عن السفارة السعودية في تل أبيب: لماذا ينشغل انور عشقي بإسرائيل؟

تقارير|المراسل نت:

حافظ الجنرال السعودي المتقاعد انور عشقي والمقرب من النظام إثارته للجدل وإطلاقه للتصريحات الصادمة بالانفتاح على اسرائيل لدرجة انه يربط استغلال العرب لثروات بلادهم بالسلام مع تل أبيب.

وخرج الجنرال عشقي على الشارع العربي بتصريح جديد قال فيه أن السعودية ستفتح سفارة لها في تل أبيب في حال قبلت مبادرة السلام العربية. الكلام أثار تساؤلات متعددة منها لماذا يتحدث عشقي بثقة عن خطوات وقرارات يفترض أنها من اختصاص الدول فيما لم يعد يحمل أي صفة رسمية؟

لم يقتصر الجدل الذي يحدثه الجنرال عشقي على الشارع والاعلام العربي بل تعداه الى الاعلام الاسرائيلي حيث أوردت صحيفة “جيروزاليم بوست” الاسرائيلية في تقرير لها ما تحدث به عشقي لقناة الجزيرة عندما سئل متى ستفتح السعودية سفارتها في تل أبيب؟ فأجانب على المذيع: عليك ان تسأل نتنياهو!

وأضاف أنه إذا أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه يقبل المبادرة العربية، فالمملكة سوف تبدأ على الفور في إنشاء سفارة لها في تل أبيب.

اللواء المتقاعد أنور عشقي يرأس حالياً “مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والسياسية بجدة” في يونيو/حزيران 2015 شارك في ندوة مجلس العلاقات الخارجيو بواشنطن بحضور ودوري غولد (مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية وأحد كبار مستشاري بنيامين نتنياهو) وتحدث فيها عن الحقل النفطي الواعد في الربع الخالي بأنه سوف يُلزم مجلس التعاون الخليجي واليمن أن تتحد لحمايته وحماية مكتسباتها، وهذا الاتحاد سوف يكون أو يجب أن يكون على شاكلة الدستور الأمريكي الذي وحد أمريكا ومنحها الديمقراطية.

وقال أنه يتطلب بناء جسر بين القرن الإفريقي والجزيرة العربية هو جسر النور الذي يربط بين مدينة النور في جيبوتي ومدينة النور في اليمن.

لكن الغريب أن اللواء عشقي ربط تنفيذ تلك المشاريع بعدة شروط هي:

أولا: تحقيق السلام بين العرب وإسرائيل.

ثانيا: تغيير النظام السياسي في إيران.

ثالثا: وحدة مجلس التعاون الخليجي.

رابعا: تحقيق السلام في اليمن وإحياء الميناء الحر في عدن، لأن ذلك سوف يحقق التوازن الديمغرافي للعمالة في الخليج.

خامسا: إنشاء قوة عربية بمباركة أمريكية وأوروبية لحماية الدول الخليجية والعربية والمحافظة على الاستقرار.

سادسا: السرعة في إرساء قواعد الديمقراطية بثوابت إسلامية في العالم العربي.

سابعا: العمل على إيجاد كردستان الكبرى بالطرق السلمية، لأن ذلك من شأنه أن يخفف من المطامع الإيرانية والتركية والعراقية التي ستقتطع الثلث من كل دولة من هذه الدول لصالح كردستان…)انتهت المداخلة(.

ويومها تساءل كثيرون لماذا يرى اللواء عشقي ان العرب لن يتمكنوا من استغلال ثرواتهم الا بالسلام مع اسرائيل بل واعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط؟

اللواء عشقي قال ان لقاءه بالمسؤول الاسرائيلي جاء بالصدفة فعلق الكاتب العربي عبدالباري عطوان على ذلك بالقول:”الدكتور عشقي وصف اللقاء بأنه صدفة، وقال انه التقى غولد بصفته رئيسا لمركز القدس للابحاث، وليس كمسؤول اسرائيلي، ولكن الدكتور عشقي نسي ان هذا اللقاء لا يجوز ان يتم في وقت تتصاعد فيه المقاطعة الاكاديمية لاسرائيل واساتذتها وجامعاتها، على طول امريكا واوروبا”

واضاف عطوان قائلا:”لقاء الدكتور عشقي بدوري غولد اليميني المتطرف ليس جديدا، فقد اكد الاخير انه الخامس على الاقل بين الرجلين، مما يضع رواية الدكتور عشقي عنه موضع الكثير من التساؤلات، وعلامات الاستفهام، خاصة انه رجل يقدم نفسه على انه اكاديمي متخصص يؤمن بالموضوعية والمهنية في الطرح”

واعتبر عطوان ان “خطورة مثل هذه اللقاءات السعودية الاسرائيلية حتى لو جاءت ذات طابع “اكاديمي”، تأتي من كونها تتم بضوء اخضر من السلطات السعودية، وربما بتشجيع منها، فالذين يعرفون طبيعة المملكة، وطريقة عمل دائرة صنع القرار فيها، يدرك جيدا انه من المستحيل ان يقدم شخص في مقام الامير تركي الفيصل او اللواء انور عشقي على مصافحة او عقد لقاء سري، او علني، مع مسؤولين اسرائيليين، او غير اسرائيليين، دون التشاور او التنسيق المسبق مع “ولي الامر” في بلاده.”

(242)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,تقارير المراسل