انقسام خطير داخل الأسرة المالكة السعودية بشأن إنهاء الحرب على اليمن

صحيفة المراسل|خاص:

رغم ما تسبب الزحف الواسع لأتباع التحالف السعودي في الجوف من آثار سلبية على مسار المحادثات اليمنية السعودية، إلا أن هذه المحادثات ما تزال صامدة، خصوصاً أن لهجة زعيم أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي كانت هادئة خلال لقائه الأسبوع الماضي مع المبعوث الأممي مارتن غريفيث بل ان كلامه تضمن اعترافاً بالخطوات السعودية (إطلاق الأسرى وإعلان السماح بجسر جوي طبي عبر مطار صنعاء) حيث اكتفى بالمطالبة بتعزيز الخطوات الإنسانية.

لم يحمل المبعوث الأممي خلال زيارته الأخيرة إلى صنعاء أي جديد، حيث أفادت مصادر مطلعة لـ”صحيفة المراسل” أن غريفيث هدف من هذه الزيارة تبديد اعتقادات لدى حلفاء الرياض أن علاقته مع صنعاء متوترة فيما هو يبدي حرصاً على تأكيد تمتعه بعلاقة طيبة مع جميع الأطراف، غير أن ما رشح عن لقائه رئيس المجلس الأعلى مهدي المشاط وزعيم أنصار الله السيد الحوثي لم يظهر وجود أي مخاوف لدى صنعاء من تغير الموقف السعودي بناء على الزحف العسكري الواسع الذي شهدته منطقة برط العنان بمحافظة الجوف وبدا أن ذلك الزحف كان له ظروف لم تؤثر على التفاهمات اليمنية السعودية المتقدمة.

غير أن ذلك الزحف كان يحتاج إلى تفسير عن أسباب حدوثه، حيث حصلت “صحيفة المراسل” على معلومات من مصادر موثوقة أن السعودية أبدت أسفها بسبب الزحف الذي شنه أتباعها بدعم جوي في الجوف، وهو ما قاد إلى معلومات أخرى حصلت عليها الصحيفة تفيد بأن الزحف تم بأمر من قائد قوات التحالف وأحد أعضاء الأسرة المالكة فهد بن تركي آل سعود دون الرجوع إلى ولي العهد محمد بن سلمان وشقيقه الذي أوكل إليه ملف اليمن خالد بن سلمان.

سلوك فهد بن تركي يشير إلى وجود انقسام داخل الأسرة المالكة السعودية بشأن إنهاء الحرب على اليمن، كما أنه يوحي بأمور خطيرة من بينها أن قائد قوات التحالف على اتصال مباشر مع الجانب الأمريكي وأنه تلقى أوامر أمريكية بإحداث شرخ في مسار المحادثات اليمنية السعودية وهو ما تم التعبير عنه بالزحف العسكري في محافظة الجوف، حيث تفيد مصادر “صحيفة المراسل” إلى أن لدى واشنطن رؤية مختلفة للتهدئة في اليمن تريد فرضها على جميع الأطراف وتنطلق من رغبتها في ربط الملف اليمني بالملف الإيراني الذي تعاني واشنطن من صعوبات حالت دون إخضاع طهران.

ورغم الشكوك التي خلفها التصعيد العسكري في الجوف إلا أن خطاب زعيم أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي كان وما يزال بوصلة تحدد الموقف الحقيقي لصنعاء تجاه أي تطورات ففي لقائه الأسبوع الماضي مع المبعوث الأممي مارتن غريفيث جدد السيد الحوثي “التأكيد على موقفنا الثابت وحرصنا الدائم على السلام وتعاطينا الجاد والمسؤول مع كل المساعي التي تبذل في هذا الاتجاه بغية الوصول للحلول العادلة والمنصفة” بحسب الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام. اللهجة الهادئة لزعيم أنصار الله تؤكد عدم وجود تأثير كبير للتصعيد الذي حدث في الجوف على مسار المحادثات التي لمّح إليها بتأكيد التعاطي الجاد مع المساعي التي تبذل نحو تحقيق السلام.

كما اعترف السيد الحوثي بوجود خطوات سعودية إيجابية خلال لقائه المبعوث الأممي، ففيما كان يطالب خلال اللقاءات السابقة بأن يقوم تحالف السعودية بإظهار أي خطوات تثبت رغبته في السلام، فإنه هذه المرة دعا إلى “تعزيز الخطوات الإنسانية في ما له علاقة بالأسرى والمعتقلين”.

وكانت مصادر كشفت الأسبوع الماضي لـ”صحيفة المراسل” أن المحادثات بين صنعاء والرياض أثمرت عن تشكيل عدة لجان عسكرية من الطرفين للإشراف على التهدئة في عدة جبهات وما تزال المحادثات تناقش مواصلة تشكيل اللجان العسكرية في مختلف الجبهات للوصول إلى وقف كامل لإطلاق النار.

(377)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل

Tags: ,,,,,,,,,,,,