مشايخ البيضاء يجمعون على حل القضية سلمياً والعواضي يشعر بالخذلان: قضية مقتل “جهاد الأصبحي تقترب من الحل

المراسل| خاص:

تقترب قضية مقتل المرأة جهاد الأصبحي في مديرية الطفة بمحافظة البيضاء من الحل بعد تشكيل لجنة من عدد كبير من المشايخ للقاء جميع الأطراف المعنية وحسم القضية دون منح التحالف السعودي فرصة استغلالها، فيما وجهت مصادر قبلية اتهامات للشيخ ياسر العواضي بمحاولة استغلال القضية للحصول على دعم سعودي مشيرة إلى أن الأخير لا يحظى في توجهه بدعم مشايخ البيضاء بمن فيهم مشايخ آل عواض.

وتحدث مصدر قبلي لـ”صحيفة المراسل” حضر اجتماع أمس السبت في منزل الشيخ عبدالولي الهياشي أحد كبار مشايخ محافظة البيضاء لمناقشة القضية وحسمها، مشيراً إلى أن الاجتماع أقر تشكيل لجنة من 23 شيخاً من مشايخ البيضاء للقاء الشيخين الأصبحي والعواضي للوصول إلى حل يجنب المنطقة الحرب ويمنع استغلالها من قبل التحالف السعودي.

وبحسب المصدر ذاته وبعد أن افتقر للتأييد الكافي من قبل المشايخ، فقد وافق ياسر العواضي على ما ستقرره اللجنة بعد لقاء جميع الأطراف مشيراً إلى أن العواضي قال إنه يعتبر نفسه واحداً منهم وأن الأمر ليس بيده وحده.

وتأكيداً للمعلومات التي أفاد بها المصدر عن افتقار العواضي للتأييد من قبل مشايخ البيضاء بمن فيها غالبية مشايخ آل عواض، كتب العواضي تغريدة في صفحته بموقع تويتر أمس السبت وجه فيها الشكر لقبائل يافع وهو ما اعتبر أنه عتاب من قبل العواضي لمشايخ البيضاء لعدم وقوفهم إلى جانبه.

وبدأ مسار حلحلة القضية عندما قامت سلطات صنعاء باستدعاء قائد الحملة التي اشتبكت مع العناصر المتواجدة في منزل الشيخ الأصبحي وانتهت بمقتل المرأة جهاد الأصبحي وطالبت بتسليم العناصر التابعة لتنظيم القاعدة التي لجأت إلى المنزل بعدما فجرت عبوة ناسفة أدت لمقتل 6 من آل العبدلي حيث يتهم العواضي بالتستر عليهم.

وقال عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي إنه “تم التواصل مع مدير أمن البيضاء وطلب منه إيصال قائد الحملة مع افراده الى صنعاء للتحقيق معهم في ملابسات القضية”. وطالب الحوثي “الاخوة مشايخ وعقال محافظة البيضاء إيصال المطلوبين من قرية أصبح”.

في سياق آخر اعترف قائد عسكري موالي للتحالف من أبناء البيضاء عبدالقوي الحميقاني أن المرأة جهاد الأصبحي قاتلت من وصفهم بالحوثيين، مؤكداً بذلك صحة رواية سلطات صنعاء بشأن ملابسات مقتلها.

وقال الحميقاني عبر صفحته بموقع تويتر إن “جهاد الأصبحي مليشيات إيران الحوثيه اليوم أكثر من أربع ساعات في منطقة أصبح” مضيفاً أن جهاد “استشهدت بعد ان قتلت أكثر من ثلاثة من المليشيات حيث كانت تواجه مجاميع من الحوثيين حاصروا منزلهم مدججين بالأسلحة الثقيلة و المتوسطة إلى جانب مدرعتين و دبابة بي إم بي، تابع قائلاً  “وانتهت المعركة باستشهادها و نجاة اخوانها الذين كانوا يقاتلوا بجانبها ووصولهم إلى أماكن آمنة” بحسب تعبيره.

 

من جانب آخر وتأكيداً على صحة معلومات صحيفة المراسل حول اقتراب القضية من الحل ورفض معظم مشايخ البيضاء استغلال القضية لمصلحة التحالف السعودي، أكد عدد كبير من مشايخ البيضاء في اجتماع أمس الأول مع السلطة المحلية بالبيضاء على قبولهم بالتحكيم من قبل سلطات صنعاء.

وقال مشايخ البيضاء في بيان حصلت عليه “صحيفة المراسل” إن  “ما قامت به القيادة من إجراءات لتحكيم آل الاصبحي بمقتل المرأة ، وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق بأنه أجراء منصف وعادل، وما يجب أن يحتكم إليه الجميع في إطار الاسلاف والأعراف أو الرجوع إلى شرع الله”.

