صحيفة المراسل من جنوب العاصمة صنعاء.. امطار غزيرة تزيد من معاناة المواطنين وتكشف فساد النظام السابق

المراسل : محمد الكامل

شهدت العاصمة صنعاء الايام الماضية امطار غزيرة خلفت سيول كبيرة والتي اضرت بالكثير من الشوارع جنوبي العاصمة صنعاء ما اثر على عدد من الاحياء في امانة العاصمة وخسائر في الممتلكات والمساكن الخاصة  وزاد من معاناة الكثير من المواطنين هناك.

صحيفة المراسل زات بعض المناطق المنكوبة عبر هذا الاستطلاع مع عدد من المتضررين الى جانب تصريحات بعض الجهات والشخصيات الرسمية والمسؤولة فالي الحصيلة.

متضررون يتحدثون:

كنت البداية من حي شميلة مع المواطن محمد عبدالله غالب صاحب بسطة على الشارع يقول  فبي اولا وقع مطر خفيف ثم رفعنا البسطات كلنا وبعدين رجعنا بسطنا مرة ثانية نتفاجئ بالسيل كبير يسحب ما تجاهه,  واضاف : الان الباقي من المفروشات والبضاعة مخلوطة بالطين وما راح من خسارة تقدر ب 8 مليون بضاعة من اثاث منزلي بطانيات طراحات وكل انواع المفروشات جميعها راحت مع السيل في لحظة ‘‘.

واختتم محمد كلامه ’’الان ما فيش معي شيء كله راح باقي نخرج نشتغل بالجولة نشحت من اجل ذلك نناشد الدولة ان تشوف لنا حل ايش ما كان, تعويض ولا مساعدات, خاصة انه لم يعد لدينا اي مصدر دخل‘‘.

اما بسام عمار حسن من جهته يقول: حصل مطر فجأة وبعده سيل سحب كل البضاعة حقي ملابس وبسطة في خمس  دقائق  بقيمة 2 مليون لا يوجد لها اثر‘‘.

وناشد محمد الجهات الرسمية قائلا : النظر الينا بعين الرحمة والالتفات الينا لنا اربعة ايام بين الخسع ولا احد قال لنا اين انتم ولا مالكم والمنظر امامكم‘‘.

اما عبدالله قائد يقول اول ما جاء السيل اخذ الولد من امامي لحقت ابني محاولا اخراجه  والحمد لله لحقته وانقذته , ورجعت اشوف الضمار كله راح مع السيل بقيمة 9 مليون ريال فراشات وبطانيات من كل الانواع ‘‘.

وقال عبدالله الاخ الرئيس نزل وزار صنعاء القديمة لكن هنا في منطقة شميلة لا احد زارنا ولا عبرنا قد انت تشوف امامك ‘‘ مضيفا وبصدق في الواقع لو كان في دولة ونظام من سابق ما وصلنا الى هذه الحالة لا مجاري سيول البنية التحتية منتهية كامل , فساد النظام السابق ما صلح شيء بضمير‘‘.

مواطن اخر يدعى فارس عبدالقوي مستجر بيت وله من الابناء ثلاثة احدهم لازال رضيع في المهد يقول : ما حصل اني خسرت السبيل الوحيد الذي اعيش من خلاله هو دراجة نارية  اطلب الله به واشقى عليها لتأمين لقمة العيش لأسرتي‘‘.

موضحا : كنت في شارع سقطرى بدراجتي النارية وقفت لأدخل  البقالة فجأة وانا في البقالة جاء السيل وسحب معه الدراجة النارية ( المتر)  حاولنا نلحقه ونخرجه لكن قدر الله ما شاء فعل ما كان امامي الا اهرب وانجوا بنفسي ولا كان السيل سحبني معه ‘‘.

مختتما بقوله : الدراجة النارية هذه ما معي الا هو اشتريتها بعد ما بعت ذهب المرة ولكن الان ايش اقول الا حسبي الله ونعم الوكيل‘‘.

حي الخفجي:

في منطقة الخفجي المواطن يوسف يقول : بصراحة حذرونا من قبل المغرب سيأتي سيل من جهة خولان, لكن احنا ما صدقنا احد كنا نظن انه سيل عادي مثل كل مرة ‘‘.

واتبع حديثه ’’ بعد المغرب جاء سيل لم اشاهده في حياتي امواج كان يأخذ امامه كل شيء حتى الطريق والزفلت قشعه وتضرر بيتي كامل يله هربت انا والعيال وسلمت بنفسي‘‘.

واختتم كلامه بعد رفضه التقاط اي صوره له قائلا : ما جاء من الله حيا به واقول للجهات الرسمية ان كانت قادرة تساعدنا بشي والا فحسبي الله ونعم الوكيل والشكوة  لغير الله مذلة‘‘.

