ما وراء #تصريحات_تميم المزعومة: قطر في مرمى السعودية والإمارات

تقارير| المراسل نت:

منذ فجر اليوم الأربعاء، وموقع قناة الجزيرة يخصص مساحة عريضة أعلى صفحته الرئيسية للتأكيد على أن موقع وصفحة وكالة الأنباء القطرية جرى اختراقمها وأن دولة قطر تحقق في ملابسات الاختراق الذي تسبب بأزمة سياسية كبيرة في الخليج ومصر على خلفية نشر تصريحات باسم أمير دولة قطر ووزير خارجيته بخصوص ملفات حساسة ونشر قرار بسحب سفراء قطر من السعودية والإمارات ومصر والبحرين والكويت، رغم ذلك ما تزال القنوات الرسمية وغير الرسمية في السعودية والإمارات ومصر تعيد نشر تلك التصريحات رغم إساءتها للسعودية بشكل مستمر، بل إن الإمارات بدأت بإجراءات ضد قطر منها حظر كل المواقع الإعلامية القطرية في شبكة الانترنت بالإمارات.

وكان لافتاً أن القنوات الرسمية وشبه الرسمية والمواقع والصحف في السعودية والإمارات، نشرت التصريحات المنسوبة لأمير قطر بنفس الوقت وبنفس الصياغة، واشتركت جميعها في إدعاء أن تقنيين قالوا أن مزاعم قطر بتعرض موقع وكالة الانباء القطرية وصفحتها في تويتر في نفس الوقت أمر غير منطفي.

إذن ثمة حاجة سعودية إماراتية مصري مشتركة، بأن تكون تصريحات أمير قطر وقرار سحب سفرائها من تلك الدول، حقيقية، وهناك إصرار تام على تجاهل البيانات والتصريحات التي لم تتوقف من قبل الحكومة القطرية التي تؤكد أن التصريحات المنسوبة للأمير ووزير الخارجية غير صحيحة وتم فبركتها ونشرها في الوكالة القطرية بعد اختراقها.

في هذا التقرير سيحاول موقع المراسل نت تتبع خيوط الأحداث التي بدأت قبل فجر اليوم الثلاثاء، عندما فوجئ الجميع ممن زاروا موقع وكالة الانباء القطرية وصفحتها في موقع تويتر بنشرها تصريحات منسوبة لأمير قطر وقرار بقطع العلاقات الدبلوماسية مع كل الدول الخليجي ومصر باستثناء سلطنة عمان، ولكن في البداية ماهي تلك التصريحات؟

 

التصريحات المنسوبة لأمير قطر:

 

قناة العربية كانت من أوائل من اصطادوا تصريحات أمير قطر في الوكالة القطرية الرسمية.

وبحسب موقع العربية جاء الخبر على النحو التالي:

نقلت وكالة الأنباء القطرية، اليوم الثلاثاء، عن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر قوله إن ترمب يواجه مشاكل قانونية في بلاده، كاشفاً عن توتر في العلاقة مع إدارة ترمب.

وقال أمير قطر إن ما تتعرض له قطر من حملة ظالمة، تزامنت مع زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة، وتستهدف ربطها بالإرهاب، وتشويه جهودها في تحقيق الاستقرار معروفة الأسباب والدوافع، وأضاف “سنلاحق القائمين عليها من دول ومنظمات، حماية للدور الرائد لقطر إقليمياً ودولياً، وبما يحفظ كرامتها وكرامة شعبها”.

جاء ذلك في حديث أمير قطر، الثلاثاء، في حفل تخريج الدفعة الثامنة من مجندي الخدمة الوطنية في ميدان معسكر الشمال.

وقال الشيخ تميم: “إننا نستنكر اتهامنا بدعم الإرهاب رغم جهودنا المتواصلة مع أشقائنا ومشاركتنا في التحالف الدولي ضد داعش”، مضيفاً: “إن الخطر الحقيقي هو سلوك بعض الحكومات التي سببت الإرهاب بتبنيها لنسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة، ولم تستطع مواجهته سوى بإصدار تصنيفات تجرم كل نشاط عادل”.

وأضاف: “لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله”، وطالب مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين إلى “مراجعة موقفهم المناهض لقطر”، ووقف “سيل الحملات والاتهامات المتكررة التي لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة”، مؤكداً أن قطر لا تتدخل بشؤون أي دولة، مهما حرمت شعبها من حريته وحقوقه.

