بريطانيا وتجارة البشر

 

المراسل: د. يوسف الحاضري

انطلقت بريطانيا كنظام وفكر وتوجه في جوانب عديدة خارجه عن الفطرة البشرية السليمة في اعمال عديدة تتأفف الانفس السوية منها ولعل أهمها (الإتجار بالبشر) ومفهوم الإتجار بالبشر مفهوم واسع وكبير ومتعدد لا يقف فقط عند البيع والشراء بهم كعبيد وإيماء ولكنه توسع وتطور مع الزمن حتى وصلنا إلى العصر الحديث والذي سنتحدث عنها بالتفاصيل وذلك في الجوانب التالية :-

– البيع والشراء للخدمة والتجارة والارباح

– بيعهم للحروب

– بيعهم للمتعة الجنسية والقتالية

– الاتجار بالاعضاء

– استخدامهم في التجارب والاختبارات والاكتشافات

وغير هذه الجوانب منها المخفي ومنها ما هو دون ذلك في علاقة هذه المملكة مع البشرية جمعاء من منظور الاستنقاص منهم للاستعلاء عليهم وهذه هي ادارة بريطانيا منذ الازل وحتى يومنا هذا فمن لم تستغله في خدمتها المباشرة تقوم ببيعه ومن لم تتمكن من بيعه تستغله في خدمتها الغير مباشرة بالخضوع الاعلامي لهم عبر الحرب الناعمة وتبني نظريتها وتوجهها وافكارها وتحركها فيتحركون هؤلاء لتهيئة الشعوب الاخرى لتكون وجبة سائغة لتلتهمها بريطانيا، ومنهم من تستغله في تجاربها الدوائية والكيماوية والعسكرية ومنها من تستغل اعضاءه لإنقاذ افرادا منهم يرون انهم يستحقون الحياة على الاخرين او لبيعها لمن يدفع اموالا طائلة وهكذا هي بريطانيا.

 

١.بريطانيا والاتجار الربحي المباشر بالبشر:

تاريخ بريطانيا الطويل ممتلأ بمثل هذه التوجهات نحو البشر في اختطاف البشر من دول وبيعهم في دول اخرى ولا يعني الاختطاف هنا الفردي وانما القسري الجماعي لآلاف ومئات الآلاف بل وملايين البشر خلال الغزوات الاستعمارية التي قاموا بها ولعل الجميع يدرك تماما أن الافارقة وتواجدهم في الأمريكيتين كان أهم نتائج قيام مملكة بريطانيا بإختطاف اكثر من ٣مليون ونصف مليون افريقي من دولهم في افريقيا ونقلهم للبيع والمتاجره وذلك عبر الشركة التجارية التي انشأها ملك بريطانيا بنفسه تشالرز الثاني في ١٦٧٢م والتي كانت تسمى (الشركة الملكية الأفريقية لتجارة وبيع العبيد) دون أن يكون هناك تدنى تحفظ من هذه التجارة بل ربط اسم الملكية بأسمها والتي تحفظ سلفه في الشركة الاخرى والتي أسسوها في الهند (اهم مستعمرات بريطانيا) والتي أسسوها في١٧١٤م واسموها (شركة الهند الشرقية البريطانية) فكسبوا اموالا طائلة جراء بيع هؤلاء البشر انفقوها في ملذاتهم الشخصية وعمران بلادهم انجلترا وغزواتهم الأستعمارية.

