وسط مؤشرات على بدء صراع تركي إماراتي في تعز: عودة التوتر العسكري إلى الحجرية واللواء 35 ينقلب على هادي

المراسل: تقارير

أعلنت عدد من القيادات العسكرية في اللواء ٣٥ التابع لقوات هادي رفضها المطلق لقرار تعيين الشمساني قائد للواء خلفا للعميد الحمادي.

واكد قائد مايسمى مقاومة الحجرية والقيادي في اللواء 35 مدرع فؤاد الشدادي عن تمسكهم كافة ضباط وصف وجنود اللواء ٣٥ برفض قرار تعيين الشمساني قائدا للواء .

وقال الشدادي، بمنشور في صفحته بـ”فيسبوك” أمس السبت، ان اللواء 35 مدرع لن يهتز او يقبل باي مؤامرات وسيبقى متماسكا كما تركه القائد السابق العميد الركن عدنان الحمادي، الذي قتل على يد شقيقه العام المنصرم في ظروف غامضة.

تصريح الشدادي أتى بالتزامن مع تحرك ميداني رافض لقرار هادي ،حيث افادت مصادر محلية بان اللواء ٣٥ يعيش حالة استنفار قصور منذ صدور القرار، وترجمة فعليه لرفض القرار منعت نقطة عسكرية تابعة للواء 35 مدرع موكب القائد الجديد الشمساني من العبور نحو قيادة اللواء وتسلمه رسميا القيادة.

وتشير التوقعات الى ان تداعيات القرار ستدخل الحجرية في دوامة صراع جديدة بين الاصلاح وقوات اللواء ٣٥ مدرع المقربة من تيار ابوظبي في تعز.

ويأتي تصريح الشدادي بعد ساعات من منع نقطة عسكرية للواء 35 مدرع لموكب الشمساني بالعبور نحو قيادة اللواء وتسلمه رسميا، وبالوقت الذي تشهد به مدينة التربة اشتباكات مسلحة عنيفة بين قوات اللواء 35 مدرع من جهة وقوات الإصلاح من جهة أخرى.

وكانت مصادر عسكرية تحدثت عن تعرض موكب الشمساني امس السبت لهجوم مسلح في منطقة قدس بتعز ، حيث وضحت المصادر أن كمين مسلح نصبه مسلحون يتبعون اللواء 35 مدرع، لموكب لقائد اللواء الجديد العميد عبدالرحمن الشمساني في منطقة النشمه بمديرية المعافر خلال عودته من مدينة تعز إلى مسقط راسه في عزلة قدس مديرية المواسط.

وأوضح المصدر أن المسلحين الذين قاموا بنصب الكمائن لقائد اللواء 35 مدرع العميد عبدالرحمن الشمساني، يتبعون ركن إمداد اللواء 35 مدرع العقيد عادل الحمادي، والعقيد طه عون والضابط في اللواء 35 مدرع فؤاد الشدادي.

وأصدر هادي قرارا بتعيين الشمساني قائدا للواء 35 مدرع خلفا للعميد عدنان الحمادي الذي اغتيل مطلع ديسمبر 2019، في منزله بمنطقة بني حماد بتعز.

يأتي ذلك في سياق صراع جديد بين تركيا وقطر من جهة والإمارات وأتباعها من جهة أخرى، حيث أشارت تقارير صحفية إلى مساعي أنقرة لتثبيت موطئ قدم لها في المناطق الاستراتيجية في هذا اليمن، في إطار التنافس الحاصل بينها وبين خصومها الإقليميين.

ونشرت جريدة الأخبار اللبنانية تقريراً أشار إلى أنه منذ عدّة أشهر، بدأت تركيا تأسيس أذرع عسكرية لها في المحافظتين المذكورتين، تحت مسمّيَي “المقاومة الشعبية” و”الحشد الشعبي”. ففي تعز، استقطبت أنقرة ودرّبت، تحت إشراف الشيخ حمود المخلافي وقيادات عسكرية في “الإصلاح”، أكثر من 5000 جندي جنوبي مدينة تعز، وتحديداً في مديريات الأصابح والمسراخ ويفرس. أما في شبوة، فأسّست عدداً من المعسكرات في ضواحي مدينة عتق (مركز المحافظة)، وفي منطقة مفرق الصعيد بالقرب من ساحل البحر العربي، وذلك تحت إشراف وزير النقل المستقيل في حكومة الرئيس المنتهية ولايته، صالح الجبواني.

هذا النشاط العسكري اتّخذ، في خلال الأيام القليلة الماضية، مساراً أكثر وضوحاً، خصوصاً في محافظة تعز، حيث انتشرت الميليشيات الموالية لتركيا في المناطق الريفية جنوبي مدينة تعز، وتمدّدت نحو مدينة التربة – مركز مديرية الشمايتين التابعة لمنطقة الحجرية – جنوب المحافظة، تحت ذريعة إلقاء القبض على مطلوبين أمنياً. وبضوء أخضر من قيادة المحور العسكري الموالي لـ”الإخوان”، سيطرت تلك الميليشيات على مواقع عسكرية تابعة لـ”اللواء 35″ المناهض لـ”الإصلاح” في جبل صبران المطلّ على التربة، وشنّت حملات ملاحقة ضدّ عناصر موالين للإمارات في الشمايتين، ما أدّى إلى مقتل وجرح مدنيين.

وبحسب الجريدة، هذه التطورات استنفرت الميليشيات الموالية للإمارات في الساحل الغربي، والتي اعتبرت تمدّد “الإصلاحيين” في مناطق خاضعة لسيطرتها تهديداً مباشراً لوجودها هناك، فيما تحدّثت مصادر مقرّبة من “الإصلاح” عن أن ذلك التمدّد مَثّل خطوة استباقية لإفشال مخطط إماراتي لإحكام السيطرة على مناطق جنوب غرب تعز، فضلاً عن ارتباطه بالصراع بين ميليشيات “المجلس الانتقالي الجنوبي” الموالي لأبو ظبي والقوات الموالية لحكومة عبد ربه منصور هادي في أبين. وتوعّدت الميليشيات التابعة لأبو ظبي بمواجهة ما سمّته “المدّ التركي”. وقالت، في بيان موقّع باسم نجل شقيق الرئيس السابق طارق محمد عبد الله صالح، إن “من حقها تأمين وجودها في الساحل الغربي، من خلال تأمين المواقع الاستراتيجية التي تجعلها تحت خطّ النار، كالمواقع الاستراتيجية في التربة والحجرية”. واتهم صالح “حزب الإصلاح” بـ”تنفيذ مخطّط خبيث تدعمه تركيا وقطر، يهدف الى الاستيلاء على مدينة المخا ومينائها وعدد من مديريات الساحل الغربي، إلى جانب إسقاط عدن”، معتبراً أن “إرسال قواتنا إلى التربة بعدّتهم وعتادهم يُعدّ حقاً مشروعاً في الدفاع عن النفس والأرض وإفشال المخطّط الإخواني التركي الكبير”.

ودَفَع تصاعد حدّة التوتر بين الجانبين، في مدينة التربة، محافظ تعز المُعيّن من قِبَل هادي، نبيل شمسان، إلى اللجوء إلى تحالف العدوان لطلب التدخل وفضّ النزاع قبل أن يتطوّر ويخرج عن السيطرة، خصوصاً بالنظر إلى أهمية المنطقة الواقعة بالقرب من مضيق باب المندب. وعلى رغم محاولة قيادة “التحالف” نزع فتيل التوتر بدعوة ميليشيات “الإصلاح” إلى الانسحاب من التربة، إلا أن تلك الميليشيات اكتفت بالخروج من بعض المناطق المحيطة بالمدينة، فيما لا يزال التحشيد المتضادّ متواصلاً.

(63)

الأقسام: الاخبار,المراسل العسكري,اهم الاخبار,تقارير المراسل