اما المواطن امين المصباحي قال مختصرا : هي كلمتان وبدون تطويل ما حصل كارثة لا استطيع اقول غير هذا صح هذا شيء من الله, لكن لا انقاذ لا طوارئ , لا شرطة اين الدفاع المدني كله خراب في خراب‘‘.

نائب وزير وزارة الاشغال العامة والطرق:

نائب وزير وزارة الاشغال العامة والطرق المهندس محمد الذاري يقول : في الحقيقة الامطار التي شهدناها الايام الماضية امطار غزيرها غير مسبوقة , وللأسف الشديد اعمال الدراسات والتصاميم سابقا لم تهتم وتأخذ موضوع الدراسة الهيدرولوجية بعين الاعتبار رغم اهميتها‘‘, مضيفا: هذه الدراسة الهيدرولوجية عادة تهتم بشؤون التدفقات المطرية والشق المطري على مدار 20 او 30 , و 50 سنة سابقة ‘‘.

واضح متحدثا’’ بمعنى عادة يتم عمل احصائيات كم هو منسوب المياه لكل سنة وبالتالي توفر لك معلومات كبيرة جدا تستطيع من خلالها بعد اخذ المعلومة لتصميم العبارات, بحيث يتم اختيار اكثر حدة مطرية حصلت على مدى – احيانا على مدى 100 سنة كما هو الحاصل في امريكا – السنوات المحددة التي جمعوا فيها المعلومات عبر هذه الدراسة وبناء على السنوات الاكثر والاعلى مطرا يتم تصميم عبارات الامطار بناء عليها كم فتحتها كم كذا‘‘.

واتبع كلامه ’’ هنا للأسف الشديد الدراسة الهيدرولوجية لا تتم ولا تؤخذ بعين الاعتبار وبالتالي العبارات حقنا فتحاتها لا تتلاءم مع مستوى المطر القادم فالمطر الذي حصل كان مفاجئ للجميع بحجمه وتدفقه الكبير‘‘, مضيفا ’’ هذا الى جانب اشكالات كثيرة, فيما يخص اختيار الطريق مثلا طريق صافي الطامش الممتد من جولة شميلة الى شارع خولان, تخيل انهم اختاروا الطريق الذي اشتغلوه وصمموه وزفلتوه في منطقة سائلة كلها سائلة , وبالتالي كيف عملوا؟ اين عيونكم؟ اين الدراسات ؟ كانت لا توجد دراسات, يفترض هذه المنطقة تكون جسر خراساني اما انك تعمل ردميات وزفلت غلط لا الماء تدفق وجاء من فوق الزفلت وقلع العبارة وخرب الطريق كامل‘‘.

وقال نائب الوزير لوزارة الاشغال العامة والطرق المهندس محمد الذاري : فأولا لابد من اعادة النظر في منظومة الدراسات والتصاميم لمشاريعنا, والاخذ بعين الاعتبار الدراسة الهيدرولوجية هذه رقم واحد, واهم نقطة يجب ان نستفيدها في الشهر المطري الذي حصل, يصدر قانون, نعمل تعميم عندنا في الوزارة يمنع اي دراسات وتصاميم لأعمال الطرق والشوارع الداخلية, دون الاخذ بعين الاعتبار الشقة المطرية والدراسات الهيدرولوجية‘‘.

وتابع قائلا: فيما يخص الاضرار التي لحقت بالطريق جراء الشدة المطرية نحن نزلنا طبعا بتكلفة مني طبعا فريق من صندوق صيانة الطرق لتلمس الاضرار التي حصلت في الشوارع المتضررة خصوصا الشارع صافي الطامش الذي تضرر بشكل فضيع واقتلع الزفلت وانقسم من النصف, تنزل لجنة وتطلعنا على الاضرار التي حصلت وما اسبابها؟ حيث الازفلت انقسم من النصف وهذا له ايضا سبب وهو وجود قناة خرسانية كبيرة في الوسط لتصريف الماء, هذه القناة خرسانية وجوارها من الشق الاخر ردميات تراب وبالتالي اختلفت المادتين, مثله مثل لما نلاحظ في بعض البيوت يكون معك عمود وانت ترنج تلاحظ ان حول العمود مشرخ ! لان العمود خرسانة والذي جنبه بلوك, اختلفت المادتين هو ما يجعل ظهور الفواصل والشقوق حتمية بين اختلاف المادتين, ولحل ذلك نضطر نعمل في البيوت مثلا شبك وفاصل بين العمود الخرسانة وجدار البلوك‘‘, واضاف ’’ هذا ايضا نفس الحالة حصلت ولكن في الارض حيث انها عبارة عن صبة خرسانية وجنبها ردميات تراب, ما تم العمل بشكل ومواصفات دقيقة, حيث كان المفروض والحل انه جنب الصبة الخرسانية نعمل مواد نيسية هلفن, ومواد فيها نيس زيادة لان النيس لا يهبط, الان حصل هبوط للتربة جنب الخرسانة فالزفلت كامل انقسم نصفين لذلك المفترض جنب العمل الانشائي هذا نعمل نصف متر او متر هلفن او مواد نيسية لان النيس لا يهبط مهما حصل وتشبع بالماء لا يهبط‘‘.

