العواضي لجأ إلى شيخ من عائلته بمحافظة مأرب وتسليم منزله للمشايخ: “المراسل” تحصل على تفاصيل خاصة لأحداث آل عواض

المراسل|خاص:

على نحو غير متوقع من حيث سرعة الانجاز، طوت قوات صنعاء صفحة ياسر العواضي والمخطط الذي دعمه التحالف السعودي قوات هادي في منطقة آل عواض بمديرية ردمان التابعة لمحافظة البيضاء وسط اليمن، وباتت المديرية، التي كانت ضمن المناطق المحايدة، في قبضة قوات صنعاء التي تلقت دعماً واسعاً من مشايخ البيضاء وأبناء المديرية، بعد أن كانت شوكة في ظهر صنعاء نظراً للتنسيق الذي كان ظاهراً بين الشيخ العواضي، الذي استقدم مقاتلي القاعدة، والتحالف السعودي.

يوم الأربعاء الماضي خرج الشيخ العواضي عبر صفحته بموقع تويتر داعياً إلى مساندته قبلياً لمواجهة قوات صنعاء، وأكد بذلك صحة المعلومات التي نشرتها “صحيفة المراسل” في عددها الأخير عن وجود تنسيق بين العواضي والتحالف لتفجير الوضع في المنطقة بعدما فقد الأول الورقة التي اتخذها غطاءً لتحركه والمتمثلة بقضية مقتل جهاد الأصبحي التي تم حلها عبر لجنة واسعة من المشايخ قامت بتحكيم أولياء الدم والذين بدورهم حكموا حكما قبليا قبلته سلطات صنعاء سريعا وبذلك طوت هذه الصفحة التي سعى التحالف والشيخ العواضي لتوظيفها بهدف تفجير الأوضاع في المنطقة.

وتفيد المعلومات، التي حصلت عليها صحيفة المراسل، أن الشيخ العواضي كان قد جهز وضعه بالتنسيق مع التحالف من خلال حجم وكمية ونوعية السلاح الذي وجد بالمخازن التابعة للشيخ العواضي بعد فراره ومن خلال هوية الأسرى التابعين له والذين اتضح أن معظمهم جرى استقدامهم من خارج محافظة البيضاء وبينهم عناصر من تنظيم القاعدة.

البداية كانت عند ظهر يوم الأربعاء الماضي عندما قامت مجاميع مسلحة تابعة للعواضي باستهداف مواقع قوات صنعاء ومهاجمتها، غير أن الأخيرة ردت بشكل غير متوقع من خلال تصديها السريع للهجوم وشن هجوم معاكس في نفس اللحظة وسيطرت على عدة مواقع ومرتفعات في مناطق آل عواض التي كانت محايدة خلال سنوات الحرب.

صنعاء، التي كانت على علم مسبق أن الشيخ العواضي مدفوعاً من التحالف مصر على تفجير الأوضاع بعدما فشلت العديد من الوساطات لإثنائه لكنه تعنت رغم أنه فقد ورقة مقتل جهاد الأصبحي التي تم حلها مع أولياء الدم، وبالتالي لم تتأخر عن كشف ما يجري على مستوى الإعلام لتغطية تحركها العسكري، حيث سارع المتحدث اباسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع لإصدار بيان اعتبر فيه أن “ما حدث في مديرية ردمان منطقة آل عواض بالبيضاء هو اعتداء واضح وسافر على المواطنين والجيش واللجان الشعبية” مشيراً إلى أن من وصفه بالمرتزق ياسر العواضي ” قام بالاعتداء على المواطنين ومواقع الجيش واللجان الشعبية بمساندة من قبل تحالف العدوان السعودي الأمريكي بكل أنواع الدعم المالي واللوجستي والتسليح والتدريب والانتشار في الجبال والتحريض الطائفي والمناطقي سعيا منه لتفجير الوضع” مضيفاً أن العواضي “رفض كل الوساطات من مشائخ وعقال القبائل” وقام بتفجير الوضع ظهر اليوم (الأربعاء) بتفجير الوضع بدعم مباشر من دول العدوان” في إشارة للغارات الجوية التي شنها طيران التحالف بالتزامن مع تفجير المجاميع المسلحة للوضع.

