نجله يتحدث لـ”صحيفة المراسل”: حادثة مقتل “المعلم فيصل الريمي” في صنعاء برواية الشهود وإفادات المسؤولين

صحيفة المراسل|فاروق علي:

قضية جنائية صرفة أخذت مسارات مختلفة من الروايات هي حادثة مقتل الاستاذ فيصل الريمي  مدرس مادة الرياضيات في مدرسة كيان الأهلية بحي القادسية في العاصمة صنعاء الأربعاء المنصرم الا أن ظروف البلد في ظل حرب العدوان  والتي تعد بيئة ملائمة لانتشار الشائعات جعلها ذلك  تأخذ منحى  آخر من التوظيف  هكذا أراد العدوان وعبر أدواته من جعل القضية الجنائية قضية سياسية بهدف تشويه المناهضين والصامدين .

غير أن الإساءة والاعتداء على المعلمين من أسوأ التصرفات التي يجب التصدي لها من قبل الدولة والمجتمع، ومن أجل ذلك وكذلك من أجل الحقيقة زارت “صحيفة المراسل” مدرسة كيان الأهلية وإدارة أمن منطقة السبعين وعادت بالتقرير التالي.

في مدرسة كيان الأهلية موقع الحادثة التقت “صحيفة المراسل” مدير المدرسة أحمد ذيبان الذي أدلى بشهادته حيث قال للصحيفة إنه “يوم الأربعاء الماضي قدم  أحد أولياء الأمور يدعى مراد ناصر جبران الفقيه  بمعية  أخيه رمزي ناصر جبران الفقيه  وشخص ثالث الى مدرسة كيان الأهلية في  حيث سجلوا أسماءهم  في سجل الزيارات عند البوابة  ، سمح لهم بالدخول وطلبوا اللقاء بمدير المدرسة استقبلتهم في مكتب إدارة المدرسة بعدها تقدموا بشكوى عن أحد طلابهم  مفاد هذه الشكوى أن أحد المعلمين وهو الاستاذ فيصل الريمي صفع أخاهم ،وبالطبع  إدارة المدرسة تحركت وفق الالية المتعبة وبقي أولياء أمر الطالب في الإدارة حيث اتجهت – بصفتي مدير المدرسة – الى الطابق العلوي أي مكان تواجد الاستاذ فيصل الريمي  للتأكد مما جرى بينه والطالب أسامة الفقيه الذي يدرس في الصف السابع والتحري عن الحادثة من الطلاب أيضا حتى  نتمكن من التعامل مع ما جرى يوم الثلاثاء أي اليوم السابق   وبينما أن في السلم دق  جرس المدرسة للراحة حيث وجدت الاستاذ فيصل الريمي في السلم  ينزل و يهم بالخروج  واستفسرت منه عن صحة الشكوى المقدمة ضده حيث أنكر الشكوى مؤكدا إنه لم يفعل شيء سوى إخراج الطالب من الصف كونه مشاكس ويؤثر سلبا على زملائه ويحول دون تركيزهم واستفادتهم أثناء الشرح وبينما كنت اتحدث معه تفاجأت بالمدعو مراد الفقيه الذي لحق بي دون أن أعرف يوجه صفعة قوية للأستاذ فيصل الريمي بين أذنه وخده  دون سابق انذار أو حديث معه ،  وبينما  حاول الاستاذ الهرب متجها للأعلى واثناء ذلك  وجه صفوان جمعان وهو أحد اقارب المدعو مراد الفقيه  لكمة الى وجه الاستاذ فيصل بعدها قمت بمعية بعض المتواجدين من أمن المدرسة وبعض الزملاء وحولنا منعهم من الوصول إليه وأخرجناهم من المدرسة “.