لم يقتصر الامر في تلك الحقبة الزمنية بل انها مستمرة حتى يومنا هذا حيث يتحدث النظام البريطاني بكلمات وتقوم بما يخالفها حيث تنمق دستورها وكلماتها بالمنع والتجريم لمهنة الإتجار بالبشر في وقت انها انشئت ومازالت تنشيء عصابات تقوم بمهمتها الرسمية التي كانت تقوم بها عبر أعلى سلطة فيها المتمثلة في الملك نفسه والذين يحصدون أرباح هذه التجارة مقابل التسهيلات والدعم التي تقدمها لهم حيث تتحدث مصادر رسمية بريطانية كشبكة الBBC البريطانية العالمية أن هناك في بريطانيا عصابات كثيرة تقوم بهذه المهام عبر استجلاب ضحاياهم عبر شبكات الانترنت وتبلغ الاعداد الاولية السنوية لهذه الجرائم من ١٠الى١٣ الف وهذا رقم لا يمثل الا رأس جبل الجليد حيث جاءت جملة في تقرير لها على لسان رئيس جهاز الامن المكافح للجريمة التالي (وأوضح كير أن الظاهرة تفشت في بريطانيا لدرجة أن المواطنين العاديين يتعرضون للاحتكاك ببعض الضحايا يوميا.) التقرير على الرابط https://www.bbc.com/arabic/world-40890515

كما انه يجب أن نذكر أن حروب بريطانيا الحديثة المتغطية بلحاف أمريكا في العراق وسوريا عبر جماعات بريطانية الصنع اسلامية المظهر المسماة داعش والنصرة باختطاف عشرات الآلاف من الشعبين خلال فترة تحركهم في البلدين خلال السنوات الماضية ( حيث تشير التقارير الاولية عن الإتجار بعشرات الآلاف من البشر) معظمهم نساء واطفال.

كما نشر موقع france24 الموقع الفرنسي الأشهر في ٢نوفمبر ٢٠١٩ خبرا يوضح فيه عن استهجان فيتنام من ظاهرة الاتجار بالبشر التي مازالت تقوم به بريطانيا بعد كارثة شاحنة التبريد البريطانية حيث اوضح الخبر أن شرطة بريطانيا وجدت ٣٩ انسان فيتنامي جثة هامدة في شاحنة تبريد شرق لندن وهناك مئات التقارير والأخبار التي توضح عمليات الاختطاف ومعظمها مرتبط ببريطانيا اما مباشرة او غير مباشرة.

 

٢.البيع للحروب:

وهذا الأمر كان ومازال مستمر حتى يومنا هذا ولكن تغير بصور اخرى وبطرق احدث ففي السابق كان يتم جرهم بقوة السلاح والاختطاف وتارة بإعطائهم الوعود والاماني (يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا) مستفيدين من مخططات وتحركات زعيمهم الاكبر ابليس الرجيم , وقد تكلمنا عن هذا الجانب في مقال سابق ولكن سأكمل هنا الطرق الحديثة في ذلك من خلال استقطاب قيادات ومسئولي الدول او الجماعات او الاحزاب او المناطق ويغروهم بالمناصب والاموال الكثيرة وتكون على عاتق هؤلاء تحشيد اهاليهم وجيوشهم للقتال تحت راية البريطاني بعد أن يتم تزيين التحرك القتالي بمسميات مختلفة لعل اشهرها ما يحدث في اليمن منذ ٢٦مارس٢٠١٥م وحتى يومنا هذا حيث شهدت اكبر واشهر عملية اتجار بالبشر للقتال تحت مسمى (الشرعية وحماية الحرمين والتصدي للمد الفارسي وغيرها) فتحرك مئات الآلاف من ابناء اليمن كمرتزقة وايضا من السودان ومن السعودية والامارات والجينجويد مقابل اموالا ضخت من خزينة بريطانيا النفطية في الخليج العربي المتمثل في السعودية وبقية الدول الخليجية الاخرى وتم اعطاء المسئولين والمشايخ هذه الاموال مقابل تحريك الشباب لقتال اليمن وأبناء اليمن وتهيئتها للاحتلال البريطاني والاستحواذ على الثروات دون أن تخسر بريطانيا فلسا واحدا او رجلا واحدا او يسجل عليها جريمة حرب واحدة مكتفية بالتوجيه والدعم السياسي والاممي عبر الامم المتحدة ومجلس الامن وها هي اليوم تتواجد في مناطق يمنية عديدة ذات ابعاد استراتيجية كبرى كمحافظتي حضرموت والمهرة وباب المندب وجزر اليمن كجزيرتي سقطرى وميون وغيرهما في وقت أن عدد القتلى من هؤلاء المرتزقة يفوق المائة الف أن لم يكونوا اكثر دون أن يحصلوا على حتى مردود مالي مناسب يكفي ايتامهم واراملهم الذين خلفوهم وراءهم بل اصبحوا هؤلاء عرضة للإتجار البريطاني بهم وبمعاناتهم ضمن الاستفادة من الجميع في وقت أن مشائخهم ومسئوليهم وقياداتهم تتمتع بالأموال الموهوبة لهم في دول عربية وأوروبية رغم أن هذه الاموال معظمهما من ثروات اليمن المنهوبة من مأرب وحضرموت وشبوة والمهرة وعدن وغيرها.

