قبائل مراد ترجح كفة قوات صنعاء والإصلاح يحذر السعودية من سقوط مأرب

المراسل|خاص:

لم يعد أمام حزب الإصلاح  سوى تخويف السعودية بما يمكن أن يحدث لها في حال سيطرت قوات صنعاء على مدينة مأرب  آخر معاقله في الشمال، لحث الرياض على مزيد من الدعم للحفاظ على معقله الذي يبدو أنه لن يكون بعد أسابيع قليلة، فيما لم تجد القوى الكبرى الداعمة للتحالف وخصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا، سوى التلويح بورقتي الحصار  وتحريك جبهة الحديدة عبر مجلس الأمن لتخويف قوات صنعاء ومنعها من مواصلة التقدم باتجاه مأرب، غير أن الأخيرة باتت تدرك أنه لم يعد بإمكان التحالف المقايضة في الأرض اليمنية طالما باتت لديها القدرة الكاملة على ضرب أخطر وأكثر المواقع حساسية لدى السعودية في كامل أراضيها، مؤكدة بعملية الردع الرابعة أن ضرب العمق السعودي سيكون مقابل الحصار أما مأرب فلم يعد لدى التحالف ورقة ليقايض بها.

وعلى غرار ما فعلت حين كانت مواقعه تتساقط في محافظة الجوف مطلع العام الجاري حين كانت قيادات حزب الإصلاح تهدد بأن سقوط الجوف يعني أن تكون الحدود السعودية مفتوحة أمام قوات صنعاء، عادت تلك القيادات مثل الحسن أبكر وصالح سميع وغيرهما ليهددوا بأن سقوط مأرب بيد قوات صنعاء سيفتح الطريق لهم للوصول إلى الرياض، ورغم أن هذه الفزاعة لم تغير معادلة الميدان إلا أن الإصلاح ما يزال يستخدمها، أما في المقابل فقد قدم التحالف السعودي وداعميه الغربيين مؤشرات على أن تشديد الحصار وإمكانية تحريك جبهة الحديدة ونسف اتفاق السويد سيكون الرد المناسب لاستمرار قوات صنعاء في التقدم باتجاه مأرب.

في هذا السياق كان واضحاً أن استمرار حجز سفن النفط مرتبط بشكل واضح بعمليات قوات صنعاء في مأرب بالإضافة إلى إعلان خبر عودة قائد ما يسمى بألوية العمالقة السلفية أبو زرعة المحرمي إلى الساحل الغربي قادما من أبوظبي التي أقام فيها منذ ديسمبر 2018 بالتزامن مع توقيع اتفاق السويد، حيث تعمد موقع الألوية الالكتروني إعلان والقول إن عودته تذكر بما وصفه بالانتصارات التي تحققت بقيادته في الساحل الغربي.

أيضا كان واضحاً التصعيد الأمريكي البريطاني بشأن خزان صافر العائم وإمكانية تسرب النفط الذي يحتويه إلى البحر، حيث هدد السفير البريطاني مايكل آرون في مقابلة أمس السبت مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية باللجوء إلى مجلس الأمن بشأن الخزان، غير أن تصريحاته اعتبرت بأنها تهديد غير مباشر بالتصعيد في الحديدة وتشديد الحصار  إذا لم تتوقف عمليات قوات صنعاء في مأرب.

لكن صنعاء كان لها موقف آخر إذ ترى أن العمليات الاستراتيجية في العمق السعودي وحتى الإماراتي ستكون الرد المناسب على استمرار الحصار وحجز سفن النفط وأي تصعيد في الساحل الغربي وبذلك تعتبر أنه ليس من حق التحالف وداعميه المساومة للإبقاء على مأرب بقبضة حزب الإصلاح، ليدخل المبعوث الأممي في خط الضغوط على صنعاء عندما عبر في بيان عن قلقه من التصعيد في مأرب التي قال إنها كانت منطقة استقرار للنازحين وتضم ثروات النفط والغاز التي تخفف معاناة اليمنيين متجاهلا أحداث سقطرى وما يجري بين قوات هادي والانتقالي الموالي للإمارات.

ميدانياً، لطالما كان التحالف السعودي ومعه حزب الإصلاح يعتقد أن المناطق المحايدة في محافظة البيضاء سيكون اقتحامها من قبل قواته، ونقض الاتفاقات على تحييدها، منفذاً ذهبياً للدخول إلى وسط اليمن وتهديد عمق قوات صنعاء، ولذلك لم يتوانى قبل عامين من نقض الاتفاق في منطقة قانية بين مأرب والبيضاء رغم توقيع الطرفين لاتفاق مبكر على تحييدها وقامت قوات الاصلاح باقتحامها بشكل مفاجئ غير أن قوات صنعاء نجحت خلال السنوات الماضية في الحد من تداعيات تلك الخطوة، لكن السعودية ومعها الإصلاح لم تيأس من هذه الاستراتيجية عندما دفعت بشكل واضح لتفجير الوضع في مديرية ردمان عبر الشيخ ياسر العواضي، والتي لو نجحت لكانت سببت متاعب لقوات صنعاء.

 

لكن ما اعتبره التحالف السعودي بأنه فرص ذهبية لاختراق ميداني وسط اليمن تحول إلى تهديد إضافي لوجود حزب الإصلاح في مأرب عندما نجحت قوات صنعاء في إفشال تحرك الشيخ العواضي وبالتالي السيطرة على مديرية ردمان التي كانت ضمن المناطق المحايدة، بل تحولت السيطرة إلى نقطة ارتكاز جديدة مكنت قوات صنعاء من السيطرة على كامل منطقة قانية وسوقها بعملية عسكرية واسعة.

ولم تكتفي قوات صنعاء بالسيطرة على مديرية ردمان ومنطقة قانية بل انطلقت من الأخيرة للتقدم نحو مأرب من جهة إضافية والدخول إلى أولى مناطق مديريتي العبدية وماهلية التابعتين لمحافظة مأرب وتمكنت في كلتا المنطقتين من السيطرة على مواقع وجبال مثل “معباء شجب” و”الخيم” و”رمضة” حيث باتت الاشتباكات في مناطق مخلق والساقية والقفل ومشرح على تخوم مديريتي العبدية وماهلية التي تضم قبائل مراد الأكبر في مأرب والتي تعرضت للإقصاء من قبل السعودية والإصلاح الأمر الذي تنبهت له صنعاء وبدأت اتصالاتها مع مشايخ القبيلة الذين سبق وأصدروا بياناً في مارس الماضي هددوا بسحب مقاتليهم من كل الجبهات التابعة للتحالف السعودي في مأرب معللين ذلك باستمرار إقصاء أبناء القبيلة من قبل سلطة حزب الإصلاح.

وحرصت صنعاء على أن يكون التقدم باتجاه مناطق قبائل مراد عبر قيادات عسكرية وقبلية من القبيلة ذاتها ولذلك تعمد إعلام صنعاء نشر صور للسيطرة على منطقة قانية ومناطق في العبدية وماهلية وتظهر أن العمليات يقودها مشايخ وقادة عسكريين من قبيلة مراد حيث أظهرت الصور على سبيل المثال كل من الشيخ حاتم غالب لجدع المرادي والشيخ أبو زيد سعيد بحيح المرادي والمقدم مرسل الخلاسي المرادي.

يأتي ذلك فيما تواصل قوات صنعاء التقدم نحو مأرب من جبهة صرواح حيث أشارت معلومات حصلت عليها “صحيفة المراسل” إلى أن قوات صنعاء تمكنت من الاقتراب نحو الطلعة الحمراء التي تعد أهم المناطق المحصنة باتجاه مدينة مأرب من جبهة صرواح، فيما لا يزال معسكر ماس يستعصي على قوات صنعاء التي تضيق الخناق عليه لكنها لم تتمكن حتى الآن من السيطرة عليه.

كما حصلت “صحيفة المراسل” على معلومات تقول إن عددا من مشايخ قبائل مراد وصلوا إلى صنعاء لعقد اتفاقات مع السلطة هناك للترتيب لما بعد سقوط حزب الإصلاح والاتفاق على طريقة إدارة مناطق القبيلة من أبنائها.

(188)

الأقسام: المراسل السياسي,اهم الاخبار,تقارير المراسل