وتوعد العميد سريع بالتصدي للعواضي بدعم من مشايخ البيضاء، وهو ما أظهر جدية من قبل صنعاء في حسم الموقف وعدم السماح له بالتوسع، فجاءت الضربة المفاجئة الثانية، بعد صد هجوم مسلحي العواضي وشن هجوم معاكس، حيث كشفت مصادر عسكرية لـ”صحيفة المراسل” أن قوات صنعاء شنت هجوماً بطائرة مسيرة على اجتماع للقيادات العسكرية التابعة للشيخ العواضي وبينهم قيادات أرسلها التحالف، في إحدى المدارس بمنطقة آل عواض، حيث أصابت الطائرة المسيرة الاجتماع موقعة عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم الأمر الذي بمثابة توجيه “ضربة قاضية” حسمت المعركة قبل أن تبدأ.

الهجوم المعاكس الذي شنته قوات صنعاء رداً على هجوم مجاميع العواضي وبعد ذلك الهجوم بطائرة مسيرة شكل ارباكاً كاملاً وانهياراً في صفوف المجاميع التي تم تجهزيها لتفجير الوضع في آل عواض مع تقدم قوات صنعاء ميدانياً لينهار العواضي وأتباعه ويبادر هو والمئات من عناصره بالهروب من المنطقة فيما سلم المئات منهم لقوات صنعاء بعضهم طواعية وبعضهم استسلم بعد أن تمت محاصرتهم.

كما تكشف معلومات حصلت عليها “صحيفة المراسل” أنه كان هناك شبه اجماع من قبل مشايخ البيضاء على أن الشيخ العواضي يدير مخطط تابع للتحالف السعودي الأمر الذي جعله معزولاً، مشيرة إلى أن الأخير لم يقف معه سوى القيادات والمقاتلين الذين تم استقدامهم من خارج المحافظة بتسليح وتمويل من التحالف الأمر الذي ساعد قوات صنعاء على حسم المعركة سريعاً بل إلى حسم الموقف قبل أن يكون هناك معركة حقيقية.

وحصلت “صحيفة المراسل” على معلومات خاصة تفيد بأن الشيخ ياسر العواضي الذي سارع بالهروب تاركاً أتباعه، توجه نحو منطقة “مخلق” التابعة لمديرية العبدية بمحافظة مأرب المجاورة للبيضاء وتحديداً إلى منزل الشيخ ناصر علوي العواضي، حيث تشهد المنطقة تواجداً لعدد من العائلات من آل العواضي.

كما تفيد معلومات “صحيفة المراسل” أن أحد أبناء الشيخ العواضي قام بتسليم نفسه مع المجاميع التي استسلمت ولم تتمكن من الهروب، فيما دخلت قوات صنعاء والمسلحين من أبناء المنطقة الداعمين لها إلى فناء منزل الشيخ العواضي غير أنها هذه المرة لم تفجر المنزل كما فعلت مع بعض الرموز الموالية للتحالف حيث تم تسليم المنزل لعدد من مشايخ المنطقة، والإفراج عن الأسرى وإعادتهم إلى المناطق التي جاءوا منها من خارج المحافظة وكذلك الإفراج عن الأسرى من أبناء المنطقة الذين ساندوا العواضي وهم قلة، فيما تم التحفظ على المشبهين بالانتماء لتنظيم القاعدة.

وكالعادة في كل مرة يفشل مخطط للتحالف، وجهت قيادات مؤيدة للشيخ العواضي وقيادات موالية للتحالف اتهامات لمشايخ البيضاء بالخيانة واستلام أموال من الحوثيين، وهي اسطوانة تتكرر حرفياً في كل مناسبة مماثلة، وعلى سبيل المثال استضافت قناة الحدث السعودية  الخبير العسكري اليمني العميد الركن حسين العمري  والذي قال “اكتشفنا ان هناك خيانة من أبناء عواض المتحوثين ومن أقرب الأقرباء إلى ياسر العواضي ونقولها بصراحة حيث انهم اخرجوا المتحوثين الذي في منازلهم مختبئين ومعهم قناة المسيرة واعلنوا انقلاب داخل المديرية .. ومن قاوم وصلتهم اخبار تقول لهم ان الشيخ ياسر يدعوكم الى الانسحاب وان الامور انتهت”  مضيفاً أن “الخيانة لم نكن نتوقعها من قبائل آل عواض” بحسب قوله.

 

(208)

الأقسام: المراسل السياسي,اهم الاخبار,تقارير المراسل