وسط تقدمها في المحاور الرئيسية.. صنعاء تكشف لـ”غريفيث” شرطها الوحيد لوقف معركة مأرب

المراسل|خاص:

وصلت الضغوط الدولية إلى ذروتها لإيقاف تقدم قوات صنعاء باتجاه مدينة مأرب آخر معاقل قوات هادي والإصلاح شمالي اليمن، في وقت تتمسك صنعاء بمبادرتها لوقف المعركة أو المضي في حسمها في حال استمر الرفض لتلك المبادرة خصوصا أن الساعات الماضية شهدت تقدما واسعاً لقوات صنعاء في الثلاثة المحاور الرئيسية بمأرب.

وعلى الرغم من العناوين الانسانية التي تستخدمها القوى الدولية لوقف معركة مأرب إلا أن المبعوث الأممي مارتن غريفيث أفصح عن حقيقة المخاوف الدولية من إمكانية سيطرة قوات صنعاء على مدينة مأرب والتي تعود لأسباب سياسية ستفقد من خلالها السعودي أوراق التفاوض مع صنعاء.

حيث قال المبعوث في إحاطته لمجلس الأمن يوم الاثنين الماضي إنه  “لا ينبغي التقليل من شأن الأهمية السياسية لمأرب، إذ سيكون لتحوّل المسار العسكري في مأرب آثار مضاعفة في ديناميات النزاع في اليمن” مضيفاً أنه “إن سقطت مأرب، سيقوِّض ذلك آمال إنجاز عملية سياسية شاملة للدخول في مرحلة انتقالية تقوم على الشراكة والتعددية” بحسب قوله.

تزامناً مع إحاطة المبعوث صدر بيان مشترك لكل من “الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا والكويت والسويد والاتحاد الأوروبي” عقب اجتماع لوزراء خارجية تلك الدول، أعرب عن القلق مما وصفه “‏القلق الشديد حيال استمرار هجوم ‎الحوثيين في ‎مأرب” معتبر أن الهجوم “يهدد بإخراج ‎عملية السلام عن مسارها” بحسب نص البيان.

كما دعا البيان من وصفهم “‏الحكومة اليمنية والحوثيين إلى التعاون مع المبعوث الخاص بشكل بنّاء ومستمر، ودون شروط مسبقة، من أجل التوصل بسرعة إلى اتفاق حول مقترحات السلام التي طرحتها ‎الأمم المتحدة”.

وسارعت دول التحالف على رأسها السعودية والإمارات للترحيب بالبيان المشترك قبل ان تقوم السعودية باستخدام أذرعها للمشاركة في الضغوط على صنعاء حيث دفعت بمجلس التعاون الخليجي لإصدار بيان أمس السبت يدعو من وصفه بالمجتمع الدولي للقيام بواجبه لإيقاف ما وصفها بهجمات الحوثيين على مأرب.

من جانب آخر علمت “صحيفة المراسل” من مصادر موثوقة أن المبعوث الأممي تواصل مع سلطات صنعاء في إطار مساعيه لوقف معركة مأرب وأنه طلب ذلك صراحة، وأنه تلقى رداً واضحاً من قبل سلطات صنعاء تضمن الاستعداد لوقف المعركة شريطة أن يتم الاستجابة للمبادرة التي أعلنت سابقاً وتضمنت عدة نقاط أهمها التزام حزب الإصلاح الذي يسيطر على مدينة مأرب وآبار النفط بفتح الطريق بين صنعاء ومأرب أمام المسافرين وإعادة تشغيل محطة الكهرباء الغازية كما كانت عليه قبل الحرب على اليمن ووقف نهب إيرادات النفط واستخدامها بشكل عادل في صرف مرتبات موظفي الدولة وتقديم الخدمات العامة لكل المواطنين في مختلف المحافظات، وإخراج عناصر تنظيمي القاعدة وداعش من المناطق التي يسيطر عليها حزب الإصلاح في محافظة مأرب.

ميدانياً يبدو واضحاً أن قوات صنعاء باتت قادرة على حسم معركة مأرب وأنها غير آبهة للضغوط الدولية وأن السبيل الوحيد لوقف التقدم هو الاستجابة لمبادرة صنعاء المذكورة، حيث شهدت الساعات الأخيرة تقدماً حاسماً لقوات صنعاء أحكمت من خلالها السيطرة على مركز مديرية مدغل وبالتالي اقتربت أكثر من أي وقت مضى من السيطرة على معسكر ماس الاستراتيجي الذي يعد أهم بوابة إلى ميدنة مأرب وسط انهيار واضح لقوات الاصلاح.

وفي الجانب الآخر تمكنت قوات صنعاء من السيطرة على كامل مديرية رحبة وتوغلت في مديرتي جبل مراد والجوبة والأخيرة متاخمة لمدينة مأرب، بالتزامن مع سيطرة قوات صنعاء على مفرق هيلان الذي يعد من أهم طرق الامداد التابعة لقوات هادي والإصلاح، في وقت استقبلت صنعاء أمس الأول ما يقارب 400 من مشايخ وأعيان قبائل مراد في إطار التحركات التي تقوم بها صنعاء لعقد اتفاقات مع القبائل لتجنيب مناطقهم ويلات الحرب وعدم اعتراض طرق مرور قوات صنعاء في معركتها مع قوات الإصلاح.

ووفقاً للمعطيات السابقة لم يعد بإمكان الإصلاح تجنب السقوط من آخر معاقله شمال اليمن إلا بالاستجابة لمبادرة صنعاء.

(98)

الأقسام: المراسل السياسي,اهم الاخبار,تقارير المراسل