كانت بريطانيا تهدف إلى اعداد اكبر جيش مرتزق من اهل اليمن والمتاجرة بهم في حروبهم ضد الصين وروسيا وكوريا الشمالية وغيرها غير أن مخططها المسبق تلاشى امام يقظة ووعي اليمنيين والذين يخوضون اليوم معركة مصيرية ضد هذه المملكة والحال ينطبق على سوريا وليبيا والعراق والتي تقاتل بريطانيا هذه الدول لإخضاعها لهيمنتها من خلال مرتزقة من نفس الدولة او من دول اخرى تحت مسميات دينية مختلفة والهدف النهائي مصلحة بريطانيا العظمى.

 

٣.البيع للمتعة (الجنسية والقتالية):

لا تخلو اي عملية غزو واحتلال للبلدان التي كانت تقوم بها القوات البريطانية من التحفيز الجنسي للمقاتلين (سواء المنتميين اليها او المرتزقة او من البلدان الاخرى التي تطلق عليهم تحالف ) بحيث يمنونهم بالنساء التي سوف يمتعون انفسهم بهن في تلك البلدان وبطبيعة الحال يتم اختطاف الآلاف منهن لهذا الغرض واخذهن معهم في تنقلاتهم او في عودتهم إلى بلدانهم خاصة أن كن من اصحاب البشرة البيضاء وهذا ما حدث بشكل كبير مع نساء العراق وسوريا وليبيا خلال عمليات التوسع الداعشي المصنوع والمدعون بريطانيا كما هو معلوم للجميع فالقوات المحتلة الغازية ومرتزقتها من الرجال لا يجلبون نساءهم معهم لذا يلجئون لإشباع نزواتهم من تلك البلدان المحتلة وغالبا ما يسهل لهم هذه المهمة العملاء المتعاونون معهم من ابناء تلك المناطق المحتلة.

لا يقتصر الامر عند النساء بل يصل المتعة عند اشباع الرغبات الدموية التي امتلكها ومازال يمتلكها معظم ملوك بريطانيا عبر التاريخ والمتمثلة في القتال في الحلبات وذلك من خلال جلب مصارعين من دول عديدة واخضاعهم للعبودية وغرز النفسية الاستعبادية فيهم ثم تقديمهم للحلبات القتالية بدافع البقاء والاكل ومازالت عشرات الحلبات القتالية متواجده في بريطانيا او في روما ايطاليا التي كانت تابعة لبريطانيا كما يعلم الجميع.