وواصل قائلا: وبالتالي هناك سوء تنفيذ, ولذلك الجنة التي ستنزل ستعمل لي دراسة متكاملة وبعدها سنقوم بعمل تقرير ونرفع بالكميات من اجل اصلاح الشارع لأنه منتهي كامل‘‘.

وكشف متحدثا’’ هذا الى جانب نزول اللجنة الى القناة الوسطية الممتدة من جولة الخفجي باتجاه جولة الحثيلي هناك قناة في الوسط وعبارة مفتوحة بعرض حوالي ثلاثة متر, هذه القناة اصبح استمرارها دون اصلاح من الخطورة بشكل كبير, وذلك لوجود اخطاء كثيرة في التنفيذ حيث تشرب الماء ودخل ما بين جدار القناة وجدار الطريق وبالتالي الجدار معرض للانهيار في اي وقت‘‘, مضيفا ’’ وهوما ما قد يشكل كارثة , لان الذي قام بالتنفيذ لم يتم الاشراف عليه بشكل دقيق ,وبالتالي لا بد من محاسبة الذين اشتغلوا هذا الطريق , وطبعا كان التمويل من منظمة دولية اليونسكو والاشراف كان ضعيف جدا , وهنا لابد ان تتحمل الشركة المنفذة المسؤولية, ونحن ما زلنا ما موقفين عليها مبالغ وضمانات مالية, لابد من تكليفها بالنزول وتصليح الخراب الحاصل, الى جانب طريق صافي الطامش هناك لجنة نزلت لان الاضرار كبيرة هناك بعد اقتلاع العبارة فيه رغم اننا لا نستطيع ان نتدخل الان لان الارض لا زالت طينية ودخول اي معدات للإصلاح عملية صعبة‘‘.

واكد بقوله : مع ذلك وبالتنسيق مع امانة العاصمة نزلت لجنة الى القناة الوسطية وبداء الاخوة في امانة العاصمة بعملية الردم جوار الجدار بمواد جيدة تعمل على اساس منع تسرب المياه الى ما بين جدار القناة وجدار الطريق‘‘.

واختتم كلامه بقوله’’ رغم اننا نزلنا المعدات من عندنا في المؤسسة العامة للطرق الانه وجب التنويه نحن كوزارة اشغال معنيون عن طريق مكاتب الاشغال التابعة لنا , في امانة العاصمة والمحافظة بحيث اصبحت هي المعنية والدور الابرز لهم في التدخل بشكل مباشر بمعداتهم في المناطق وفروع مكاتب الاشغال في الامانة والمحافظة, بالإضافة الى ذلك جعلنا مشاركة  المؤسسة العامة للطرق بمعداتهم الشيولات والقلابات لتنظيف شارع الخمسين الذي فيه القناة الجهة الشرقية منه ملان مخلفات وحالة قذارة كبيرة خليناهم ينظفوها كامل‘‘.

واضاف ونحن الان في حالة استنفار ونسقنا ووجهنا مكاتب الاشغال بأن تكون على جهوزية كاملة لأي طارئ يحصل ‘‘.

مدير مكتب الاشغال في اتصال سريع :

نظرا لانشغالهم بشكل كبير تحدث الينا مدير مكتب الاشغال بأمانة العاصمة المهند عبدالسلام الجرادي مؤكدا في اتصال هاتفي قصير للمراسل بقوله : نحن على مدى الايام السابقة على حالة الاستعداد والجاهزية التامة في مواجهة اي طارئ يحدث بناء على توجيهات الوزارة والتنسيق مع مكتب الامانة ‘‘.

واختتم كلامه بقول: منذ اللحظات الاولى تحركنا في عمليات الانقاذ للمتضررين من المواطنين في المناطق والاحياء المنكوبة, بالإضافة الى لجان نزول الحصر للأضرار في الشوارع المتأثر والبدء بعمليات الترميم والاصلاح واتخاذ ما يلزم‘‘.

 

(45)

الأقسام: المراسل العام,تقارير المراسل