قمة السعودية: إنه ترامب أتاكم يعلمكم دينكم!

تقارير| المراسل نت:

تبدي السعودية اهتماماً منقطع النظير بزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأولى والقمة التي سيعقدها في الرياض، فالتصريحات حول القمة ووالدعوات الصادرة عن الملك سلمان بن عبدالعزيز  لزعماء الدول لحضورها وتصريحات المسؤولين السعوديين لم تتوقف منذ إعلان ترامب مطلع الشهر الجاري عن زيارته المرتقبة بعد غدٍ السبت.

 

السعودية بحسب مؤتمر صحفي رصده المراسل نت اليوم الخميس، لوزير خارجيتها عادل الجبير، حشدت 36 زعيم دولة عربية وإسلامية ورؤساء 6 حكومات لحضور القمة التي تصفها السعودية بأنها قمة عربية إسلامية أمريكية.

 

وبالتزامن مع الاحتفاء الإعلامي المبالغ من قبل الإعلام السعودي، اتفقت معظم التحليلات بل والتصريحات الرسمية للبيت الأبيض على أن القمة التي سيعقدها ترامب ستركز على ثلاثة أمور رئيسية، الأول الصفقات التجارية التي يريد ترامب بها انعاش الاقتصاد الأمريكي فهو سيحط رحاله في الرياض وقد جمع لحد الآن أكثر من 400 مليار دولار من قبل السعودية بعناوين الاستثمارات وصفقات الأسلحة، أما الأمر الثاني فهو انشاء تحالف من دول إسلامية حليفة للولايات المتحدة ضد إيران والحكومات والكيانات المعادية للسياسة الأمريكية، والثالث قطع خطوة أكبر في إطار العلاقات الخليجية مع إسرائيل على ضوء المبادرة الخليجية التي كشفت عنها صحيفة إسرائيلية قبل أيام تمنح إسرائيل التطبيع الاقتصادي الكامل مقابل وقف جزئي لبناء المستوطنات.

 

بالمقابل لم تكن تصريحات مسؤولي البيت الأبيض قليلة حول القمة لكنها كانت محرجة للسعودية والدول المشاركة في القمة، فترامب قدّم نفسه كعالم دين إسلامي قادم لإلقاء محاضرة للتعريف بالإسلام.

 

وقالت قناة “فرانس24” ووكالات أنباء بناء على تصريحات مستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ريموند ماكماستر أن ترامب سيلقي الأحد القادم خطابا أمام قادة “أكثر من خمسين دولة مسلمة” حول “رؤية سلمية” للإسلام يهدف إلى “حشد العالم الإسلامي ضد الأعداء المشتركين للحضارة وإظهار التزام الولايات المتحدة” تجاه شركائها المسلمين.

قبل ذلك نقلت رويترز عن ترامب قوله  أنه سيبلغ الزعماء المسلمين في قمة السعودية بضرورة وقف الإرهاب الإسلامي الأصولي.

 

وأضاف ترامب متحدثا في حفل تخرج بأكاديمية خفر السواحل الأمريكي إنه سيلتمس شركاء جددا في المنطقة “لأن علينا وقف الإرهاب الإسلامي الأصولي”

 

وتعليقاً على تصريحات المسؤولين السعوديين والأمريكيين قال النائب الكويتي السابق والمحامي الناشط في الدفاع عن الحقوق والحريات بدول الخليج عبدالحميد دشتي، في تغريدة رصدها المراسل نت بصفته في تويتر “ترامب سيلقي خطاب عن الإسلام خلال زيارته للسعودية…إن شاء الله ما يرتقي منبر الجمعة ….والله لولا الفشيله لجعلوه يلقي خطابه من الحرم المكي!”.

 

أما الكاتب العربي المعروف عبدالباري عطوان في مقال نشرته صحيفة “رأي اليوم” التي يرأس تحريرها فقال “اختيار الرئيس ترامب للعاصمة السعودية الرياض لكي تكون محطته الخارجية الاولى بعد توليه الحكم، لم يكن بسبب مكانتها الدينية او السياسية، او تزعمها للعالم الاسلامي، وانما لانها تستطيع دفع الثمن، او الرسوم المطلوبة، لا اكثر ولا اقل، وها نحن نتعرف عليه من خلال ما نشرته هذه الوكالة العالمية”.

 

وأضاف عطوان “الرئيس ترامب طالب السعودية ودول الخليج بدفع ثمن الحماية الامريكية لها، فهو يرى كرجل اعمال، وتاجر، ان هذه الحماية لا يمكن ان تكون مجانية، ولهذا جرى الاتفاق، مثلما هو الحال في كل الصفقات التجارية، على طريقة الدفع، وطريقة الدفع هنا تتم عن طريق صفقات، بعضها عسكري، مثلما هو الحال في صفقة الاسلحة هذه، والبعض الآخر استثماري، حيث تعهد الامير بن سلمان اثناء زيارته الى واشنطن قبل شهرين، بضخ 200 مليار دولار في مشاريع البنى التحتية الامريكية على مدى اربع سنوات، هي مدة ادارة الرئيس ترامب الاولى، وربما الوحيدة”.

 

وفي ظل العدد الكبير للزعماء الذين تمت دعوتهم لحضور القمة، والتصريحات السعودية والأمريكية وتصريحات مسؤولي الدول المشاركة، يكون من الصعب حصر كل تلك التصريحات، لكن الواضح أن ترامب سيدخل الرياض ويعلم عشرات من زعماء العالم العربي والإسلامي ” أمور دينهم” ويعود بمئات المليارات وتحالف ترضى عنه إسرائيل وتطبيع يخدم مصالحها دون مقابل.

 

 

(262)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,تقارير المراسل

Tags: ,,,,,