بين تفشي وباء كورونا وتمرد قوات هادي: خطوط الدفاع السعودية تتهاوى في الحدود

 المراسل | خاص

  باتت خطوط الدفاع السعودية في جبهات الحدود على مقربة من الانهيار، في ظل فوضى عارمة تشهدها معسكرات ومناطق تمركز المليشيات التابعة للمملكة هناك، حيث تتزايد احتجاجات تلك المليشيات ومطالباتها بالعودة إلى اليمن بعد انقطاع رواتبها لعدة أشهر، في نفس الوقت الذي يتزايد فيه انتشار وباء “كورونا” في المناطق الحدودية وفي أوساط الجيش السعودي ومليشياته الأمر الذي يضاعف مستوى الفوضى ويدفع بالوضع نحو الانهيار التام الذي ستكون آثاره كارثية بالنسبة للرياض التي تحاول، مدفوعة بمخاوفها، إيقاف تلك الفوضى ولكن بدون جدوى حتى الآن.

 في التفاصيل، علمت صحيفة “المراسل” أنه خلال الأيام القليلة الماضية شهدت جبهات الحدود، وبالذات في منطقة جيزان، عدة تظاهرات وصفتها بعض المصادر الإعلامية بـ”انتفاضات” قامت بها المليشيات التابعة لقوات هادي هناك، للمطالبة بالسماح لها بالعودة إلى اليمن.

 وتوضح المعلومات والتقارير الميدانية أن المليشيات المحتجة طالبت الجيش السعودي بدفع رواتبها المنقطعة منذ أكثر من نصف عام حتى الآن، وهي مطالب لم تستجب لها الرياض، فأدى ذلك إلى تصاعد الاحتجاجات ورفع سقف المطالب إلى العودة إلى اليمن، وهو الأمر الذي تمنعه السعودية منذ عامين.

 وقالت مصادر ميدانية إن معسكرات ما يسمى “اللواء 63 حرس حدود” و”لواء الواجب” و”اللواء السابع” التابعة لقوات هادي شهدت تظاهرات كبيرة لمنتسبيها خلال الأسبوع الماضي، ثم انضم إليها ما يسمى “اللواء الثالث عروبة” في وقت لاحق، والذي قام عناصره بقطع أحد الطرق الرئيسية في إطار الاحتجاجات.

 وأوضحت المصادر أن رقعة الاحتجاجات اتسعت وقام عناصر من منتسبي ما يسمى “لواء الواجب” و”اللواء السابع” بالدخول إلى مدينة الحميراء بمحافظة العارضة في جيزان حيث نفذوا مسيرة راجلة انطلقت من المناطق التي كانوا يتواجدون فيها على الجبهات.

 وقامت المليشيات المحتجة بتوثيق تظاهراتها بالصوت والصورة في مقاطع فيديو بثت قناة “الجزيرة” القطرية عددا منها مؤخرا، وأظهرت تلك المقاطع الجنود المتظاهرين وهم يطالبون بالعودة إلى اليمن ويستنكرون قطع رواتبهم لأكثر من نصف عام.

 بالمقابل، حاولت القوات السعودية أن توقف هذه الاحتجاجات بالقوة، خشية من حدوث انهيار كامل في الجبهات نتيجة توسع رقعة الفوضى وارتفاع وتيرتها، وفيما أظهرت مقاطع الفيديو عناصر من القوات السعودية تطلق النيران على المحتجين لتفريقهم، علمت صحيفة “المراسل” أن وحدات من الجيش السعودي نفذت حملة مداهمات ضد المعسكرات التي شهدت التظاهرات وعلى رأسها معسكر ما يسمى “اللواء 63 حرس حدود”.

 وكشفت مصادر الصحيفة أن القوات السعودية قامت باعتقال العشرات من ضباط وجنود قوات هادي من داخل المعسكرات التي داهمتها وزجت بهم في سجونها التي تحتوي بالفعل على المئات من رفاقهم، حيث تمتلئ العديد من السجون السعودية في المناطق الحدودية بضباط وعناصر قوات هادي الذين تم اعتقالهم لعدة أسباب أبرزها أنهم حاولوا العودة إلى اليمن.

من جهة أخرى تشهد خطوط الدفاع التابعة للسعودية في جبهات الحدود فوضى أخرى واسعة تتمثل باستمرار تفشي وباء “كورونا” المستجد داخل معسكرات الجيش السعودي وقوات هادي على حد سواء.

 خلال الأسابيع الماضية تم تسريب العديد من الوثائق الصادرة عن وزارة دفاع حكومة هادي كشفت وصول الوباء إلى عدد من المناطق التي تتمركز فيها العديد من الألوية في جيزان وعسير، بالتزامن مع كشف سلطات صنعاء عن وجود إصابات بالفيروس داخل صفوف قوات هادي في جبهة ميدي الحدودية أيضا.

بعض تلك الوثائق كانت قد تضمنت توجيهات بعزل عدد من المناطق والمستشفيات الميدانية التابعة لقوات هادي في المناطق الحدودية بشكل كامل (منع الدخول إليها أو الخروج منها) بسبب تفشي الوباء.

 وقد سبق وأكدت السعودية رسميا وصول الوباء إلى مدينة “صامطة” الواقعة جنوب قطاع جيزان، أي بالقرب من الحدود، بل وأعلنت وسائل الإعلام السعودية عن وجود أزمة في التعامل مع الوباء هناك، وهو ما يلتقي مع العديد من التقارير الميدانية التي أكدت وجود إصابات بالفيروس في صفوف الجيش السعودي والمليشيات التابعة له في جيزان.

ومن المؤكد أن استمرار تفشي الوباء في صفوف القوات السعودية وقوات هادي في الجبهات السعودية سيكون له تأثير مباشر وواسع على المعادلة العسكرية هناك، إذ سيتسبب بما يمكن أن يقال عنه انهيار كبير، وبإضافة ذلك إلى الاحتجاجات الواسعة المستمرة بالتصاعد فإن احتمالات انهيار خطوط الدفاع السعودية تزداد أكثر فأكثر، وهو ما تؤكده حملات الاعتقال التي يشنها الجيش السعودي بحق عناصر قوات هادي، إذ يعبر ذلك عن مخاوف كبيرة من انهيار الجبهات.

(66)

الأقسام: المراسل السياسي,المراسل العسكري,اهم الاخبار,تقارير المراسل