وفاة صومالي بفيروس كورونا وإصابة مواطن يمني آخر والانقاذ تناشد البقاء في البيوت.. كورونا ينجح في إختراق تحصينات صنعاء

المراسل| تقرير:

سادت حالة من السخط والإستياء والتذمر في صفوف المواطنين بالعاصمة صنعاء بعد إعلان صنعاء وبشكل رسمي الثلاثاء المنصرم، عن أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، في الوقت الذي تتحدث السلطات عن تشديد المنافذ البرية لا سيما بعد تفشي الوباء في تعز وعدن ولحج والضالع قبل أيام.

وفي مؤتمر صحفي كشف الدكتور طه المتوكل وزير الصحة  عن تسجيل أول حالة مؤكدة مصابة بوباء كورونا في العاصمة صنعاء لمهاجر صومالي متوفي، مضيفاً : “وصلنا بلاغ عن وجود الحالة في أحد الفنادق بأمانة العاصمة يوم الأحد الماضي وتحركت على الفور فرق التقصي الوبائي إلى الفندق حيث كان المصاب متوفيا، موضحا أنه تم أخذ عينة من المتوفي الصومالي الجنسية للفحص المخبري وأظهرت النتيجة أنه كان مصابا بفيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أن المتوفي كان يعاني من أمراض مزمنة بالفشل الكلوي والتهاب مزمن في الكبد.

وبين الوزير المتوكل أن فرق التقصي الوبائي قامت بالتحفظ على الجثمان وتم بعد ذلك تنفيذ إجراءات التعقيم والتطهير للفندق الذي كان فيه وتم الحجر على المخالطين اللصيقين للحالة، مهيباً بجميع المواطنين الالتزام بالإرشادات والإجراءات الاحترازية للوقاية من العدوى بالمرض والحد من الاختلاط والتواجد في الأسواق العامة والمولات.

 

الصحة تحمل الداخلية والسلطات المحلية المسئولية

وفيما يؤكد محمد علي الحوثي – عضو المجلس السياسي الأعلى، أن منظمة الهجرة الدولية قامت بتسكين المواطن الصومالي المتوفي بوباء كورونا في فندق الفتح في الصافية بالعاصمة صنعاء، دعا في تصريح صحفي مساء أمس السبت الأجهزة المعنية والنيابة بالتحقق من هذه الرواية.

وفي السياق رفض مصدر مسئول في الصحة تحميل الوزارة المسئولية في وصول فيروس كورونا إلى العاصمة صنعاء عبر مهاجر صومالي.

وأوضح المسئول الصحي في تصريح خاص لصحيفة “المراسل” أن المسئولية تقع على عاتق وزارة الداخلية وأجهزتها ونقاطها الأمنية في المنافذ البرية كونها المخوله عن تفتيش الوافدين والتأكد من الجهة الواصلن اليها، بالإضافة إلى السلطات المحلية في المناطق التي يتم فيها الحجر الصحي.

 

الوديعة تفتح أبوابها ومخطط سعودي لنشر الوباء

وما يزيد الطين بله ‏إعلان النظام السعودي مساء أمس الأول فتح منفذ الوديعة البري الحدودي بشكل مؤقت تحت ذريعة دخول العالقين كحالة خاصة تنفيذاً لحكومة هادي وفقاً للكشوفات المرفوعة من القنصلية اليمنية في جدة، الأمر الذي يؤكد نية الرياض نشر فيروس كورونا في الأراضي اليمنية بشكل أكبر وإرباك السلطات الصحية في المحاجر والمنافذ البرية إزاء العدد الكبير من المغتربين العائدين.

يأتي ذلك تزامناً مع ما كشفه المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي أمس الأول الجمعة عن وصول اكثر من 800 صومالي رحلتهم السعودية وادخلتهم عبر حدود الجوف.

ولفت مجلس إدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن الصوماليون المرحلون محجورون في الحزم لكن العدد كبير ولايوجد امكانيات لتغطية نفقات الحجر، مبينا أنه تم مخاطبة المفوضية السامية للاجئين بترحيلهم والقيام بمسؤوليتهم ولكن للأسف لم يتجاوبوا، معبراً عن أمله في  الاستجابة الأميية وسرعة التدخل السريع لإنقاذ هذا العدد الكبير من الصوماليين بموجب القوانين الأميية والدولية الإنسانية.

بدوره اتهم الصحفي الجنوبي صلاح السقلدي الإنتقالي والقوى السياسية الأخرى بالمتاجرة بأرواح الناس في عدن وباقي المحافظات وجعلها ورقة مماحكة سياسية بينها.

وقال السقلدي في منشور على فيسبوك أمس السبت ” نعرف أن الموانئ البرية والبحرية والجوية ظلت مفتوحة على مصارعها منذ الإعلان عن إغلاقها، ونعرف أن حالات الاصابة التي تفشت في عدن وباقي المحافظات سببها تلك المنافذ، وقد حذرنا منها مرارا لكن العدد القادم اليوم عبر منفذ الوديعة هو الأكثر منذ بداية الجائحة ومن دولة يتفشى فيها وباء كورونا باضطراد.

 

عدن .. الموت يعشعش فوق رؤوس السكان

في الصدد تعيش عدن على وقع المأساة والكارثة الإنسانية التي حلت بالمدينة وسكانها في ظل انتشار مخيف لوباء كورونا وعدد آخر من الامراض والأوبئة التي تفتك بالعشرات يومياً يقابله غياب حكومة هادي وعجز ما يسمى الانتقالي المسيطر على المدينة عن تقديم أي مساعدة تذكر للتخفيف من معاناة الأهالي.

