الاعتداء على اليمن.. وماء وجه أمريكا المفقود – بقلم: سنان عبيد

الحقيقة أن الاعتداءات الأمريكية على اليمن في الأصل مخالفة للقانون الدولي كون اليمن أعلن منع السفن الإسرائيلية من المرور عبر بابه وبحره ولم يمنع السفن الأمريكية.

فما قامت به أمريكا هو انتهاك صارخ للقانون الدولي والخضوع للوبي الصهيوني الذي يحكمها عبر توغلة في مفاصل الاقتصاد والسياسة والنفوذ داخل الدولة الأمريكية ككل ، إذ كان ينبغي على على الإدارة الأمريكية أن تعتبر القرار اليمني بمنع السفن الإسرائيلية فرصة للضغط على النتن ياهو بوقف الأعمال الوحشية التي هزت الضمير العالمي والغربي على وجه الخصوص بما فيها أمريكا من خلال ما شاهدناه من المظاهرات التي جابت اصقاع أوروبا وأمريكا والذي كان ينبغي أن تنعكس على سلوكيات الإدارة الأمريكية والغربية استجابة لرأي الشارع وللقيم التي طالما تشدق بها الغرب في احترام حقوق الإنسان وحق الشعوب بالحرية والاستقلال ، حيث قادها غرورها وتعاليها إلى محاولة فتح ممرنا المائي للسفن الاسرائيلية بالقوة الأمر الذي أوجب على قيادتنا الرد بحزم من خلال استهداف السفن التي رفضت الانصياع للأوامر ، لأن هذا التحدي بعد البيان العسكري يمس كرامة اليمنيين، عندئذ فهم الأمريكيون أن المنع جدي ولا مساومة فيه وأن التراجع أو المساومة يفقد صنعاء احترامها على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية والذي حضيت به لموقفها الانساني النبيل في نصرة غزة رغم مخاطره الجمة عليها لذا كان لزاماً عليها أن تواصل الطريق الذي اختارته ، طريق يحبه الله ولا يخذل سالكيه، والله هو الغالب على أمره .

هذا الثبات في الموقف أغاظ العنجهية الأمريكية التي لم تعتده من دول كبرى فما بالك بدولة تم انهاكها وإفقارها ، لذا حاولت عمل مسرحيات في البحر لم تنفع، كما حاولت ثني صنعاء من خلال وسطاء بما يحفظ غرورها وهيبتها فلم يجدي ، فصنعاء صعدت من عملياتها تجاه السفن التي لم تستجب وكانت وبمنتهى الذكاء في هجماتها فلم تكن تستهدف منع السفن وحسب بل وإظهار قدراتها من خلال ما تملكه من صواريخ دقيقة وطيران مسير وأخيرا زوارق مسيرة

وليكن الأمريكي على علم بمآلات أي أعتداء إن سولت له نفسه ذلك، فكما قيل أن الاستعداد للحرب يمنع الحرب، ولكي لا يتورط بعدوان يتأذى ونتأذى منه فالحرب إن وقعت خاصة مع دولة تملك إمكانات كبرى كأمريكا ليس من السهل عليها الهروب منها بسرعة، لذا كشفت اليمن عن بعض أوراق قوتها بالأضافة إلى ما يعلمه الأمريكي من جغرافيتها الجبلية الوعرة والتي تعطي اليمن الأفضلية في أي مواجهة..ومع هذا التميز لم يكن للأمريكي من خيار سوى توجيه ضربات غير موجعة لحفظ ما تبقى من ماء وجهه الذي فقده، كما أن الإعلان عن هذه الضربات قبل وقوعها هي رسالة لصنعاء أن الغرض منها ليس الأذية وإلا كيف تعلن عن توجيه ضربة عسكرية أهم شرط لنجاحها هو المفاجأة.

لذا الأمريكيون ومعهم البريطانيون ينظرون من الناحية العسكرية أن  ساحل اليمن الغربي ليس من الصعب عمل عسكري فيه كونه مفتوح لكن ما يجعلهم يترددون ويهربون من هذا الخيار ، أن هذا الساحل يسند ظهره إلى جبال اليمن المرتفعة والتي بالإمكان غلق باب المندب منها وليس من الساحل وحسب فالصعود إلى الجبال صعب جدا ولن يقتصر الغلق على إسرائيل حيث سيشمل أمريكا وحلفائها، كما أن مصالح أمريكا في  الخليج لن تكن في مأمن ، لهذا الأمريكي محتار ومحبط والحقيقة لو لم يكن اليمن يمتلك الطيران المسير والصواريخ البالستية والزوارق المسيرة لتم الاعتداء عليه فور قراءة البيان من المتحدث العسكري لأن باب المندب والبحر الأحمر سيكونان بعيدين عن متناول صنعاء، لكنها حكمة الله وسننه ، فمن كان متخيل أن طائرة لايزيد سعرها عن ألفي دولار يمكن أن تذل الأساطيل والمدمرات الأمريكية والتي كانت رمزاً للسطوة الأمريكية ويد أمريكا الطولى التي تنشرها في مختلف بقاع العالم بهدف إذلال الدول وإجبارها على التفريط بسيادتها والقبول بما يتوافق مع أهواء أمريكا وغرورها.

(81)

الأقسام: آراء