معادلة ردع جديدة: هكذا تجاوز رد سوريا على إسرائيل مسألة إسقاط طائرة الإف 16

تقارير| المراسل نت:

طلبت إسرائيل اليوم السبت بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة ما وصفته الاعتداء الإيراني عليها، عقب تعرضها لصدمة غير متوقعة إثر الرد السوري الصارم على القصف الإسرائيلي لقاعدة عسكرية تمثل في إسقاط طائرة حربية إسرائيلية من طراز F16  وإصابة أخرى من طراز F15، بعدما اعتادت إسرائيل على تنفيذ غارات ضد سوريا خلال السنوات الأخيرة دون أن تتلقى أي رد مستغلة انشغال الجيش السوري بالحرب.

البداية كانت من إعلان الجيش السوري في بيان حصل عليه المراسل نت عن اعتداء إسرائيلي قوبل برد قاس من الدفاعات السورية، حيث قال البيان “قام العدو الإسرائيلي فجر هذا اليوم بعدوان جديد على إحدى القواعد العسكرية في المنطقة الوسطى وتصدت له وسائط دفاعنا الجوي وأصابت أكثر من طائرة”.

وبعد دقائق أعلن الجيش الإسرائيلي سقوط طائرة تابعة له F16  في الجليل المحتلة وأن طياريها أصيبا وأحدهما إصابته خطيرة فيما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية هبوط طائرة إسرائيلية أخرى من طراز F15  بعد تعرضها لإصابة.

وعقب ذلك سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الاتصال بالرئيسين الروسي والأمريكي يطالبهما بالتدخل لاحتواء الموقف موضحاً أن إسرائيل قصفت سوريا من منطلق دفاعي بعد اختراق طائرة بدون طيار أجواء الأراضي المحتلة.

كما وجهت الحكومة الإسرائيلية رسالة إلى مجلس الأمن تطالبه بالتحرك لوقف ما وصفته “الاستفزازات الإيرانية”. أما وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون فقالت في بيان حصل عليه المراسل نت “إن اسرائيل هي أقرب شريك أمني لنا في المنطقة ونحن نؤيد تماما حق إسرائيل المتأصل في الدفاع عن نفسها وأراضيها وشعبها” لكنها في الوقت ذاته قالت إن أمريكا لم تشارك في الهجوم الإسرائيلي.

أما روسيا فدعت إلى احترام سيادة سوريا مؤكدة أنه من غير المقبول تهديد العسكريين الروس.

وقالت الخارجية الروسية “نحث جميع الأطراف المعنية على ضبط النفس وتجنب أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تردي الوضع. ونعتبر من الضرورة الاحترام الكامل لسيادة وسلامة أراضي سوريا وغيرها من دول المنطقة. ومن غير المقبول على الإطلاق خلق تهديدات على حياة وأمن العسكريين الروس المتواجدين في سوريا تلبية لدعوة من حكومتها الشرعية من أجل مساعدتها في الحرب ضد الإرهابيين”.

فصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية أشادت بالتصدي السوري للعدوان الإسرائيلي.

وأدان حزب الله ما وصفه ” العدوان الإسرائيلي المستمر على سوريا واستهدافه المتكرر لمنشآتها وبناها العسكرية والمدنية” مشيداً في الوقت ذاته “بيقظة الجيش السوري الذي تصدى ببسالة للطائرات الإسرائيلية المعادية وتمكن من إسقاط مقاتلة من طراز أف 16، معلناً بداية مرحلة استراتيجية جديدة تضع حداً لاستباحة الأجواء والأراضي السورية”.

من جانبه قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين داود شهاب إن إسقاط طائرة إف 16 كسر معادلة الردع الإسرائيلية.

وأشار في مقابلة مع قناة الميادين إلى أن الرسالة الأهم في ما حصل هي الإرادة القوية والقومي للدولة السورية، وأنها رسالة في أكثر من اتجاه وتعبّر عن قوة وصمود وقدرة على المواجهة، مضيفاً أن “من يتخذ قراراً على هذا المستوى الاستراتيجي يعني أنه جاهز لأية مواجهة”.

من جانبه قال المتحدث باسم حركة حماس، إسماعيل رضوان، اليوم السبت، إن إسقاط الطائرة الإسرائيلية F-16 بنيران سورية، هو دفاع عن النفس و”مواجهة للعدوان المتواصل من قبل الاحتلال”.

كما عبرت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” عن تضامنها ودعمها الكامل لسوريا “في مواجهة العربدة والعدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية”.

وقالت الجبهة في بيان لها:” إن تصدي الجيش السوري، فجر اليوم، لطائرات العدو وإسقاط إحداها، يكمن في رفض سوريا تكريس المعادلة التي أرادتها حكومة العدو بحقها في ممارسة العدوان أينما كان ووقتما تشاء على الأراضي السورية”.

أما الناطق باسم كتائب حزب الله العراق جعفر الحسيني في مداخلة رصدها المراسل نت على شاشة الميادين فوجه تحية للجيش السوري على موقفه الشجاع وقراره التصدي للعدوان الإسرائيلي، وقال “نحن نعلم إمكانات وقدرة سوريا في التصدي لأي عدوان على أرضها”.

وأوضح الحسيني أنّ لدى حزب الله العراق معلومات بأنّ مشاركة طيارين أميركيين وإسرائيليين لم يقتصر على الاعتداءات على سوريا بل على اليمن أيضاً بهدف تدمير المنطقة وإرادة شعوبها.

وفي اليمن هنأ رئيس اللجنة العليا للحوثيين محمد علي الحوثي تهنئة لسوريا بالانجاز الذي تحقق، وقال في تغريدة رصدها المراسل نت في صفحته بموقع تويتر “‏‏نبارك للقيادة السورية وللقوات السورية إسقاط الطائرة الحربية للكيان الغاصب الإسرائيلي، ونعتبرها خطوة هامة يجب استمراره”.

صحيفة هآرتس الإسرائيلية قالت إن الرئيس السوري بشار الأسد انتقل من مرحلة التهديد إلى مرحلة التنفيذ.

وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات السورية حذرت غير مرة في الآونة الأخيرة من الرد على أي اعتداء من قبل إسرائيل، وتظهر التطورات الأخيرة أن الرئيس السوري بشار الأسد انتقل من التهديد إلى التنفيذ، مشيرا إلى أن استهداف المقاتلة الإسرائيلية اليوم يمثل تعبيرا عن اليقين الذي تشعر به سلطات دمشق بعد بسط قواتها سيطرتها على نحو 80% من أراضي البلاد.

ويرى كثيرون أن الرد السوري يتجاوز مسألة إسقاط طائرة إسرائيلية إلى تدشين مرحلة جديدة لا تكون فيها إسرائيل قادرة على تنفيذ هجمات جديدة ضد سوريا وتمر دون أن تدفع الثمن كما كان يحدث خلال السنوات السبع الماضية.

المصادر:روسيا اليوم+الميادين+سبوتنيك+المراسل نت

 

(178)

الأقسام: الاخبار,المراسل العالمي,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل

Tags: ,,,,,,,,