أنظمة وظيفية على وشك السقوط – بقلم: إبراهيم الحاج

مع كل هذا الترف السعودي..
وكل السفه الإماراتي
وكل هذا الجنون الصاخب..
الذي يتطلب الترقب من وحشة
ماظهر على السطح أكثر من أي وقت مضي وبما هو اقرب للطفرة..
في بلاد كان النفط فيها شراً محض.
ومع كل هذا السفه والجنون نحن ننظر إلى شعب مملكة آل سعود
وشعب الإمارات كإخوان لنا ، لا يؤخذون بجرم أنظمة تحكمهم…
ومثلهم نشعر بما يشعرون به من الغبن والقهر والوحشة من كل هذا الطيش والمجون.
لكن ما يبعث على التفاؤل..
أن  ما تعيشه تلك الأنظمة هي إرهاصات ومؤشرات تحول قادم
هذا التحول المرهق الذي شق على الناس انتظاره ..يجري كما تجري السنن…
سنن الإمبراطوريات التي تشيخ
والممالك التي تهرم
والأنظمة المرهقة بالفساد والإفساد.
والقهر والإذلال المصاحب لتلك التحولات ليس بجديد…
هكذا تنتهي الممالك وهكذا يبدأ عصر جديد.
نعم…نحن في زمن الترقب لتحولات عملاقة ستفضي بالمنطقة العربية لوضع جديد ، ينتهي معه دور دول وظيفية في الفضاء العربي.
الإمارات التي بلغت الثريا مالاً وفسادًا يوشك أن ينتهي دورها مع تقهقر التأثير الأمريكي في المنطقة والعالم كما يفصح عن ذلك سيمور هيرش في أكثر من مناسبة.
السعودية ذات الدور الوظيفي الأبرز والموكلة بخلخلت البنية العربية الثقافية الدينية الاجتماعية والاقتصادية على وشك السقوط ، إذ يبدو دورها الوظيفي المرسوم قد وصل منتهاه ، حيث لم تعد قادرة على التأثير في المنطقة كما كانت مع سقوط ورقة التوت التي كانت تتوارى خلفها بتقديم نفسها حامية الحمى العربي والإسلامي وكخادم للحرمين الشريفين ، فيما بدت المفارقة اليوم صارخة في الذهنية العربية والإسلامية مع تأكد الأدوار المشبوه لهذا النظام الذي مارس دورا تخريبياً هائلاً في محيطه العربي بل ووصل عبثه إلى دول العالم الإسلامي حاله كحال الإمارات.

والأردن الكيان المصطنع على حساب الدولة الفلسطينية التاريخية وإحدى ثمار سايكس بيكو الذي يستظل بظل خدمة الأمريكان في أكثر من مناسبة وتاريخه حافل للأسف.
في ما يظهر مشروع رام الله عباس النفعي وقد تقزم في زاوية المشهد المقاوم حيث تتأكد قناعات الشارع الفلسطيني أن خيار الحسم لا علاقة له بمربع أبو مازن والمصالح الضيقة ومهاترات سلطة لا وجود لها واقعاً..
أما إسرائيل فالصورة واضحة للعيان ، تقربها حقيقة تقارير ومؤشرات السقوط الصهيوني من الداخل حيث تتراجع عقيدة القتال وتتراجع أحلام المستوطنين بعيدا عما كانت تعد به منظمات الهجرة الصهيونية من رفاه وأمن ، قام عليه هذا الكيان النفعي المصالحي ، فيما تترسخ قناعات المستوطن بما تدعمه ثقافة وأدب صهيوني تكرس فكرة الرحيل وإن أظهر ساسة الكيان عكس ذلك ، لكنها الحقيقة التي تصرخ في آذانهم بأنهم على وشك الرحيل ، والذي على أساسه سينتهي هذا المشروع الذي لاعلاقة له بوطن أو وطنية أو انتماء .
لقد تقزم المشروع الصهيوني منذ زمن طويل ، ومنذ بداية القرن كانت الصورة واضحة ؛ كيان كان يحلم بدولة ما بين النهر والبحر يتراجع لما خلف الأسوار والجدار العازل؟!!.
لقد كانت المؤشرات تقول منذ زمن أن هذا الكيان يتآكل من الداخل كما تتآكل شرعية الأنظمة الوظيفية العربية من الداخل أيضاً…
لم يعد لدى هذه الأنظمة ما تقدمه…وما يجمعهم اليوم أنهم ينتظرون السقوط.

(2)

الأقسام: آراء