بعد فتح مكتب طارق عفاش السياسي بتعز.. هل رضخ حزب الإصلاح لأطماع الإمارات؟

 

 

المراسل / متابعات

 

 

بدأت قوات المرتزق طارق عفاش، السبت، ترتيبات للزحف على مواقع قوات الإصلاح في مدينة تعز، جنوبي اليمن.

جاء ذلك، بعد أقل من 48 من تدشين طارق رسميا إفتتاح فرع لمكتبه السياسي وسط المدينة، آخر معاقل الإصلاح.

وأكدت مصادر مطلعة أن قوات طارق المتمركزة في تخوم المديريات الساحلية، تستعد للتقدم بإتجاه مواقع محور تعز الخاضع للإصلاح في الريف الجنوبي الغربي للمدينة.

وأوضحت المصادر أن التحركات العسكرية لقائد الفصائل الإماراتية بالساحل الغربي، تمهد لاستلام مواقع الحزب وسط المدينة، بشكل رسمي.

وكانت قواته قد استحدثت الأيام الماضية، معسكرًا جديدًا في مدينة التربة، لإستقبال مجاميعها القادمة من الساحل الغربي، حيث سيتم نشرها كبديلة لفصائل الإصلاح، والذي أبدى رضوخا تاماً أمام تلك التحركات.

وتأتي هذه التحركات، تزامنا مع مساعي إماراتية سعودية لتقويض الإصلاح من واجهة المشهد العسكري والسياسي، بعد الإطاحة برموزه من هرم السلطة.

هذا ودشن المرتزق طارق عفاش أبرز قادة الفصائل المسلحة الموالية للإمارات آخر الأسبوع الماضي مكتبه السياسي في تعز وهيالمدينة التي طالما راهن الإصلاح على أنها معقله الحصين، منذ بسط سيطرته عليها بعد أشهر من اندلاع الحرب التي تشهدها البلاد، وخاض معارك عنيفة مع الجماعات المتعددة من السلفيين، طيلة السنوات الماضية، في سبيل الاستئثار بالسيطرة على هذه المحافظة، كأهم معاقله.

وفيما بدا الحنق واضحا لدى بعض قياديي وناشطي حزب الإصلاح من تدشين طارق عفاش مكتبه السياسي في تعز، عفاش والذي يأتي تأكيداً أن هذا التحرك جاء بدعم مباشر من التحالف، وخصوصا الإمارات، مِن أجلِ تسليم طارق صالح، المعروف بولائه المطلق لها، الملف العسكري والسياسي في المدينة، معتبرين هذه الخطوة امتدادا للمخطط الذي تمضي فيه الإمارات لتمكين القوات الموالية لها في جميع المديريات الواقعة في نطاق السيطرة الاسمية للحكومة المعترف بها دوليا.

ورغم ما يحمله افتتاح القوات الموالية للإمارات بقيادة مرتزقها مكتبها السياسي في تعز من استفزاز لحزب الإصلاح، إلا أنه لم يصدر عن الحزب أي موقف رسمي إزاء هذه الخطوة التي لا يمكنه تجاهل ما وراءها كما يعلم جيدا وما هي تبعات هذه الخطوة التي  لا شك أن التحالف وبالاخص الإمارات كانت قد وضعتها ضمن أجندتها منذ سنوات، وكانت فقط تنتظر الوقت الذي يكون فيه الإصلاح الذي تعتبره خصما لدودا جاهز لتلقي الضربة دون إبداء أي اعتراض

لقاءات طارق والإصلاح

مراقبون قالوا إن عدم إبداء حزب الإصلاح أي موقف تجاه تدشين المكتب السياسي التابع لقوات طارق صالح المدعومة إماراتيا في مدينة تعز، يعد مؤشرا على حالة من الرضوخ وصل إليها الإصلاح، بعد ما قام به التحالف من تقليم أظافره وتقويض سيطرته في عدد من المناطق التي كان يعتبرها ضمن حصته في مسلسل التقاسم الحاصل بين الأطراف

الموالية للتحالف في السلطة والثروات.

المعروف أن حزب الإصلاح ظل خلال السنوات الماضية من عمر الحرب رافضا لتواجد أي كيان آخر يشاركه السيطرة على تعز، وخاض في سبيل ذلك العديد من المواجهات، كان أبرزها تلك المواجهات التي دارت بين مسلحي الحزب وجماعة أبو العباس السلفية الموالية للإمارات، وانتهت بخروج الاخير من مدينة تعز باتجاه الحجرية في العام 2018، وهو ما لم يكن كافيا من وجهة نظر الإصلاح، حيث دفع بقواته إلى الحجرية، وبدا مستعدا لجولة جديدة من المواجهات في المنطقة التي سادت فيها حالة من التوتر، انتهت بتهدئة أزيح خلالها أبو العباس عن المشهد.

وجاء تدشين طارق صالح لمكتبه السياسي في تعز، عقب عقده قبل أيام، سلسلة اجتماعات مع قيادات عسكرية رفيعة في حزب الإصلاح، وهو ما بدا مؤشرا على أنه يتم الترتيب لمكين القوات الموالية للإمارات بقيادة طارق صالح عسكريا في المناطق التي يسيطر عليها الإصلاح بالمحافظة، لا سيما وأن هذه التطورات، تزامناً مع استحداث قوات طارق الموالية للإمارات معسكراً جديدًا في مدينة التربة، جنوب غرب تعز.

(1)

الأقسام: الاخبار,المراسل السياسي,اهم الاخبار