ويضيف ذيبان “أن مراد الفقيه بعد خروجه من المدرسة استمر  بشتم الاستاذ فيصل  بألفاظ نابية وقبيحة محقرا له بأنه لن يتمكن من فعل شيء حيث كان يشتمنا جميعا ويتوعدنا بقطع رؤوسنا مستندا حيث   كان في انتظاره أمام بوابة المدرسة شاص على متنه خمسة مسلحين في الصندوق وآخر واقفا أمام الشاص وموجها سلاحه نحو البوابة أي نحونا   بعدها غادر مراد الفقيه مع أخوانه  الذين يدرسون في المدرسة “.

كما كشف مدير المدرسة للصحيفة أنه تم جراء تحقيق داخلي للتحقق من دعوى ولي الأمر وأكد الطلاب أن زميلهم الطالب أسامة افترى على المعلم الريمي وأن الأخير لم يقم بضربه.

لم تختلف الشهادة التي أدلى بها الاستاذ ظافر دماج الزائر للمدرسة يومها حيث أفاد   ” أن ثلاثة أشاخص  دخلوا الى  المدرسة بشكل طبيعي ولم يكن عليهم أي ملامح تشيء بأنهم يضمرون سوء مشيرا الى أن مدير المدرسة  استقبلهم  في الإدارة وأثناء ذلك   قدموا شكوى بأن أحد طلابهم قد تعرض للضرب من أحد المعلمين  وبعد أن سمع مدير المدرسة الشكوى  ذ  طلب منهم البقاء في الإدارة و اتجه هو ومعه الطالب للتحري عن الموضوع والتأكد من حقيقة ما حدث  الا انهم لحقوا بالمدير وأثناء حديث مدير المدرسة مع الاستاذ انقض المدعو مراد الفقيه وصفع المدرس بقوة بينما شخص آخر وجهة لكمة الى وجه الاستاذ فيصل حتى إن آثار الصفعة كانت ظاهرة على الاستاذ بالرغم إنه بشرته سمراء وهذا يؤكد قوة الصفعة ” .

وأردف دماج على” أن ولي أمر الطالب هدد الاستاذ فيصل و جميع الحاضرين الذين منعوه من الاستمرار في ضرب الاستاذ حيث لم يستثني شتيمة الا وقالها بحق الاستاذ فيصل متوعدا قبل مغادرته “.

 

الفقيد يقدم شكوى بالحادثة في إدارة أمن السبعين

واستكمالا لحديثة قال مدير المدرسة ” إنه بعد ذلك اتجه بمعية الاستاذ فيصل الريمي وكذلك دماج  الى إدارة أمن منطقة السبعين لتسجيل محضر بالحادثة ، سيما أن الاعتداء كان على صرح علمي  كما  إن المدعو مراد كان يتوعد ويهدد المدرسين جميعا لأننا منعناه من ضرب الاستاذ فيص الريمي  حيث سجلنا الشكوى وأخذت كل الأقوال و الإجراءات  من إدارة المدرسة وكذلك الشهود بالإضافة الى الاستاذ فيصل وبعد استكمالها في إدارة الأمن عدنا  الى  المدرسة التي لا تبعد عن إدارة أمن البعين  حوالي 100 متر وقبل أن ندخل الى المدرسة كان الاستاذ فيصل يشكو من ألم طلب مني الإذن بالسماح له العودة الى البيت  ، اعطيته الأذن الا أن حالته كانت تسوء أوصلناه  الى بيته ، جلس مع زوجته وأولاده ومع تدهور صحته بشكل متسارع اضطررنا اسعافه الى طوارئ مستشفى الثورة وهناك قدموا له بعض الأدوية وتم تحويلنا الى مستشفى ابن سينا هناك ترحكنا الى مستشفى ابن سيناء وعند وصولنا الى طوارئ مستشفى ابن سيناء كانت حالته الصحية تسوء أكثر لم يبقى في الطوارئ سوى دقيقتين بعدها أدخله الأطباء  العناية المركزة وهناك لم يستمر فيها سوى عشرين دقيقة بعدها فارق الحياة “.