 

٤.المتاجرة بالبشر لأهداف تجارب علمية ونقل اعضاء:

وتستخدم ذلك بشكل كبير بطريقتين الاولى من خلال نشر الفقر المدقع والحروب الأهلية في الدول كما هو في افريقيا ثم تحصل عمليات اجرامية كبرى وهجرة كبيرة ونزوح واسع يختلط الناس ببعضهم فلا يعرف احد عن اهاليهم واختفائهم ويبقى همهم الوحيد البقاء احياء فيتم استدراج البعض وخطفهم واخفاءهم ومن ثم يستفيدون منهم بشتى الطرق والاهداف ومنها صناعة جماعات ارهابية مثلا او استخدامهم فئران تجارب لاختراعاتهم الكيماوية والعقاقير الدوائية والتي تسرع لهم ظهور النتائج اسرع من استخدام الحيوانات كالفئران والارانب والقرود وغيرهما وايضا الحروب البيولوجية من خلال اختراع الفيروسات والبكتيريا وغيرهما وهذا ما تعكسه افلامهم الهوليودية المعروفة والتي لم تأت من فراغ او من مخيلات كاتب وانما من واقع حقيقي موجود يهدفون من خلالها تعليب العقول ثم تضليلها من خلال التعود على وجود مثل هذه الحالات ثم توجيهها وفقا لأهدافهم.

الطريقة الاخرى من خلال استخدام مرتزقتهم الذين يقاتلون معهم والذين ينظر اليهم ألا قيمة لهم فمن لم تحرقه المعارك يقومون بحرقه هم من خلال تجاربهم فيستفيدون منهم ايضا في عمليات تقل الاعضاء ولكم سمعنا في اليمن فقط عن قيام طيران التحالف ضد اليمن باستهداف معسكرات تابعة للمرتزقة اليمنيين والسودانيين وغيرهم الذين في الاصل يقاتلون تحت رايتهم فيتم قتل العشرات رغم أن هذه المعسكرات بعيدة عن خط المعارك حتى يمكن أن نصنفها بالخطأ في وقت أن طيرانهم يمتلك دقة استهداف واصابة للهدف دقيق جدا يصل إلى امتار قليلة بيد أن في حقيقة الامر أن هذه العمليات هي لنثر وشرذمة اشلاء الذين يتم اخذ اعضاءهم كي لا يكتشف امرهم عندما يتم ارجاع جثثهم إلى ذويهم لدفنهم فيجدون اعضاء ناقصة غير أن استهداف الطيران لهم مثلا سيخفي ذلك عندما يتم ارجاع بقايا جثة فلا يثير التساؤلات مثلا وهذه عمليات استخدمت بكثرة في افغانستان ولكن بطرق العمليات الارهابية بحيث يتم مثلا التوجه إلى مدرسة ما فيها مئات الطلاب والطالبات فيتم اخذ عشرات الاعضاء ثم يتم القيام بعملية ارهابية تفجيرية فتتحرك القوات البريطانية الامريكية للدفاع المزعوم عنهم فيتم تحويط المكان ليتم نقل الاعضاء عبر سيارات اسعاف مزودة بما تحتاجه الاعضاء من نقل (دكاترة مختصين وتبريد مناسب) ويتم في نهاية المطاف قتل عدد من هؤلاء الجنود ليحبكوا المسرحية الاجرامية بالحبكة الواقعية (ولمزيد من معرفة هذه الطرق نرجو متابعة فيلم ايراني بعنوان شياطين بأقنعة ملائكة).

خلاصة الموضوع أن بريطانيا استخدمت ومازالت تستخدم البشرية لقتل البشرية لأهدافها الشخصية بعدة اساليب وطرق وهذه اكبر عملية تجارية بشرية شهدها التاريخ وقد لا يشهد مثيلا لها ما يعكس مدى شيطانية هذه المملكة وخبثها واجرامها ومخططاتها وتتحرك بعدة طرق ووسائل مستخدمة ادوات متنوعة ومتغيرة باستمرار ما يجعلنا امام معركة هامة وحساسة ترتكز على الوعي والبصيرة بدرجة رئيسية وفقا لمنهجية الامام زيد المرتكزة على ( البصيرة البصيرة ثم الجهاد) والا نثق باي وعود وأماني بريطانيه تأتينها منها مباشرة او من ادواتها في المنطقة لانها تهدف من ذلك للإتجار بنا باي نوع من انواع الاتجار.

 

 

(3)

الأقسام: المراسل السياسي,المراسل العام