عن رحلة خلف القضبان: الاخوان والتعذيب

محمد طاهر أنعم

‏أنهيت للتو قراءة كتاب (رحلة خلف القضبان) للدكتور أمير الدين جحاف، والذي تحدث فيه عن فترة خطفه واعتقاله في سجون مأرب لأكثر من سنتين أثناء توجهه من صنعاء إلى سيئون للسفر إلى القاهرة للحاق ببداية السنة الدراسية الرابعة له في كلية الطب هناك.

ما تفعله جماعة الإخوان المسلمين في اليمن من جرائم وفظائع في معتقلاتها السرية والعلنية في مأرب وغيرها هو دليل أكيد على أنها غير قابلة للتعايش كجماعة ذات شوكة وقوة.

بينما يمكن التعايش مع كثير من أفرادها كأشخاص في حالة غياب القوة عنها والتعبئة التنظيمية المركزة على الأحقاد.

ما يفعله الجهاز العسكري للإخوان في المساجين والأسرى والمعتقلين لا يقل سوءا عما يفعله اليهود أو ما كان يحصل في المعتقلات النازية أو الشيوعية في الاتحاد السوفيتي، او ما يفعله المصريون والسعوديون في سجونهم.

تعذيب حتى الموت، قلع للاظافر، صعق بالكهرباء، جلد بالسلاسل الحديدية وبالسياط، ضرب بالمطارق على الرؤوس والجباه، سرقة لطعام المساجين واموالهم التي تأتي من الزوار، صفع في الوجوه، وركل في الاماكن الحساسة من الجسم، ومنع من الدواء، ووضع الملح والشطة في الجروح.

الشيء الوحيد الذي لم نجده لديهم هو الانتهاكات الجنسية، إضافة لمحافظتهم على الصلوات وعدم منع المساجين منها، وأضحكني ان أحد جلاوزة التعذيب من الإخوان أنزل المعتقل د أمير جحاف من الحديدة المعلق عليه وقت الضرب والتحقيق حين سمع الأذان، وقال له: الآن وقت لنصلي ونذكر الله وبعدها نرجع للعمل!!

تدين غريب ومنحرف، ودليل على تعبئة متعصبة جدا، تشبه وضع اليهود حين كانوا يقولون: (ليس علينا في الأميين سبيل).

لماذا يستنكر الإخوان المسلمون ما يفعل بهم مرتزقة الامارات في سجونهم في عدن اذا كانوا بمثل هذا الإجرام؟!

أو ما يفعل لهم جلاوزة التعذيب في مصر وغيرها!!

أين كتاب زينب الغزالي عن التعذيب للإخوان في مصر، وما فائدته وهم يفعلون ما فيه حذو القذة بالقذة!!

إن الظلم سبب رئيس للخسارة والهوان والضياع والتشتت، لأن هناك ربا يرى ويسمع.

وهذا ما يتعرض له الإخوان المسلمون في اليمن.

وما لم يتناصح الناس، ويقوم الصالحون منهم (وكثير منهم لا يدري بما يجري في السجون) بالأخذ على أيدي جماعة علي محسن والتنظيم العسكري الموازي، فقد يسلط الله الخصوم على الإخوان أكثر فأكثر حتى يجتثوهم من كل اليمن، وإني أرى بوادر ذلك تلوح.

نعم هناك ظلم في سجون ومعتقلات أنصار الله وحكومة صنعاء، وهو ليس بالقليل، ونحن نناصح القيادة والمسئولين حوله، ولكنني أشهد أنه لا يصل الى ربع ما يمارسه الاخوان المسلمون.

على الاقل عندما ينتهي التحقيق عند الحوثيين مع المعتقل لا يتعرض بعدها للاهانة او التعذيب طوال فترة سجنه ويعيش في وضع مستقر، بخلاف سجون الاخوان التي يعتبر فيها التعذيب والإهانة والضرب والسب وجبة يومية دائمة بدون انقطاع.

وننتهز هذه الفرصة لنصيحة اخواننا وحلفائنا في أنصار الله وأمنهم الوقائي ووزارة داخلية الانقاذ وجهاز الامن والمخابرات أن يتعظوا من تجربة الاخوان وتسليط الله الأعداء عليهم، في عدن وفي الامارات وفي مصر وفي غيرها، وان يراجعوا وينتبهوا للسجون والمعتقلات، ويفتشوها بشكل مستمر، تحقيقا للحق وإنصافا للمظلوم.

ونبرأ الى الله من عمليات الخطف من الطرقات والبيوت لمجرد بلاغات كيدية أو ظنون، وتلفيق التهم، وتجاوز مدة الحبس القانوني، وسوء التغذية، ومنع الدواء، وأكل أموال بعض المساجين بالباطل، والتعذيب في أحيان قليلة.

ونشيد بالخطوات الإيجابية لتحسين الوضع، وخاصة في توجيهات قائد الجماعة، ورئيس الجمهورية، وقيادة جهاز الامن والمخابرات، ونشدد أن المطلوب أكثر من هذا، وأن هذه المظالم وغيرها هي السبب الرئيسي في تأخير النصر، وليس الكافيهات أو قصات الشعر او أربطة البوالط والتي يشبه النكير حولها في هذا الوقت قيام ذلك الجلاد وقت الأذان بانزال المعتقل من أجل ذكر الله والصلاة!!

والله المستعان.

عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد

(179)

الأقسام: آراء

Tags: ,,,