وفي جديد المأساة أعلنت مصادر إعلامية أمس السبت وفاة مدير مديرية الشيخ عثمان متأثرا بإصابته بالوباء المتفشي في مدينة عدن، بالتزامن مع ارتفاع عدد ضحايا الأوبئة التي تعصف بعدن إلى 125 حالة وفاة خلال 48 ساعة.

وأعلنت مصلحة الأحوال المدنية بعدن مساء أمس السبت وفاة 55 شخصا في عدن بوباء الحميات وفيروس كورونا المستجد.

وقال اللواء سند جميل رئيس المصلحة في تصريح، أنه منح 55 تصريح دفن ، مشيرا إلى أن الوفيات توزعت على عموم المديريات.

وبحسب رئيس المصلحة فقد توزعت اليوم كالتالي:

اجمالي الوفيات أمس السبت الموافق9مايو2020م بلغ (55) حالة موزعين على النحو التالي:_

(12)حالة كريتر

(8) حالات المعلا

(3)حالات خورمكسر

( 1) حالة الروضة القلوعة

( 5) حالات التواهي

( 2) حالتين مستشفى الجمهورية،،

(6 ) حالات المنصورة

(2) حالتين البساتين

(5) حالات دار سعد

(3) حالات الممدارة

(6) حالات الشيخ عثمان

(صفر. ) حالة الشعب

(2) حالتين القاهرة

وكشف اللواء سند جميل، أن المصلحة صرفت 65 تصريح دفن لـ65 حالة وفاة بعدن خلال اليومين الماضيين، مبيناً أن تصاريح الدفن تمت ما بين الــ12ظهر الاربعاء وحتى الـ12ظهر الخميس، موضحا أن حالات الوفاة هذه شخصت في أغلبها بوفيات سببها ضيق تنفس.

ودعا المسئول في حكومة هادي السلطات الصحية إلى مكاشفة الناس بالحقيقة واتخاذ الاجراءات الصحية المكثفة لحماية الناس، مطالبا فريق الترصد الوبائي النزول واتخاد الاجراءات اللازمة.

وتغرق عدن المحتلة بالمياه الراكدة ومياه الصرف الصحي عقب كارثة السيول التي شهدتها المدينة الشهر المنصرم، والتي أدت إلى انتشار الأمراض والأوبئة بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا في عدن في ظل عجز حكومة هادي والانتقالي عن مواجهة الوباء.

 

 

كورونا يصل مأرب قادماً من عدن

إلى ذلك سجلت محافظة مأرب أمس السبت أول حالة إصابة بفيروس كورونا قادمة من خارج المحافظة وتم إحالتها إلى الحجر الصحي.

وقال العميد أحمد دهمس مدير المستشفى العسكري بمأرب، إن الحالة المشتبه إصابتها بكورونا تم إحالتها إلى الحجر الصحي بجامعة إقليم سبأ المخصص للحجر الصحي للبقاء 14 يوما حتى تظهر الأعراض إما سلبية أو إيجابية.

وأوضح مصدر طبي أن المشتبه إصابته بفيروس كورونا قدم مساء أمس السبت من محافظة عدن إلى مأرب للالتحاق بأحد المعسكرات، مبيناً أنه خالط العديد من الناس ومر بطرق ومركبات مختلفة، بالإضافة إلى زملائه في المعسكر، موضحاً أن الحالة تم نقلها إلى المستشفى العسكري قبل أن ينقل إلى الحجر الصحي دون العمل على فحص الذين خالطهم.

وقال المصدر الطبي العامل في المستشفى العسكري أن حالة الرعب والقلق شملت المستشفى بالكامل أثناء وصول المشتبه بالإصابة وتم إغلاق المستشفى، قبل أن يعاد فتحه في وقت متأخر من مساء أمس.

 

صنعاء تناشد الجميع التزام البيوت

وكانت اللجنة الوزارية العليا لمكافحة الأوبئة قد عقدت اجتماعا لها أمس السبت برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، في ضوء تسجيل وفاة شخص وإصابة آخر بفيروس كورونا وما تم بذله من جهود من قبل وزارة الصحة العامة والسكان والداخلية وأمانة العاصمة للتعامل مع الحالتين والتدابير الوقائية الإحترازية المتخذة للأشخاص المخالطين للحالتين الذين يخضعون حاليا للحجر الصحي.

واتخذت اللجنة عدد من القرارات المعززة لجهود القطاع الصحي ومختلف العمليات الإحترازية المرتبطة بمواجهة هذه الجائحة بأبعادها المؤسسية الرسمية على المستويين المركزي والمحلي، حيث ناشد الاجتماع المواطنين كافة الالتزام بالإجراءات الاحترازية وإدراك أن حياتهم قد تكون معرضة لمخاطر عالية في ظل تسجيل وجود كورونا في العاصمة صنعاء عبر الحالتين اللتين ثبت إصابتها بهذا الوباء.

وأكدت اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة أن البقاء في المنازل بات ضرورة، بل واجب على جميع المواطنين لضمان سلامتهم وأسرهم وكذا المجتمع حتى يتم التأكد من عدم إصابة المخالطين للحالتين بهذا الفيروس، مشددة على تكثيف التوعية الاعلامية والوعظية والإرشادية بسبل الوقاية من جائحة كورونا وفي المقدمة التقيد بالنظافة في مختلف جوانب الحياة والتعقيم المستمر بالمطهرات القاتلة للفيروس.

(22)

الأقسام: تقارير المراسل