وأشار إلى أن “قاعدة العديد مع أنها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، إلا أنها هي الفرصة الوحيدة لأميركا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة، في تشابك للمصالح يفوق قدرة أي إدارة على تغييره”.

وعن القمة العربية الإسلامية الأميركية التي شاركت فيها قطر بالرياض، دعا إلى العمل الجاد المتوازن بعيداً عن العواطف، وسوء تقدير الأمور، مما ينذر بمخاطر قد تعصف بالمنطقة مجدداً نتيجة ذلك، وبين أن قطر لا تعرف الإرهاب والتطرف، وأنها تود المساهمة في تحقيق السلام العادل بين حماس الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني و إسرائيل، بحكم التواصل المستمر مع الطرفين، فليس لقطر أعداء بحكم سياستها المرنة.

وشدد الشيخ تميم على أن قطر نجحت في بناء علاقات قوية مع أميركا و إيران في وقت واحد، نظراً لما تمثله إيران من ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها، وهو ما تحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة.

أما الخبر الآخر الذي نشرته صفحة الوكالة القطرية ورصده المراسل نت قبل أن يتم حذفه ونشر خبر عن تعرض الصفحة للاختراق فيقول “وزير الخارجية يعلن سحب سفراء قطر من السعودية ومصر والكويت والبحرين والإمارات وطلب مغادرة سفراء هذه الدول خلال 24 ساعة.

 

هل اخترقت المخابرات السعودية والإماراتية موقع وكالة الأنباء القطرية؟

 

في الظروف الطبيعية لا يملك الإعلام الرسمي في السعودية والإمارات نقل تصريحات تتضمن إساءة للدولتين، ومثل هذا الأمر في حال تم نشره في الإعلام الرسمي يحتاج لضوء أخضر من قبل القيادتين في السعودية والإمارات، فمثلاً قناة الإخبارية الرسمية في السعودية لا تنقل ولم تنقل تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية وبعد وصوله للبيت الأبيض، والتي آخرها أنه طالب في مقابلة مع وكالة رويترز من السعودية ان تدفع المال مقابل الحماية الأمريكية، فلماذا سارعت القنوات والصحف الرسمية في السعودية والإمارات لنشر تصريحات منسوبة لأمير قطر رغم أنها تتضمن إساءات للدولتين؟

هذا التساؤل يؤكد أن لدى السعودية والإمارات ومصر تحديداً رغبة كبيرة في نقل ذلك الكلام المنسوب لأمير قطر للرأي العام تمهيداً لإجراءات ضد الإمارة القطرية على غرار ما حدث في عهد الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز عندما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين والكويت سحب سفرائها من الدوحة ومقاطعة قطر.

 

ثمة شكوك بأن المخابرات السعودية والإماراتية تقف وراء اختراق موقع الوكالة القطرية ونشر تلك التصريحات، وهو ما يتضح من خلال إصرار الإعلام السعودي والإماراتي على أن تلك التصريحات صدرت بالفعل من قبل أمير قطر وبثها في القنوات على مدار الساعة.

والملاحظ أيضاً أن كل ما تضمنته التصريحات المنسوبة لأمير قطر تتركز حول ثلاث نقاط هي (إيران، حزب الله، حماس) وهم الأطراف الثلاثة المستهدفين من القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي استضافتها الرياض في 21 مايو بحضور الرئيس الأمريكي ترامب، وهو ما يعني وجود توجه لاستهداف قطر بذريعة علاقتها بإيران وحزب الله وحركة حماس .

كما تواصل الهجوم السعودي والإماراتي على قطر، فالإمارات أعلنت حجب كل المواقع الإعلامية القطرية والإعلام السعودي يبث على مدار الساعة أخباراً مسيئة لقطر على نحو ما نشرته قناة العربية بأن قطر سخرت نفسها لخدمة الجماعات المتشددة.

يذكر أنه خلال الأسابيع الماضية شكت قطر بشكل رسمي من أنها تتعرض لحملات تشويه كبيرة عبر وسائل الإعلام في بعض الدول منها مصر والسعودية والإمارات، ونشر موقع قناة الجزيرة خبراً موسعاً بهذا الشأن.

 

اضغط على أي صورة لرؤيتها بالحجم الكامل او تنزيلها لجهازك:

 

(2971)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل

Tags: ,,,,,,,,