الكاتب والمفكر “عبدالرحمن مراد” في حوار خاص مع صحيفة المراسل: مستقبل السعودية غائم وضبابي يذهب إلى الفناء والتلاشي

حوار: إبراهيم الحاج

▪︎هددت واشنطن صنعاء بالقول أنها تمتلك الخيار وستتحمل المسؤولية في حال عدم وقف حصار السفن الاسرائيلية …لأكثر من مرة تضع واشنطن نفسها في مواقف محرجة بإصرارها على المضي في البحر الأحمر رغم الخيبات المتكررة…ما دلالات هذا التكرار العقيم؟

أولاً علينا أن ندرك أن من يدير أمريكا ويتحكم في قرارها هو اللوبي الصهيوني , وهذه الحقيقة ليست من اليوم بل قديمة , ولذلك كل الإدارات التي توالت على البيض الأبيض على ولاء مطلق للوبي , اليوم تكشف أمريكا عن حقائق ظلت غائبة لأزمنة , مثلما كشفت الغطاء عن ثورات الربيع العربي وعن العلاقة بالجماعات الدينية كالقاعدة وداعش والاخوان وكل ما يتفرع عنهم وعن المعامل البيولوجية التي كانت ترعب بها العالم منذ تفردت بحكم العالم بعد انهيار القطب الشرقي عام 1990م .

أمريكا وفق كل التقديرات تذهب اليوم الى الفناء المؤجل فالمعلومات التي تسربت عن أساليبها وسياساتها مع العالم كشفت للعالم حجم التضليل والزيف والغبن والاستغلال الذي مارسته وتمارسه ضد شعوب العالم ، حتى الفيروسات كانت تصنعها من أجل تنشيط السوق العالمية وممارسة الإرهاب النفسي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي .

وموقف أمريكا اليوم مما يحدث في غزة يأتي ضمن سلسلة الانهيارات التي تتوالى للصورة النمطية التي رسمتها في أذهان العالم , وكل انهيار يبدأ من هدم النظام العام والطبيعي ومن بعد ذلك تبدأ الفوضى وحالة اللاانتظام في الأشياء وهذا أمر ملحوظ من خلال تضارب التصريحات من العدوان على اليمن الذي بدأته أمريكا مع بريطانيا ضمن تحالف “حراس الازدهار” فجر يوم الجمعة غُرة شهر رجب , ففي حين يتم الإعلان بانتهاء العملية العسكرية تخرج بعد ساعات تصريحات مناقضة تقول إذا لم يفهم الحوثي الرسالة سيتم توسيع دائرة الاهداف أو تجديدها , هذا التضارب دال على تداعيات في جدران النظام الرأسمالي الذي تديره أمريكا وهو غير معهود في تاريخ النظام منذ تفرد بحكم العالم .

                                           

▪︎الواضح أن الجرأة والعنجهية الأمريكية لم تعد تتناسب ومعطيات الواقع ، وهذا ما أشار إليه “سيمور هيرش” عن تراجع حظوظ الهيمنة العالمية؟

أمريكا اليوم لم تعد كما كانت بالأمس فهي اليوم تواجه مشروع عالم متعدد الأقطاب تقوده روسيا والصين وقد لا حظنا حجم التململ في العالم بعد حرب أوكرانيا وتداعيات الاقتصاد والنظم العامة في جزيرة القرم ومدى تأثر مجموعة الست مما يحدث في أوكرانيا , وفي ظني أن ما يحدث في المنطقة العربية ليس أكثر من هروب أمريكا من هزائمها المتوالية في مواجهة هذا المشروع , وقد دل التخبط وعدم الانتظام في مواقفها وفي سياستها على الصدمة الكبيرة من انفراط العقد الذي كانت تحكم سيطرتها عليه في العقود الماضية , كما دل انتقال أمريكا الى المشروع الاجتماعي لما بعد الحداثة على حالة تناقض وتضاد مع المجتمع التقليدي القائم على المبادئ والقيم , كل المعطيات التي تنتهجها أمريكا اليوم سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو العسكري أو الثقافي تفضي الى التفكك والتشظي والانقسام ولن تكون رقماً كبيرًا في المستقبل المنظور , فالتأثير في المستويات الحضارية سيكون لجهات ذات تأثير كبير هي اليوم في طور تمتين الرؤية الأخلاقية والقيمية التي تحفظ للإنسان كرامته في حين تذهب أمريكا إلى تحلل فكرة القيم بالاشتغال على فكرة مجتمع ما بعد الحداثة القائم على الحرية المطلقة وحيوانية الإنسان التي تحط من قدره وهذا تجديف ضد فطرة الله في خلقه وهو أمر ترفضه الكثير من الشرائع ويرفضها الإنسان نفسه لأنها لا تتسق مع فطرته .

▪︎مؤشرات التراجع الأمريكي واضحة اليوم ، اقتصادياً ، عسكرياً سياسياً للحد الذي لا تعرف فيه إدارة البيت الأبيض أن وزير دفاعها أدخل المستشفى؟!!

كانت أمريكا تدعم اسرائيل ولكن لم يكن أحد يشعر بذلك لأنها كانت تدير دعمها بما يظهر حياديتها في التعامل مع قضايا العالم , اليوم تبدو أمريكا مرتبكة ومتخبطة ولم تعد تجديها وسائل التضليل التي استخدمتها ضد قوى التحرر في العالم والرافضة لثنائية الهيمنة والخضوع لها , العالم يتحدث اليوم عن ذلك التضليل الذي مارسته ضد العراق وذهب ضحيته الكثير من البشر والتضليل الذي مارسته ضد سوريا وغيرها من دول العالم , كل ذلك كان يصب لمصلحة اسرائيل لكن بغطاء قيمي وإنساني. اليوم لم تعد تلك الوسائل مجدية فذهبت الى بيان الحقيقة التي هي عليها في باطن التفاعلات مع قضايا العالم .

▪︎الفريق القانوني لجنوب أفريقيا يقول أنه يقاضي اسرائيل بالأصالة عن الكثير من الفلسطينيين الذين يتعرضون للقتل في غزة…هل يرتبط هذا الموقف الشجاع لجنوب أفريقيا بكونها عاشت ذات يوم نفس التجربة؟

جنوب أفريقيا عاشت ظلماً فادحاً من قبل النظام الرأسمالي العنصري”الأبرتايد” وخاضت نضالاً مريرًا حتى تنفست الحرية ولعل نيلسون مانديلا أصبح رمزًا إنسانياً في التحرر وقيم الخير والعدالة .ولا يشعر بالظلم الذي يتعرض له شعب فلسطين سوى من عاشه , ولذلك قال رئيس جنوب أفريقيا إنه يشعر بالفخر كما لم يشعر به من قبل وهو يناصر المظلومين في غزة .

                                  

▪︎أنت كمفكر…كيف تفسر خروج آلاف المظاهرات والمسيرات حول العالم تأييدا للفلسطينيين…وتراجع النفوذ اليهودي ، منظمات وجمعيات ومعاهد في توجيه الرأي العام الأمريكي أولاً والغربي ثانياً؟

الإنسان وفق فطرته يرفض الظلم , وكل فطرة سليمه ترفضه, وما يحدث في غزة تجاوز حدود المعقول ووصل الى التوحش وتعامل الغاب , ومن الطبيعي أن يعبر الضمير الانساني عن رفضه لمثل هكذا توحش وتنمر وغابية , فضلاً أن شيوع الوعي وانكشاف الكثير من الهالات التي كانت تحجب رؤية العالم للمظالم , وعدم قدرة الصهيونية وأمريكا على ممارسة التضليل على وعي العالم .

                              

▪︎هل كان لوسائل التواصل الاجتماعي برإيك التأثير الأساس في كشف واقع الصهيونية وتعاملها مع الشعب الفلسطيني…أم أنها تراكمات نقلها أحرار الغرب ممن زاروا فلسطين ورأوا واقع التمييز والاضطهاد والإبادة بحق الفلسطينيين بما فيهم شهادات حقوقيين وصحفيين غرب وأمريكان؟

العالم أصبح قرية صغيرة والمعلومات تتدفق دون سيطرة من مراكز القرار ودون تحكم بها والتطبيقات الاجتماعية تلعب دورا محوريا وأساسياً في وصول المعلومات وتدفقها ومن الصعب السيطرة عليها اليوم , وحين تصل المعلومات إلى الأفراد والجماعات فبالضرورة تستجيب الفطرة وتحدد المواقف , ولذلك نستطيع القول اليوم أن الوضع الانساني في غزة وفي فلسطين وصل إلى الرأي العام العالمي الذي خرج تعبيرا عن موقفه الرافض لحرب التهجير والإبادة في غزة وحشر النظام العالمي والصهيونية في زوايا أخلاقية ضيقة لا تستطيع منها فكاكا .

▪︎برأيك لما خرجت وثائق جزيرة أبستاين بهذا التوقيت…هل وصل الأمريكان لمرحلة السخط العالمي من استمرار ضغط اللوبي الصهيوني وسيطرته على الحياة في أمريكا؟

لم تخرج فكرة مشروع عالم متعدد الأقطاب إلا تعبيرًا عن هذا السخط التي تشير إليه في مضمون السؤال , فاللوبي الصهيوني لا يسيطر على الحياة في أمريكا فقط بل يفرض قيودًا على الحياة في العالم كله عن طريق أمريكا , ولو عدنا بالذاكرة قليلاً للوراء لرأينا كيف كانت أمريكا تحكم العالم وتغير من نظمه السياسية والاجتماعية والثقافية باسم حقوق الإنسان لكن فكرة حقوق الانسان ماتت حين أصبحت الصهيونية في محك الاختبار في فلسطين .

▪︎في ضوء ما يحصل في البحر الأحمر برأيكم ما خيارات الأمريكيين والغرب إذا كانت صنعاء قادرة في كل الأحوال أن تستمر في حصار سفن إسرائيل بل وحتى إغلاق مضيق باب المندب أمام الملاحة…؟

أمريكا في غالب الأحوال لابد أن تلجأ الى ضربات عسكرية خاطفة حتى تحفظ ماء وجهها وتحفظ هيبتها لكن مصالح العالم وأمريكا تقف حائلا دون دخول أمريكا في حرب طويلة المدى تكون من آثارها تهديد أمن الملاحة الدولي ونتائجها ستكون كارثية , وكعادتها سوف تلجأ الى الحرب الناعمة وتنمية عوامل الصراع والشقاق وستعمل جاهدة على فكرة عدم استقرار اليمن ، وهذا أمر وارد وفق كل المعطيات للسياسة الامريكية وتجلياتها في سوالف الأيام والعقود .

                                   

▪︎مَن مِن دول الغرب ترى في هذا مصلحة مع تاريخ التنافس الغربي الطويل على طرق التجارة والسيطرة البحرية…؟

من دول الغرب لا أرى مصلحة لأي دولة لكن ثمة مصلحة ستكون لروسيا والصين والهند كقوى تشكل محورًا جديدا مهددا لأمريكا واقتصاد أمريكا وقطبية أمريكا.

                                         

▪︎مع ما يحصل اليوم هل يمكن القول أن واشنطن وقعت في مستنقع اليمن مباشرة؟

نعم وقعت بشكل مباشر ووقعت قبل ذلك بشكل غير مباشر من خلال العدوان الذي شنه التحالف العربي على اليمن وكانت النتائج يقظة الوكلاء الذين رأوا من مصلحتهم عدم المشاركة في تحالف حارس الازدهار ويدعون أمريكا اليوم إلى ضبط النفس وسبق لهم التواصل مع روسيا والصين وهو أمر لم يكن يدُر في حسبان الأمريكان وثمة إشارات تقول برفض الوكلاء في المنطقة العربية لبعض سياسات أمريكا وهو أمر غير مسبوق في تاريخ العلاقات .

ما حدث في اليمن على مدى تسعة أعوام ترك آثارًا وندوبا على وجه أمريكا ومن شايعها رغم مأساويته وحجم الدمار الذي احدثه لكنه ترك ثغرة في جدار النظام العام والطبيعي والعالم كله اليوم يجني ثمارها وليس اليمن وحده .

▪︎ما موقع أوروبا العجوز اليوم من كل هذا ؟

أوروبا أصبحت كتابع أمين فهي مظلة أمريكا في مجموعة الست زايد واحد وتدير مصالحها ولم يعد لها من أثر يذكر .

▪︎كيف تقرأ المواقف العربية بدء بالخليج …ما مستقبل السعودية مع ازدواجية تحركها بين محوري واشنطن ، بكين موسكو؟

المواقف العربية في دول الخليج كانت مخزية ولا تليق بهم , وقد أظهرتهم كقطيع حيواني يدور في فلك البقاء على الكراسي ولم تظهرهم كزعماء حقيقيين يشتغلون على قضايا الأمة وعلى قيم العزة والكرامة .

أما مستقبل السعودية فهو غائم وضبابي يذهب الى الفناء والتلاشي  من حيث يظن أنه التمكين السياسي والاقتصادي , فالانهيار القيمي وهدم التطبيقات الاجتماعية الدينية والثقافية ستكون نتائجه كارثية على وحدة المملكة , والترفيه يقود المجتمع السعودي الى الهاوية , ومشروع “نيوم ” الذي يعول عليه نظام ابن سلمان سيكون باهض الثمن في المستقبل القريب .  

                                   

▪︎ماذا عن واقع النفور القبلي السعودي من سياسة آل سلمان..حيث هناك سخط متراكم ضد حكم آل سعود عموما؟

المملكة ليست وحدة اجتماعية واحدة هي نسيج غير متجانس لا ثقافيا ولا تاريخيا ولا جامع بينهم سوى رابط الرفاه الاقتصادي , فنجدٌ غير متناغمة مع عسير ونجران , ولا هي على توافق مع الحجاز , كما أن الصراع التاريخي بين حكام نجد الأصليين من الرشايدة وبين آل سعود يمكنه أن يعود إلى الواجهة في أي لحظة بعد حالة الانفتاح التي تتضاد مع القيم العربية في بنية وثقافة القبيلة العربية , والرشايدة لحقهم ظلم تاريخي وتهجير إلى السودان وبعض دول أفريقيا ومازالوا يحتفظون بكل عاداتهم وقيمهم العربية وقد لاحظت ظهورا لهم في وسائل التواصل الاجتماعي وتعبيرًا عن حنينهم للعودة ومثل ذلك قد يستغل من أعداء المملكة بما يهدد الاستقرار .

                                     

▪︎إلى أين يسير حاكم المملكة بتلك البلاد؟

في ظاهر الأمر إلى الرفاه وفي جوهره إلى التشظي والهلاك والانقسامات .

                                   

▪︎تصويت الأمم المتحدة ومجلس الأمن  لصالح مشاريع أمريكا ضد اليمن أو إعاقة قرارات لصالح فلسطين…ثم نأي تلك الدول المصوتة بنفسها بعيدا عن تحالفات واشنطن في الميدان…هل يفسر أنه مجرد إرضاء للعنجهية الأمريكية وفهم أن أمريكا لم تعد قوة تسعينيات القرن الماضي أو بداية هذا القرن…فقط محاولة عدم إغضاب النسر العجوز ؟

التصويت في مجلس الأمن تفرضه مصالح ولا يمكن التعويل عليه… كان ذا قيمة في العقود الماضية أما اليوم فقد أصبح إجراء روتيني تفرضه النظم واللوائح ولم يعد لمجلس الأمن ذات السلطة التي كان عليها , فأمريكا جعلته دمية فاقدة للقيمة المعنوية من خلال عدم احترامها لقرارات المجلس أو لحقوق الانسان أو لحرية الشعوب وبسبب الحروب التي تديرها خارج الشرعية الدولية .

▪︎ السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يخاطب السعودية أنه مع ما قدمه النظام السعودي من مئات المليارات من الدولارات لواشنطن يقولون عنه “البقرة الحلوب” وأن هذا وسام التكريم على الطريقة الأمريكية…برأيك هل تدرك السعودية مع تكرر هذا على مسامعها أن لا مستقبل لها مع الأمريكان وأنها كما الإمارات والبحرين محطات تزود بالوقود لا أكثر؟

لو نعُد إلى مذكرات ضباط الاستخبارات الذين اشتغلوا زمن الاستعمار في الصحراء العربية وفي الخليج لعرفنا أن النظم العشائرية في الخليج كانوا موظفين وهم ليسوا أكثر من حراس آبار النفط وقبل النفط الكثير منهم كان يتقاضى راتبا شهريا من دول الاستعمار ولذلك لم تشملهم حركات التغيير إلى النظم الديمقراطية ولا بيانات حقوق الإنسان لا من قبل ولا من بعد , والسيد القائد حفظه الله حاول من خلال خطابه أن يبعث روح القيم الإسلامية والعربية فيهم لكنهم قوم ألفوا موقع البقرة الحلوب واهدار مقدرات الأمة .