وأكد مشايخ البيضاء في البيان أن ” أن ما قام به الشيخ ياسر العواضي من تأجيج للقضية باسم مشايخ البيضاء وقبائلها دون الرجوع إليهم والاجتماع بهم قبل أي عمل مما قام به، بأنه إجراء مرفوض وغير مقبول،   ويعتبر افتراء بحق البيضاء وأهلها، وأنه جعل نفسه وصياً على الجميع” معتبرين أن العواضي ” لا يمثل إلا نفسه، وأن موقف البيضاء ومشايخها واضح وصريح، ولن تكون أدوات بيد العدو”.

ودعا البيان ياسر العواضي ” إلى تحكيم العقل والنأي بنفسه من أي حماقة تجر البيضاء إلى الاقتتال وخدمة العدوان، وأن يعود إلى صف الوطن وصف البيضاء، وطرح أي اشكالية يراها في إطار مشايخ المحافظة وقياداتها من خلال لجنة يلتف عليها الجميع، لمناقشة كل الاشكاليات مع كل الاطراف”.

وحذر بيان مشايخ البيضاء أنه  “إذا رفض هذه الدعوة بأننا نحن سنتعامل معه كتعاملنا مع العدوان” بحسب نص البيان.

وأدلى الشيخ  سيف احمد القبلي أحد مشايخ البيضاء الذي يقيم حالياً في الأردن، بدلوه في القضية داعياً إلى حلها سلمياً.

وقال الشيخ القبلي في بيان حصلت عليه “صحيفة المراسل” إنه ” مهما حصل من خلاف داخلي اليمنيين يحلوه فيما بينهم كما جرت العادة عبر التاريخ لا أحد قادر أن يقصي الآخر أو ينكره عنه يمنيته أو مكانته ولعل هناك ذنوب لا نعلمها أو غير ذلك حتى يسلط علينا العديد من الدول ليحاصرونا برا وبحرا وجوا ويحربونا ويحاربوا بيننا ويفرقوا بين قبيلة وقبيلة أخرى”.

وانتقد الشيخ القبلي دعوات العواضي قائلاً إنه ” دائما وقود الحرب هم النخبة من شباب اليمن أما الدول المعتدية فخسارتها معابر وقنابل تحصد أرواح اليمنيين والآن نسمع أنكم تدعون قبائل البيضاء لقتال أنصار الله بدل ما تدعوا إلى اجتماع يضم أبناء البيضاء لما فيه مصلحتهم ويجنب بلاد البيضاء الخراب والدمار ويكون صوت العقل هو المرجح ” مضيفاً أن “الشيخ ياسر ملام في مثل هذه الدعوة وليست مصلحة للجميع (والله المستعان).

وأضاف أنه  بخصوص قتل المرحومة جهاد الأصبحي “الجميع استنكر قتلها ونزلوا من الصف الأول في الدولة من صنعاء ورداع والبيضاء في مقدمتهم الأستاذ حسين العزي وفضل أبوطالب ،وقدموا البنادق تحكيما فيما إذا ثبت أمام اللجنة المشتركة أن الجاني من جانب الدولة فالخيار لولي الدم حكم عرفي وهم منفذين أوحكم شرعي والجميع تحت شرع الله الحاكم والمحكوم وإن اتضح أنه عمل الغير فكلاً يتحمل مسؤوليته” مشيراً إلى أنه  “لايزال في الحادثة ملابسة وغموض حتى الآن فإذا أردتم دعوة تجمع أهل البيضاء لما يصون الدماء والأعراض والكرامة للدولة والقبيلة وسائر المواطنين ووضع ضوابط يتغلب فيها صوت العقل والسلام فنحن معكم ونشد على أيديكم في  ذلك لما من شأنه صون الدماء والأموال والأعراض للجميع” بحسب نص البيان.

وكان مصدر قبلي بمديرية الطفة أوضح في حديث سابق لصحيفة (المراسل) أن القضية بدأت عندما قتل ستة من مشايخ وأبناء آل العبدلي التابعين لأ نصار الله في 22 إبريل الماضي بواسطة عبوة ناسفة زرعها عناصر القاعدة وانفجرت بسيارتهم أثناء توجههم إلى إحدى الجبهات.

وأضاف المصدر أن الأجهزة الأمنية تلقت معلومات بعد الحادثة عن تواجد عناصر من تنظيم القاعدة الذين لهم علاقة بتنفيذ العملية في أحدى المنازل بقرية أصبح.

وتوجهت قوة أمنية إلى هناك، وقامت بتطويق المنزل، ومناداة  تلك العناصر بتسليم أنفسهم، إلا أنها قامت بالاشتباك مع قوات الأمن، ما أدى إلى مقتل خمسة من عناصر الامن، فيما فر المطلوبين من المنزل، الذي اقتحمته القوة الامنية ووجدت امرأة تدعى “جهاد الأصبحي” قتلت اثناء الاشتباكات والتي اتضح أنها شاركت في الاشتباكات واعترف بذلك عدد من مؤيدي التحالف السعودي في محافظة البيضاء.

(141)

الأقسام: المراسل السياسي,اهم الاخبار,تقارير المراسل