 

نجل المعلم ومحاميه: القضية جنائية بحتة ونرفض تسييسها

 

 “لم يكن ابي يعاني من أي مشاكل صحية هكذا” قال أبنه عبد الرحمن لـ “صحيفة المراسل” مشيرا الى “أن والده لم يكن يحب المشاكل بل إنه كان مسالما يسعى من وراء هذه المهنة توفير لقمة عيش كريمة لهم”.

من نحيتهم أكد زملاء الاستاذ فيصل على أخلاقه وتواضعه  ولم يكن له أي خلافات مع أحد ولم يكن يعاني من أي مشاكل صحية حتى إنه بحسب شهاداتهم لم يغب يوما واحد عن المدرسة الشهادات هذه تدعمها أقوال ابناء الحي الذي يسكنه الاستاذ فيصل وجيرانه .

وعلى عكس الثناء بحسن سلوك الاستاذ فيصل كانت شكاوى المعلمين من الطالب أسامة الفقيه حيث وصفوه بأنه مشاغب وسلوكه لم تكن سوية ودائما ما يؤثر على  زملائه ويشوش أثناء الحصة الدراسية .

ومنذ وقوع الحادثة قبل أربعة أيام حاول البعض توظيفها سياسيا بهدف تشويه السلطات في صنعاء بالرغم من تعاطيها المسوؤل حيث يؤكد محامي أولياء الدم علي الجبري بأن القضية جنائية القضية  صرفة و ليس لها أي بعد سياسي ومحاولة البعض تجييرها في هذا المسار الهدف منه تمييع القضية بينما قالت إدارة المدرسة  وزملاء المجني عليه لأن هذه القضية جنائية وأنها وجيمع زملائه  لن يقبلوا  بأي محاولات لتغييب الحقيقة وتشويهها ولا باي حلول يراد لا تقتص من مرتكبي الجريمة حد وصفهم والانتصار للعملية التعليمية وحرمة المدارس حتى لا تتكرر هذه الحادثة .

 

التربية أهالي الضحية وأهالي المتهمين يقدمون الوساطات

 

من الوهلة الأولى للحادثة تعاطت وزارة التربية والتعليم بمسؤولية مع الحادثة حيث أكدت لإدارة مدرسة كيان  بأنها لن تقبل بما حدث وأن قضية الاستاذ فيصل قضيتها ولم تعد قضية تخص ذويه أو المدرسة حيث جاء بيان وزارة التربية منسجما مع حالة السخط الاجتماعية بحيث أن الوزارة تتابع تطورات القضية أولا بأول وانتقد بيانها محاولة التوظيف السياسي لهذه الحادثة .

وفي ذات السياق قال محامي أولياء الدم علي الجبري “أن هناك جهود كبيرة  جهود  بذلتها الجهات الأمنية حيث تم القبض على مجموعة من المتهمين  مضيفا بأنها أصدرت مذكرات بالاحضار القهري لمن لم يتم القبض عليهم   وأن تعد بأنها لن تألوا جهدا في ملاحقة المتهمين والجناة ولايزال ملف القضية في منطقة أمن  السبعين وتم رفع تقرير أولي الى محكمة جنوب شرق الأمانة حيث طلب من أمن مذكرة للطبيب الشرعي

بعد الحادثة بخمس دقائق قدم أخو المدعو مراد الفقية الى أمام المدرسة للتحكيم ووضع سلاحا عند حرس بوابة المدرسة الا أن المردسة رفضت هذا التحكيم ويسعى بعض المشايخ التدخل في القضية الا أن أولياء الدم يرفضون بشكل كلي أي نقاش  قبل امتثال المتهمين وتسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية والاقتصاص من المجرمين حتى يكون عبرة لغيرة .

(456)

الأقسام: الاخبار,المراسل العام,اهم الاخبار,عاجل

Tags: ,,,,