                            

▪︎ما الذي أراده السيد القائد بهذا التذكير للمملكة؟

السيد القائد حفظه الله يسير على نهج من سلف من آل البيت في ثوراتهم , وثورات آل البيت ليست تغييرا للواقع فقط بل ثورات ثقافية ثورات إحياء لقيم العزة والكرامة والمروءة والحق والخير ولذلك أراد أن يقول لهم عودوا إلى رشدكم واتركوا مواقع الخضوع والارتهان فأمريكا لا ترى فيكم إلا بقرة حلوبا والمرء حيث يضع نفسه لعلهم يرشدون .

▪︎المعركة البحرية الأخيرة التي وصفت بأنها رد أولى على استهداف أبطال البحرية اليمنية … ما الذي يمكن أن تؤسس له برأيك ؟

المعركة الاخيرة في البحر الاحمر تؤسس لمراحل وتؤسس لواقع جديد سوف نشهده في قابل أيامنا ، تعيد للإنسان العربي والمسلم قيمته ومكانته , وكل معنى كبير يحتاج إلى تضحيات بحجمه .

                                               

▪︎من قراءات التاريخ…ألا تبدو إسرائيل في طريقها إلى التفكك والانهيار من الداخل حتى قبل مواجهتها لأبطال غزة والمقاومة الفلسطينية؟

إسرائيل وفق كل متواليات التاريخ تسير وفق نبوءات تجدها في الكتب المقدسة , والكثير من الذين يقرأون تلك الكتب يقولون أن الصهيونية تريد أن تقضي على اليهود ويرون أن الله حكم بالشتات فإذا تجمعوا هلكوا .

                                          

▪︎كيف تنظر إلى محور وقوى المقاومة اليوم والأدوار التي تقوم بها في دعم فلسطين ومواجهة تحالف أمريكا؟

محور المقاومة يشكل اليوم قوة متنامية بالقياس على الماضي وهو يحقق انتصارات كبيرة على الأرض ويدفع شرورا كبيرة عن المنطقة , والفصائل الفلسطينية تعترف بدعم المحور لها ولولا المحور لما استطاعت أن تحقق شيئا على الأرض أو يستمر صمودها كل هذا الزمن أمام الآلة العسكرية الصهيونية المتوحشة.

وكان لموقف اليمن في نصرة غزة الدور الأبرز الذي سيجعل أحلام الصهيونية في تهجير سكان غزة يتبخر في سماء العزة والحق والكرامة , فالقصة في غزة تبدا من حلم قناة ابن غوريون وهو  مشروع قديم تجدد اليوم .

▪︎ما المستقبل الذي ينتظر العرب والمسلمين اليوم في ضوء تراجع حظوظ الأمريكان والغرب العجوز وظهور قوى عالمية جديدة؟

العرب والمسلمون على وجه العموم  أمم محورية وقد حكموا العالم وقدموا للبشرية أسس ومنطلقات الحضارة المعاصرة , وهم قادرون على استعادة أمجادهم وفرض وجودهم على خارطة العالم المعاصر كقوة ذات حضور وفاعلية لو أحسنوا صناعة مشروعهم النهضوي المعاصر , فالعامل التاريخي هامل تحفيز لهم .

                           

▪︎أخيرًا ما مستقبل اليمن وقد تقدمت صفوف نصرة فلسطين رغم جراحها التي لم تندمل حتى اليوم ؟

مستقبل اليمن أصبح اليوم واضحاً فقد وضع قدمه على خارطة العالم بخطى واثقة وقادرة على العطاء والمساهمة في الحضارة الانسانية المعاصرة ولابد أن تتظافر الجهود لصوغ مشروع نهضة متكامل البناء والأركان , وقبل هذا وذاك وضع استراتيجيات للحرب الناعمة التي سوف تستهدفه بعد المواجهة المباشرة مع الصهيونية وقوى الشر العالمي فالمعركة الثقافية لا تقل شأنا عن العسكرية بل تكاد تكون أشد وقعا وألما إن لم نحسن مواجهتها بقدرة ووعي .

(165)

الأقسام: تقارير المراسل