كورونا .. بين تناقض عدن ويقظة صنعاء

وزير الصحة يحمل دول العدوان مسؤولية تفشي الأوبئة في اليمن .. ووزير الإعلام يعتبره عملاً عدائياً

محافظ تعز يوجه بإغلاق المحافظة لمنع انتشار كورونا .. وإب تغلق منافذها مع المحافظات الموبوءة

 

المراسل|تقرير:

جددت وزارة الصحة العامة والسكان أمس السبت التأكيد على خلو المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء، فيروس كورونا المستجد، في الوقت الذي تتحدث حكومة هادي عن وجود 7 حالات إصابة منها 5 في عدن وحالة بتعز وحالة سابقة في حضرموت.

وكذب الدكتور يوسف الحاضري- الناطق الرسمي لوزارة الصحة، الأخبار التي تروج لها المواقع وما يتداوله الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي بشأن وجود حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا بالعاصمة صنعاء.

وأوضح الدكتور الحاضري في تصريح خاص لصحيفة “المراسل” أن ما يشاع عن وجود حالة اصابة بفيروس كورونا بصنعاء، كلام لا صحة له وليس حقيقي مطلقا، مضيفاً ” سمعنا مثل هذه الاشاعات كثير جدا منذ بداية هذه الجائحة وهذه إحداهما وستتلاشى بعد يومين او ثلاثة وينتهي الامر”.

وبين ناطق الصحة أن الفرق الصحية تقوم بعمل الرش والتعقيم داخل الأسواق المزدحمة بالعاصمة صنعاء ضمن الخطوات الوقائية والاحترازية لمواجهة وباء وكورونا، داعياً جميع المواطنين بعدم الإنجرار وراء الشائعات والاكاذيب التي تستهدف اقلاق الناس والسكينه العامة،  مهيبا بالجميع استقاء المعلومات من مصدرها والمتمثل بوزارة الصحة واللجنة العليا لمكافحة الأوبئة.

 

الحكومة تحمل العدوان مسئولية انتشار الوباء

إلى ذلك حمل وزير الصحة العامة والسكان طه المتوكل، أمس السبت، دول العدوان المسئولية التاريخية والأخلاقية والمسئولية الكاملة إزاء تفشي الأوبئة في اليمن.

وأضاف الوزير في مؤتمر صحفي مشترك مع وزارة الإعلام: “مع إعلان حكومة هادي لوجود العديد من الحالات المصابة في المناطق المحتلة يجب أن نكون في يقظة عالية وجاهزية وأن تسود حالة من الوعي لدى المجتمع”، مطالباً الجميع تجنب الأماكن المزدحمة والأخذ بالإجراءات الوقائية والاحترازية طبقا لتعاليم ديننا الحنيف.

من جهته أوضح وزير الإعلام ضيف الله الشامي بأنه وفي مواجهة هذه الأوبئة لا بد أن تكون المواجهة من منظار أننا نواجه عدوا صنعته أمريكا، داعيا مختلف وسائل الإعلام إلى القيام بواجبها في التوعية بالطريقة والأسلوب الصحيح بعيدا عن الأسلوب الغربي الخاطئ الذي انتهج التخويف وخلق الذعر بين المواطنين.

بدوره أقر سليم المغلس محافظ تعز أمس السبت، إغلاق المحافظة لمنع انتشار كورونا، بعد إعلان حكومة هادي تسجيل 3 حالات إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، اثنتان منها في عدن، والثالثة في محافظة تعز لأحد المخالطين لحالة الإصابة التي أُعلن عنها يوم أمس الأول الجمعة.

 

كورونا بين تناقض وتخبط حكومة هادي

وقد عكست التصريحات المتناقضة لوزراء ومسئولي هادي بعدن حالة التخبط والعشوائية التي تسود أداء وعمل الحكومة فيما يخص وباء كورونا، الأمر الذي سبب حالة نفسية وقلق غير مسبوق في أوساط المواطنين جراء هذه التصريحات المتناقضة.

وبعد أن أعلن مكتب الصحة في عدن الاربعاء المنصرم تسجيل 5 إصابات مؤكدة بفيروس كورونا، وفقا لبيان صادر عن ما يسمى الهيئة العليا لمواجهة كورونا، تراجعت حكومة هادي أمس الأول الخميس عبر لسان ناصر باعوم وزير ما يسمى وزارة الصحة،  عن إعلان تسجيل 5 حالات مصابة بكورونا في عدن.

وقال باعوم إن الجهات الصحية في عدن لم تتأكد بعد من  حقيقة إصابات اشخاص بفيروس كورونا ولم تتمكن من إثبات النتائج حتى الآن، مؤكداً ان اليوم الاحد أو غدا الأثنين ‏ستظهر الحقائق، مشيراً إلى أن الفيروسات متشابهة في أعراضها من حيث الحمى وضيق النفس والوفاة، مضيفا أنه تم إجراء فحص مرتين لحالات بعدن وظهرت إيجابية (مصابة) وفي ظل الوباء العالمي أعلنا أنها “كورنا” حتى يثبت العكس، و‏ستظهر الحقائق اليوم الأحد.

وأظهرت تصريحات وزير الصحة في حكومة هادي أن الجهات الصحية غير متأكدة تماماً من نوع المرض المنتشر في عدن، رغم الاعلان الرسمي عن حالات إصابة بفيروس كورونا في عدن.

وتزامنا مع تصريحات الوزير باعوم بشأن عدم التأكد من تفشي الوباء، أعلنت ما يسمى لجنة الطوارئ بعدن أمس الأول الخميس وفاة حالتين بكورونا وثلاث إصابات تحت الرعاية.

وقال المتحدث باسم اللجنة العليا للطوارئ لمواجهة كورونا الدكتور علي الوليدي ، إنه لم يتم تسجيل أي حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في عدن، موضحاً بأنه لم يتم تسجيل أي إصابة جديدة باستثناء الخمس الحالات المؤكدة التي تم إعلانها الأربعاء في عدن، ولم يتم تسجيل أي حالات إصابة جديدة بوباء كورونا خلال الساعات الماضية.

وكشف الوليدي أن من بين الحالات الخمس المسجلة حالتي وفاة لرجل وامرأة وثلاث إصابات لا تزال تحت الرعاية الطبية الكاملة وإجراءات العزل المنسقة مع منظمة الصحة العالمية، وهي في حالة صحية مستقرة.

وكان المختبر المركزي في عدن أكد أنه لم يستقبل أي حاله مصابة بفيروس كورونا للقيام بدورة في الفحص اللازم، حيث صرح  مدير المختبر المركزي الوحيد في عدن أن المختبر مغلق منذ أسبوع ولم يستقبل أي حالة ولم يجري أي فحص للحالات المصابة بالوباء الذي يعتقد أنه وباء حمى الضنك، متهما الجهات المعنية بوزارة الصحة التابعة لحكومة هادي بتجاهل مطالبه في فتح وعودته للعمل.

من جانب آخر أعلنت ما يسمى اللجنة العليا لمواجهة وباء كورونا في حكومة هادي أمس الأول الجمعة عن تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في محافظة تعز.

وفي تغريدة على صفحتها بــ “تويتر”  أضافت اللجنة العليا :”تسجيل حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا هي الأولى في محافظة تعز لمواطن في العقد الرابع من العمر”، مشيرة إلى أن الحالة تتلقى الرعاية في أحد مراكز الحجر الصحي بالمحافظة، وتم اتخاذ الإجراءات من قبل فرق الترصد ومكتب الصحة تجاه المخالطين للمريض.

وبهذا ترتفع عدد الاصابات المؤكدة بفيروس كورونا في اليمن إلى 7 منها حالتي وفاة،  بحسب تصريحات حكومة هادي، ويتهم أبناء محافظة عدن دول العدوان بنشر فيروس كورونا في المحافظات الجنوبية، من خلال استمرار رحلاته الجوية وفتح المنافذ التي يسيطر عليها.

وعقب تسجيل أول إصابة مؤكدة بكورونا في تعز، أصدرت السلطات التابعة لحكومة هادي توجيهات بإغلاق كافة المساجد في المحافظة وأنباء عن تعليق خط تعز عدن لمدة أسبوع.

ووفقاً لمصادر إعلامية مساء أمس السبت، فقد تحدثت أنباء عن وفاة حالة إصابة بكورونا التي أعلن تسجيلها رسميا الساعات الماضية بتعز، فيما مصادر أخرى تتحدث عن إكتشاف إصابة شبه مؤكدة في محافظة الضالع.

 

إب تغلق منافذها مع المناطق الموبؤءة 

وبعد إعلان حكومة هادي الجمعة عن إصابة مؤكدة بحالة كورونا في تعز، أقرت اللجنة الفنية لمواجهة فيروس كورونا بمحافظة إب، إغلاق المنافذ مع المناطق الموبوءة، وتشديد الإجراءات الاحترازية في المنافذ الأخرى، وذلك عقب الإعلان عن حالات إصابة مؤكدة بالفيروس بمحافظتي عدن وتعز.

وأكدت اللجنة في اجتماعها أمس برئاسة أمين محلي المحافظة أمين الورافي، على ضرورة تضافر الجهود لتعزيز التدابير الوقائية، وتكثيف برامج التوعية المجتمعية وتفعيل دور غرفة العمليات، حيث لفت الاجتماع إلى تعليمات وإرشادات وزارة الصحة حول مواجهة كورونا.

واستعرض الاجتماع، تقرير مدير مكتب الصحة بالمحافظة الدكتور عبدالله السماوي، الذي تضمن آليات تعزيز أداء فروع مكتب الصحة بالمديريات، وتفعيل دور فرق اﻹستجابة في النقاط الأمنية ومداخل المحافظة، وتطرق التقرير إلى ما تم تنفيذه من مهام خلال الفترة الماضية في إطار الإشراف على فرق الاستجابة السريعة وحملات التوعية والتثقيف الصحي.

وأستعرض اﻹجتماع تقرير اللجنة المجتمعية لمواجهة الوباء بالمحافظة، المقدم من رئيس اللجنة أنور المتوكل، والذي تضمن آلية تنفيذ الخطة المجتمعية الطارئة لمواجهة الوباء من خلال التعاون مع الجهات المعنية وعقال الحارات والمجتمع المحلي، كما تناول التقرير البرامج التدريبية للفرق المجتمعية على مستوى الحارات والقرى بالمديريات بهدف تفعيل الدور المجتمعي في مساندة الجهود الرسمية في هذا الجانب.

من جانبه شدد أمين عام محلي المحافظة على ضرورة اﻹستمرار في تنفيذ حملات الرش والتعقيم في الأسواق والمساجد والمنشآت العامة والخاصة، ومتابعة تنفيذ اتباع إرشادات اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة، داعيا الأجهزة الأمنية والمكاتب المعنية بتنفيذ الخطط الرئيسية بما يعزز من الإجراءات اﻹحترازية وخاصة في مداخل المحافظة، مهيباً بالمواطنين الالتزام باﻹرشادات الصحية وإتباع وسائل الوقاية لمواجهة الوباء .

 

 

 

(36)

الأقسام: المراسل السياسي,تقارير المراسل