كيف ظهر متصهينو الغرب المسيحي في طوفان الأقصى؟ وماسر قوة العرب في بلاد الغرب؟

المراسل : تحليل
منذ اللحظات الأولى لإنطلاق عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر المنصرم, أظهرت الدول الأوروبية الغربية, والاتحاد الأوروبي, الكثير من ردود أفعالها الداعمة والمؤيدة لما أطلقت عليه “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”, حيث أدانت واستنكرت الهجوم الذي نفذته حركة حماس, وتعاملت مع الحدث وكأن المقاومة الفلسطينية اخترقت حالة الرخاء والإزدهار والسلام بين الفلسطينيين و”دولة” الإحتلال الإسرائيلي!!.
ولم تكتف دول الاتحاد الأوروبي بإعلان دعمها الإعلامي والسياسي والعسكري لسلطات الكيان الغاصب, وأخذت موقعها بمراقبة المجازر الإسرائيلية, وقصف المشفى المعمداني”المسيحي”والشفاء والأندونيسي, وبالممارسات الإنتقامية, التي تخطت كافة القوانين الدولية والإنسانية, والتي بدا واضحاً بأنها تسير وفق مخططات مسبقة التحضير, تهدف إلى تهجير وتسفير أهالي قطاع غزة نحو سيناء من جهة ونحو النقب من جهةٍ أخرى, وتدمير البنى الحيوية في القطاع, بما فيها البيوت والمدارس والمشافي وصوامع الحبوب.
حاول بعض القادة والرؤساء الأوروبيين تبرير مواقفهم المنحازة الصادمة, من خلال تركيز تصريحاتهم على ما تعرض له الجانب الإسرائيلي, ودعموا “الانتقام الإسرائيلي”, واقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مبادرة لتوسيع نطاق التحالف ضد تنظيم “داعش” الإرهابي, لتشمل محاربة حماس, ودعا في الوقت ذاته إلى إعادة إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط، لكنه مع ضغط الشارع الفرنسي والأوروبي وهول المجازر الإسرائيلية, دعا لاحقاً إلى إنهاء حملة القصف الإسرائيلي وإلى وقف إطلاق النار.
وتعرضت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لإنتقادات موظفيها والشعوب الأوروبية التي تظاهرت تضامناً مع الشعب الفلسطيني وأهالي غزة, حتى أنها خرجت عن إطار منصبها وصلاحياتها, وأعلنت دعمها المطلق لإسرائيل على حساب دعم أوكرانيا، على الرغم من الإرتفاع الرهيب في عدد الشهداء الفلسطينيين من النساء والأطفال وكبار السن.
كذلك أعلن مفوض الإتحاد الأوروبي لشؤون المفاوضات المجري أوليفر فارهيلي، وقف مساعدات الاتحاد الأوروبي المالية للفلسطينيين.
وليس خافياً على أحد التواطؤ الألماني في الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون, والدور اللا أخلاقي للحكومة الألمانية, التي لعبت دوراً مركزياً في تسليح آلة الحرب الإسرائيلية بالأسلحة الألمانية..

وبحسب تقريرٍ لوكالة الأنباء الألمانية, تبين أنه منذ بداية عملية طوفان الأقصى “وافقت الحكومة الألمانية على إصدار 185 ترخيصاً لبيع وتوريد الأسلحة الألمانية إلى “إسرائيل”, ونقلت الوكالة عن نائب المستشار الألماني ووزير الإقتصاد روبرت هابيك, أن الحكومة الألمانية “أعطت الأولوية لطلبات تصدير المعدات العسكرية إلى إسرائيل”.مانيا تعود، وبشكل متسارع الى جذورها النازية، ولكن ليس لمعاداة اليهود، وانما الجالية الإسلامية التي يبلغ تعدادها أكثر من 4.5 مليون شخص تتمتع الغالبية العظمى منهم بحقوق المواطنةفادت وزارة الداخلية بأنّ مركز العملية هو برلين، حيث تم تفتيش 11 موقعاً.
كذلك، استهدفت عمليات التفتيش ثلاث مناطق ألمانية أخرى ولكن بدرجة أقل، وهي شمال الراين وستفاليا (شمال غرب) حيث نُفّذت عمليّتا تفتيش، وساكسونيا السفلى (شمال) حيث نفّذت عملّيتان أيضاً، وشليسفيغ هولشتاين (شمال) حيث نُفّذت عملية تفتيش واحدة.
وقالت الوزارة إنّه خلال هذه العمليات الواسعة، صادرت الشرطة بشكل رئيسي هواتف ذكية وأجهزة كمبيوتر محمولة بالإضافة إلى مدوّنات مكتوبة مختلفة.
وفي الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، حظرت ألمانيا الأنشطة المرتبطة بحركة حماس على أراضيها، خصوصاً تلك التي تقوم بها منظمة “صامدون”، وهي شبكة تقول إنّها تدعم الأسرى الفلسطينيين وقامت بتوزيع المعجّنات في برلين للاحتفال “بانتصار المقاومة” بعد هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل.
وقالت وزارة الداخلية في بيان، إنّه رغم أن أعضاء حماس لم يقوموا “بأعمال عنف” في ألمانيا حتى الآن، حاولوا جمع الأموال لمساعدة الحركة في الخارج و”التأثير على الخطابين الاجتماعي والسياسي في ألمانيا”.
في مقابل هذا ، ظهر الموقف الاسباني اوالبلجيكي مغايراً مؤخراً ليصل الى مرحلة متقدمة من التراجع في اسناد اسرائيل ، حيث أكدا على استعدادهما الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كخطوات واقعية تقرأ مشهد أوروبا المنهكة والتي يتوقع خبراء أن استمرار تدهور أوضاعها قد يقودها الى حرب أهلية.
ثم إن هناك إدراك لحال أوروبا العجوز حيث هناك 53 مليون مواطن أوروبي مسلم يتوزعون في معظم بلدان القارة الأوروبية، وهؤلاء لعبوا دورا كبيرا في الرخاء الاقتصادي الحالي، بكونهم أيدي عاملة رخيصة، جرى تشجيع هجرتهم من اجل هذا الغرض، لملأ الفراغ الناجم عن انخفاض المواليد، وارتفاع اعداد المسنين الهرمين، واي استفزاز عنصري لهؤلاء ستترتب عليه عواقب وخيمة على أمن أوروبا واستقرارها.

(6)

الأقسام: الاخبار,المراسل العالمي,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل