لـهذه الأسباب صرخت

 

صالح مقبل فارع

 

صرخت ورفعت الشعار للأسباب التالية:

لأنّ الصرخة تعتبر سلاحا فعّالا ومجدا في كسر الغطرسة الأمريكية والهيمنة الإسرائيلية على المنطقة.

لأنّها سلاح معنوي مؤثّر يهزم العدوّ نفسيّا ويرفع معنوياتنا.

لأنّها تغرس في قلوبنا معاني: العزة والحرية والإباء والاستقلال وقوة الإرادة، ويرسخ جذورها في أعماق قلوبنا.

لأنّها نابعة من القرآن الكريم، فمضامينها ومدلولاتها متوافقة مع الشرع بل أمر بها، وأصبح الإفصاح عنها في هذه المرحلة من أول الضروريات التي أمرنا الله بحمايتها.

لأنّها تمثل موقفا أمام ما تفعله أمريكا والكيان الصهيوني بالعرب والمسلمين في المنطقة، من احتلال للأوطان وقتل للناس وهدم للبيوت وتشريد للأسر ونهب للثروات وغيرها، فجاءت الصرخة كردة فعل طبيعي وموقف جاد في أدنى مستوياته، فالصرخة أخرجتني من حالة اللاموقف إلى حالة الموقف.

لأنّها تعتبر وسيلة فعالة من وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ استجابة لقول الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم: ” من رأى منكم منكرا.. فإن لم يستطع فبلسانه”.

لأنّها أخرجتني من حالة الصمت إلى حالة التعبير عن موقفي.

لأنّها وسيلة سلمية وشرعية وقانونية لكنها موجعة.

لأنّها تقلل من شحنات الغضب المتراكمة لدي على العدوّ في شكل هتافات، فأشعر أني قد أديت جزءا مما أستطيع في رفض مشاريع الطغاة وهيمنتهم على الشعوب.

لأنّها تبين للعدو اتساع رقعة السخط الجماهيري في أوساط الشعوب العربية والإسلامية، وزيادة توسعها يوما بعد آخر.

لأنّها تعبير عن حالة الرفض لما تفعله أمريكا و”إسرائيل” بنا من احتلال للأراضي المقدسة بفلسطين وشن حروب بربرية على شعوب المنطقة العربية كاليمن والعراق وسوريا ولبنان وغيرها، فهي تعبر عن حالة السخط الكامن في قلبي تجاه العدوّ الصهيوني المحتلّ الغاصب. كما أنها تذكرنا بالأراضي الفلسطينية المحتلّة لئلا ننساها مع مرور الزمان.

وتذكرنا بأن إسرائيل وأمريكا هم أعداؤنا وسيبقون أعداءنا ما داموا محتلّين أرضنا، فلا نغفل يوما من الأيّام ونعتبرهم أصدقاءنا، بل نجعلهم أعداءنا فقط.

ليس فيها ما يسيء للمسلمين بكافة مشاربهم أو تحمل الصغينة عليهم، فهي ليست موجهة ضدهم، بل ضد عدو المسلمين جميعا، بعكس الشعارات الأخرى: “لا حوثي بعد اليوم” مثلا، وما شابهها.

لأنّ ترديدها يجعلني في حالة يقظة مستمرّة.

لأنّها كشفت وتكشف المنافقين والعملاء الذين ارتموا في أحضان العدوّ الأمريكي، وذلك بمعارضتهم إياها وحربهم لها، وكشفت زيف ادّعاءاتهم الوطنية وشعاراتهم البراقة والزائفة التي حملوها باسم الدين والوطنية ولكنهم في الحقيقة حاربوا الدين وقفوا مع أعدائه، ودمّـروا الوطن باستجلاب أعدائه إليه.

لأنّ هذه الصرخة تغيظ أمريكا وإسرائيل، وأي عمل تعمله فيه إغاظة لأمريكا يعتبر جهادا في سبيل الله، وطريق مرضية.

لأنّها تعبئة ثقافية مضادة للغزو الثقافي الأمريكي التي استطاع أن يغزونا ثقافيّا ويهزم نفسياتنا، فجاءت هذه الصرخة كعلاج ناجع لهذا الغزو لتوقفه عند حده.

لأجل نربي أولادنا على عداوة أمريكا وإسرائيل ونظامهما من صغرهم وتنشئتهم على ذلك، بشحن معنوياتهم البغض الشديد للعدو، ولن يتم ذلك إلا بترديد هذه الصرخة، وليكبروا وهم معادين لها وساخطين عليها، ومستحقرين لها، وتولد في نفوسهم العزة والشموخ والإباء والحرية والكرامة، لئلا يهابوها مستقبلا فإذا واجهتهم أمريكا يكونون جاهزين لها ومستعدين لحربها فنفسياتهم ستكون حينها مرتفعة غير ضعيفة أو مهزوزة، نفسيات القوي المنتصر وليس نفسيات الضعيف المهزوم.

لأنّها كشفت زيف ادّعاءات النظام العالمي الجديد الذي يتغنى بالديمقراطية وحرية الرأي والتعبير عنه بالطرق السلمية، فلما قمنا بذلك عارضونا وحاربونا ومنعوها، لتعرفوا أن كـلّ ما ادّعوه كان زيفا وخداعا وكذبا وتضليلا، فلا هم حول الديمقراطية ولا هم يحزنون.

لكل حزب وحركة شعار يعبر به أو يختزل أهدافها، ولا أحد يعترض عليهم ولا يقول لهم لا شرق ولا ليل، وحتى الأنبياء والأئمة كان لكل واحد منهم شعارا يرفعه وترفعه أتباعه وجماهيره معه.

وأخيرا صرخت استجابة للعلم الشهيد القائد/ حسين بدرالدين الحوثي، رحمة الله عليه، كونه أحد عظماء هذا العصر، وعلمائه، وهداته، وأحد أعلام الهدى الذين أمرنا الله باتباعهم والسير خلفهم.

(0)

الأقسام: آراء