قوات صنعاء تحقق خرقاً غير مسبوق باتجاه مدينة مأرب وانهيار لقوات الإصلاح

المراسل|خاص:

وصلت عمليات قوات صنعاء في مأرب إلى مرحلة غير مسبوقة بعد أن شهدت العمليات الميدانية أمس السبت تقدماً واسعاً ومعها وصلت الضغوط الدولية والغربية الداعمة للتحالف السعودي، على صنعاء إلى الذروة بالإضافة إلى بروز محاولة متقدمة للأمم المتحدة بتقديم عروض لوقف فوري شامل لإطلاق النار، فيما بدأت السعودية الاستعداد لإمكانية مضي صنعاء في معركة السيطرة على مأرب، آخر معاقل قوات الإصلاح وهادي شمال اليمن، بسحب عدد كبير من القوات والمعدات العسكرية من مأرب إلى حضرموت وشبوة في حال لم تفلح الضغوط والتهديدات الدولية في إثناء صنعاء عن مواصلة التقدم باتجاه المدينة والتي يبدو واضحاً، من خلال تصريح لرئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، أنها –أي الضغوط- لن تفلح في كبح جماح قوات صنعاء.

 

في إطار العمليات العسكرية، حققت قوات صنعاء أمس السبت تقدما استراتيجيا غير مسبوق باتجاه مدينة مأرب من ثلاثة اتجاهات من صرواح ومديرية رغوان ومدغل باتجاه معسكر ماس ومن جهة مديرتي العبدية وماهلية.

وبحسب مصادر عسكرية تحدثت لـ”صحيفة المراسل” تمكنت قوات صنعاء من السيطرة على عشرات المواقع من جنوبي منطقة الأقشع وحتى جنوب شرق منطقة الجدافر على حدود مديرية رغوان كما واصلت التوغل في مديرتي ماهلية والعبدية وباتت معظم مناطق الأخيرة تحت سيطرتها، كما سيطرت على مواقع استراتيجية جنوبي غرب مدينة مأرب.

وكشف مصدر عسكري لـ”صحيفة المراسل” أن معارك أمس السبت شهدت انهيارات كبيرة في صفوف قوات الإصلاح ووقوع مئات القتلى والجرحى والأسرى في صفوفها، وسط سيطرة لقوات صنعاء على مساحات شاسعة وعشرات المواقع بينها مواقع الاستراتيجية في أكبر حصيلة للمعارك منذ بدئها باتجاه مأرب.

وبحسب المصدر التقدم جاء نتيجة لمرحلة جديدة من عمليات قوات صنعاء نحو مأرب والتي بدأت قبل عدة أيام وتشارك فيها مختلف التشكيلات العسكرية على رأسها القوات الخاصة وبالاشتراك الواسع للقوتين الصاروخية وسلاح الجو المسير، حيث صعدت صنعاء العمليات الصاروخية والجوية محققة خسائر فادحة وارباك غير مسبوق في صفوف القوات السعودية قوات الإصلاح أدت إلى تغييرات غامضة في صفوف القيادات.

على رأس تلك التغييرات الغامضة إقالة قائد قوات التحالف في مأرب اللواء السعودي عبدالحميد المزيني وتعيين العميد السعودي يوسف الشهراني خلفاً له، غير أن عملية التغيير هذه لم تخضع للبروتوكولات السابقة التي اتبعها التحالف حيث لم تتم عملية استلام وتسليم بين السلف والخلف ولم يتلقى اللواء المزيني أي تكريم رسمي على غرار ما كان يحدث وهو ما عزز الأخبار التي تحدثت عن احتمالية مقتله أو إصابته بإحدى الضربات الصاروخية لقوات صنعاء.

كما أعلن من مأرب نجاة خالد العرادة شقيق محافظ مأرب بحكومة هادي وكذلك العقيد عوض علي مثنى من انفجار قيل إنه ناتج عن عمليات تدريب لكن ذلك لم يبدد الشكوك حول إصابتهما أيضاً بعملية صاروخية لقوات صنعاء خصوصاً أن الخبر تزامن مع التغيير الغامض لقائد قوات التحالف في مأرب.

وتوالت أخبار عمليات الاغتيال في مأرب بعد إعلان نجاة عبدالعزيز جباري مستشار هادي الذي وصل مؤخراً إلى مأرب وبعدها أعلن عن نجاة قائد الكتيبة التاسعة في اللواء 141 العقيد علي الشليف من محاولة اغتيال في مدينة بعبوة ناسفة زرعت في سيارته ومقتل أحد مرافقيه.

ولم تتوقف الأخبار الغامضة القادمة من مأرب حيث أعلن مساء أمس السبت وفاة نجل أمين سلطان العرادة محافظ مأرب بعد ساعات فقط من إعلان نجاة عمه من تفجير خلال عمليات تدريبية.

وسط كل ذلك وصلت الضغوط الغربية خصوصاً من قبل بريطانيا والولايات المتحدة على صنعاء إلى ذروتها لوقف التقدم باتجاه مأرب عبر التلويح بورقة الحديدة، التي تشهد تحركات عسكرية مريبة مع تصاعد لتحليق الطيران الحربي عقب أيام فقط من قيام طائرة أباتشي بالقصف في منطقة الجاح، حيث قامت بريطانيا بتدويل قضية خزان صافر العائم ودعت مجلس الأمن لمناقشته وهو ما تم حيث تقرر عقد جلسة خاصة في مجلس الأمن يوم الأربعاء القادم، غير أن صنعاء نجحت إلى حد الآن في تعطيل أوراق بريطانيا من خلال موافقتها على دخول فريق أممي لتقييم وضع الخزان وصيانته بعد أن كانت الأمم المتحدة قد أخلت باتفاق مماثل سابقاً عندما أرسلت فريقاً للتقييم ولكن ليس للصيانة كما تم الاتفاق الأمر الذي رفضته صنعاء ورأت من خلاله مؤشرات على رغبة أممية بضغط غربي في تقديم تقرير يفيد بعدم إمكانية صيانة الخزان وضرورة تفريغه من محتواه الضي يضم 1.14 مليون برميل نفط في وقت وصلت أسعار النفط لمستوى متدن غير مسبوق في تاريخ أسواق النفط بعدما منع التحالف بيعه في وقت كانت أسعار النفط مرتفعة ويمكن الاستفادة من بيع محتوى الخزان لتسديد مرتبات الموظفين في اليمن، لكن الأمم المتحدة رضخت لإرادة صنعاء وأعلنت ترحيبها أمس السبت بقبول صنعاء دخول فريق أممي لتقييم وصيانة خزان صافر العائم.

ومن أوجه الضغط التي تمارس على صنعاء لمنع سقوط آخر معاقل قوات هادي والإصلاح هو استمرار منع دخول سفن المشتقات النفطية وتلويح التحالف السعودي مؤخراً بإمكانية عودة اغتيالات قيادات أنصار الله على غرار ما حدث لصالح الصماد وهو ما تحدث به ناطق التحالف في مؤتمره الصحفي الأخير، غير أن هذه التهديدات والضغوط الهائلة لم تثن صنعاء أو توهن عزيمتها من خلال إصرارها على العمليات العسكرية التي حققت أمس تقدما غير مسبوق باتجاه مدينة مأرب وكذلك التصريح الذي جاء على لسان رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط الذي حمل رسالة رد قوية بعدم الانصياع للتهديدات.

ورغم أن المشاط لم يرد بشكل مباشر على تهديدات التحالف إلا أنه في اجتماعه أمس مع رئيس مجلس النواب يحيى الراعي ورئيس حكومة صنعاء عبدالعزيز بن حبتور أكد على ذلك بشكل غير مباشر عندما قال “لقد أخذنا على أنفسنا عهداً والتزاماً مبدأي وأخلاقياً ودينياً أمام شعبنا بأن نحرر كافة الأراضي المحتلة في بلدنا، وسنثبت على هذا العهد إن شاء الله، وسنأخذ على عاتقنا تحرير كل شبر من هذا الوطن”.

وفيما باتت تدرك قوات التحالف السعودي والقوى الغربية أن صنعاء لم تتأثر بالضغوط والتهديدات، كشف مصدر مطلع لـ”صحيفة المراسل” أن السعودية واستعداداً لاحتمال دخول قوات صنعاء إلى مأرب قامت قبل أيام بنقل عدد كبير من القوات السعودية وقوات هادي والإصلاح من مأرب إلى شبوة وحضرموت، فيما ألقت الأمم المتحدة بآخر أوراقها محتفظة بآخر أمل لمنع سقوط حزب الإصلاح في مأرب عندما سارع المبعوث الأممي مارتن غريفيث أمس السبت إلى تسليم مسودة لجميع أطراف الصراع في اليمن وصفها مصدر في مكتب غريفيث بأنها “مسودة معدلة لحل الأزمة اليمنية”.

 

وبحسب المصدر الذي تحدث لوكالة الأناضول تتضمن المسودة هذه “وقفا لإطلاق النار في كافة أنحاء اليمن، إضافة إلى عدد من التدابير الاقتصادية والإنسانية الضرورية لتخفيف معاناة الشعب اليمني، وتهيئة البلاد لمواجهة خطر تفشي فيروس كورونا”.

ونشرت وكالة الأناضول أبرز نقاط المسودة والتي جاءت على النحو التالي:

-وقف إطلاق نار شامل في كافة أنحاء اليمن يدخل حيز التنفيذ فور التوقيع عليه.

– إلزام طرفي النزاع وجميع من ينتسب إليهما بوقف جميع العمليات العسكرية البرية والبحرية والجوية.

-تشكيل لجنة تنسيق عسكري برئاسة الأمم المتحدة وعضوية ضباط رفيعي المستوى من طرفي النزاع، لمراقبة وقف إطلاق النار، إضافة إلى إنشاء مركز عمليات مشتركة يتولى التنسيق لتنفيذ الاتفاق، وإدارة تدفق المعلومات.

-تشمل التدابير الاقتصادية والإنسانية معالجة ملفات رئيسية منها “الأسرى، والرواتب، والمطارات، والموانئ، والطرق الرئيسية بين المحافظات”، حيث تنص المسودة على:

-إطلاق جميع المعتقلين والمحتجزين وفقا لاتفاق ستوكهولم، إضافة إلى فتح الطرق الرئيسية في محافظات تعز والضالع (جنوب) وصنعاء ومأرب والجوف (شمال)،

-فتح مطار صنعاء الدولي أسوة بباقي المطارات اليمنية، ورفع القيود عن دخول الحاويات والمشتقات النفطية والسفن التجارية بموانئ محافظة الحديدة (غرب).

 

(293)

الأقسام: المراسل السياسي,المراسل العسكري,تقارير المراسل