اللوبي الصهيوني يشتري أصوات أعضاء الكونجرس الأمريكي كما يشتري الجلاب الغنم

المراسل : تقرير

قوبلت الهجمة العسكرية الأمريكية البريطانية على اليمن فجر الجمعة ١٢ يناير الجاري، بهجوم واسع من قبل أعضاء مؤثرين وبارزين في الكونجرس الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، والذين اعتبروا التدخل الأمريكي العسكري في اليمن بأنه تجاوز خطير من الرئيس جو بايدن للدستور الأمريكي وتجاوز لصلاحياته واستخفاف بالشعب الأمريكي وممثليه في الكونجرس ، غير أن هذا التجاوز ليس الأول ، فهناك ما يقد يلجأ إليه رؤساء أمريكا بعيدًا عن غرفتي الكونجرس الأمريكي ، ترتبط بمصالح ومنافع خاصة كما حصل في ضربة بايدن الأخيرة لليمن، حيث كانت ترتبط بالرد على الحزب الجمهوري أو بعض أعضائه الذين اتهموه بالخوف من إيران ، فضلا عن أن هذا التحرك ضمن  دعايات الانتخابات الامريكية القادمة.

مع هذا كان هناك سخط لدى بعض نواب الحزبين الجمهوري والديمقراطيين حيث برزت ردود الفعل لأعضاء شنوا هجوما ضد بايدن بسبب الضربة الأمريكية على اليمن والتي قال البعض عنها إنها ستدخل واشنطن حربا تستمر لعقود.

وهذا ما ظهر في مواقف النائبة الديمقراطية الأميركية رشيدة طليب التي أكدت أن “الشعب الأميركي تعب من الحرب التي لا تنتهي”.

كذلك موقف النائب مارك بوكان، وهو من الحزب الديمقراطي وقوله بأن الولايات المتحدة الأميركية لا يمكن أن تخاطر بالتورط في صراع آخر يستمر لعقود من الزمن، من دون إذن الكونغرس.

مع تأكيد النائب الأميركي عن الحزب الديمقراطي رو خانا أنّ الرئيس الأمريكي بايدن يحتاج إلى الحضور إلى الكونغرس قبل توجيه أي ضربة في اليمن وإشراك المجلس في صراع آخر في الشرق الأوسط ، حيث تنص  المادة الأولى من الدستور على ذلك .

وشدّدت عضو مجلس النواب الأمريكي فاليري هويل على هذا الأمر أيضاً، مشيرةً إلى أنّ على كل رئيس أن يأتي أولاً إلى الكونغرس ويطلب التفويض العسكري بصرف النظر عن الحزب الذي ينتمي اليه.

لكن النائبة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي باربرا لي، دعت ليس للمجيء والتفويض بل لوقف إطلاق النار الآن في غزة من أجل منع تصعيد العنف الذي وصفته بالقاتل والمكلف والكارثي في المنطقة.

وهذه النائبة كانت قد صوتت ضد الحرب في العراق…وقناعتها أن العنف لا يولّد إلا المزيد من العنف.

وسخر النائب الأمريكي السابق جاستن أماش من الرئيس بايدن بالقول “إذا كان لدى الرئيس بايدن الوقت الكافي لتشكيل تحالف متعدد الجنسيات للتخطيط وتنفيذ الضربات في اليمن ، فحتماً سيكون لديه الوقت الكافي للحصول على تفويض من الكونغرس والحصول عليه كما يتطلب دستورنا…فمن دون هذا التفويض، يعتبر أي عمل عسكري غير دفاعي “غير دستوري وغير قانوني”

كذلك كانت مواقف عدد من النواب أمثال السيناتور راند بول ، والنائبة براميلا جايبال ، وسمر لي وكوري بوش.

وكشف تحليل أجرته صحيفة الغارديان البريطانية، لبيانات متعلقة بالحملات الانتخابية في الولايات المتحدة، أن أعضاء الكونغرس الذين أظهروا دعما أقوى لـ “إسرائيل” في بداية حربها على قطاع غزة، تلقوا 100 ألف دولار في المتوسط من المانحين الموالين للكيان خلال الانتخابات الأخيرة ، أكثر مما حصل عليه منافسوهم الذين دعم أغلبهم فلسطين.

وأوضحت الصحيفة أن من تلقوا أموالا أكثرهم ممن طالبوا الحكومة الأميركية في أغلب الأحيان بتقديم دعم عسكري لإسرائيل، والوقوف إلى جانبها في حربها على غزة، حتى في ظل ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين في القطاع.

ويرى خبراء، في مجال تمويل الحملات الانتخابية الذين اطلعوا على البيانات، أن إنفاق المانحين أسهم في زيادة دعم الكونغرس الهائل لإسرائيل.

وقارن التحليل المساهمات التي قدمتها الجماعات والأفراد الموالون لإسرائيل إلى كل عضو تقريبا في الكونغرس الحالي، مع التصريحات الصادرة من كل مشرِّع منهم عن الحرب في غزة حتى منتصف نوفمبر الماضي

وذكرت الغارديان أن نحو 82% من أعضاء الكونغرس كانوا أكثر دعما لإسرائيل، في حين أظهر 9% فقط دعمهم لفلسطين خلال الفترة نفسها، أما البقية فكانت لهم آراء “متباينة”.

وكشفت الصحيفة أن المشرعين المصنفين على أنهم مؤيدون لإسرائيل، حصلوا على 125 ألف دولار في المتوسط خلال حملاتهم الانتخابية الأخيرة، في حين تلقى الموالون لفلسطين على نحو 18 ألف دولار في المتوسط.

وأضافت الصحيفة أن حجم إنفاق المانحين واتساع نطاقه كان كبيرا، حيث نال أعضاء الكونغرس الحاليين ما مجموعه 58 مليون دولار، وتلقى جميعهم تبرعات ما عدا 33 منهم.

ووفقا لتقرير الغارديان، فإن لمساهمات المانحين أهدافا مختلفة اعتمادا على عضو الكونغرس نفسه.وفي ذلك تقول سارة براينر، المتحدثة باسم منظمة “أوبن سيكريتس”، التي تراقب الإنفاق على الحملات الانتخابية الأميركية، إن التبرعات قد تكون ذات طابع “دفاعي” أو تهدف لزيادة الدعم لحلفائهم داخل الكونغرس ممن يشاطرون مموليهم تأييدهم لإسرائيل.

(144)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل