استمرار العدوان على اليمن لن يغير من معادلة البحر الأحمر …صنعاء لن تسمح لإسرائيل بالمرور

المراسل : تحليل

بعد ساعة من عدوانهم على اليمن أعلن الأمريكان والبريطانيين ان عملياتهم انتهت لكن سرعان ما تعرضت صعدة والحديدة لغارات وبعد ذلك تجددت الغارات على الحديدة وصولاً الى غارات جديدة ، وكلها بعد الاعلان عن انتهاء العملية بل إن الامريكي أعلن سابقاً وقد يعلن لاحقاً أنه لم ينفذ عمليات عسكرية في اليمن وهكذا يكذبون دون توقف.

بالأمس وما قبل الأمس تحليق مكثف لطيران العدو الأمريكي على مقربة من الأجواء اليمنية والمناطق الساحلية في عدوان مستمر على الجمهورية اليمنية ، وانتهاك صارخ للسيادة الوطنية.

ومقابل هذه الحماقة الأنجلو- أمريكية وبعد مائة يوم من العدوان الإسرائيلي على غزة تؤكد صنعاء أن الإجراءات العدائية من قبل أمريكا ضد اليمن لن تمنع القوات المسلحة من مواصلة تنفيذ التزامها الديني والإنساني والأخلاقي الداعم للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة باستمرار استهداف السفن التابعة لكيان العدو والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.

حيث أكد الرئيس المشاط مجددًا ثبات مواقف اليمن من مواجهة الكيان الصهيوني الظالم ودعم أهالي قطاع غزة المظلومين.

فيما علق نائب وزير الخارجية حسين العزي  بالقول “يمكن لأمريكا وبريطانيا الإنتحار قبل رؤية سفن الكيان الصهيوني، أو أية سفن تعبر لموانئ فلسطين المحتلة، ولاشك بأن العدوان الأخير ستكون نتيجته صاعقة لهم.

تآكل القدرة الأمريكية

والأكيد في الفعل الأمريكي العدواني على اليمن أن هذه القوة قد فقدت استراتيجية الردع والهجوم المؤثر وبفضله تآكلت قدرة أمريكا على التأثير وانتقلت من حروب الوكالة للحرب بنفسها، وهذه المرة أظهرت أن ما يملكه الأمريكيون من قوة شاملة لم يكن هائلا وعظيما مثلما كان يُعتقَد، بل مجرد ذخيرة تضرب أهداف وهمية وجبال وهضاب لا تحوي شيئا..

حيث جاء الاعتراف الأمريكي أنهم أخطأوا أهداف الحوثيين وأن هناك تقصير من المخابرات في رصد الأهداف التي ضربوها

وإذا كانت بعض وسائل الإعلام تتحدث أن اليمن هدد بإغلاق مضيق باب المندب فإن اليمن مرارًا وتكرارًا قد أكدت أن الملاحة آمنه لكل الدول عدا كيان العدو والسفن التي تعمل لصالحه فحسب ، إلا أن التصعيد الأمريكي في البحر الأحمر والعدوان على اليمن سوف يؤدي الى تحويل جنوب البحر الأحمر إلى منطقة اشتباك عسكري وهذا سيؤدي وبشكل تلقائي إلى توقف حركة التجارة العالمية.

مزيد من الضغط على الكيان

هذا التصعيد الأمريكي وافتعال معركة مع صنعاء في البحر الأحمر ، متوقع أن تكون واشنطن تعمدت حصوله ، حيث سيعني هذا أن تتحول السفن التجارية دون استثناء نحو رأس الرجاء الصالح ومع زيادة تكاليف الشحن والتأمين فقد يدفع هذا لمزيد من الضغط على صنعاء لكن هذا في قاموس قيادة اليمن الثورية والسياسية لن يحصل،  مادام العدوان على غزة مستمرًا.

هذا ما سيعكس التأثير ومجال الضغط على إسرائيل ، حيث أظهرت كثير من الدول استجابة بل وتفهماً لموقف صنعاء الذي يعبر عن قيم الإجماع الإنساني الحضاري .

إذ أن معادلة صنعاء في البحر الأحمر منطقية ، وتشترط القليل لعودة ملاحة البحر مفتوحة كما كانت قبل ، بمجرد أن يدخل الغذاء والدواء ويتوقف القصف على غزة ، تكون الملاحة قد عادت كما كانت.

اللوبي والقرار الأمريكي

مع هذه المعادلة البسيطة تبدو واشنطن محكومة بقوة تأثير اللوبي الصهيوني الذي بدأ يفقد الكثير من سطوته على الأمريكان والغرب وهذا ما ظهر جلياً في مستوى الوعي الشعبي الأمريكي والغربي ، ورفض النخب هناك لاشكال وممارسات السيطرة والتأثير اليهودي على الحياة.

مع ذلك تستميت تلك القوى اليهودية لإجبار أمريكا على الانقياد لطموحاتها ورغباتها فيما تبدو عوامل الضغط على صانع القرار الأمريكي مقابل رفض تل أبيب لمتطلبات المرحلة أمريكا.

هذا ما قد يقود واشنطن نحو ساحة عنيفة جدًا ترى اسرائيل أنها وسيلتها الوحيدة للنجاة من كابوس الانهيار والزوال ، فيما يبقى السؤال الأهم عن قدرة النخب والمؤثرين في المشهد الأمريكي على تلافي الوضع والأخذ بزمام السياسة بعيدًا عن الفوضى التي تبدو مؤشراتها غير مبشرة للولايات المتحدة الأمريكية.

(1)

الأقسام: الاخبار,المراسل العالمي,اهم الاخبار,عاجل