهذا للأسف ما نشاهده عند بعض النخب والشخصيات اليمنية شمالية وجنوبية، التي قبِـــلتْ على نفسها أن تؤدي دور أبى رغال وتتخلّى عن كرامتها وكبرياء وطنها على عتبات قصور ملوك ورؤساء وأمراء دول البترودولار ،وكانت النتيجة منطقية ومتوقعة كما نشاهده اليوم على شكل ضياع وتناحر واحتراب، وتفاقم لحالة الضغائن المريعة، ليس فقط بين الشمال والجنوب بل داخل كل منهما على حِــدة، وداخل كل محافظة ومنطقة، ناهيك عن خصومات الكيانات السياسية والحزبية الثورية شمالاً وجنوباً،هذا علاوة عن حالة التدهور المخيف التي تعم كل المجالات دون استثناء ،من فقر وجهل وجريمة، وأمراض وأوبئة لا حصر لها، وتدري وضع الخدمات وبالجنوب بالذات ،وأولها خدمة الكهرباء والوقود.

حين نشير الى تدهور هاتين الخدمتين بالجنوب  فأننا لا نشير الى فشل عابر لحكومة هادي الفاسدة بل نشير بالضرورة الى فشل متعمد مع سبق الإصرار تنتهجه هذه الحكومة أو قل تنتهجه السعودية كون حكومة هادي ليست أكثر من أداة رخيصة قابعة بفنادق الرياض الوثيرة ،وإلّا ماذا يعني أن تقف السعودية والإمارات” التي تزعم أنها أتت لتأخذ بيد اليمن والجنوب على وجه الخصوص مكتوفة الأيدي تجاه حالات انعدام الوقود وتدهور الكهرباء بسبب غياب الديزل والمازوت وهي الدول التي تستأثر بـــ 40% من صادرات النفط العالمي؟ وتسمح لقوى الفساد الطفيلية أن تعبث كل هذا البعث بكل المجالات وبالذات بالمجال النفطي. إذاً نحن إزاء سياسة إذلال ممنهجة تطاول الناس  لصرف نظرهم بعيدا عما يتم نسجه من مؤامرات وإشغالهم بغياب خدماتهم الحياتية.

(37)

الأقسام: آراء

Tags: ,,