إعلان عدن التاريخي بلا تاريخ: مخرجات ساحة العروض تخيب آمال الجنوبيين

عدن| المراسل نت:

كشفت مخرجات التظاهرة الكبيرة التي نظمتها قوى بالحراك الجنوبي في عدن، أن السعودية استطاعت اختراق الحراك، فالدعوة التي شملت كل محافظات الجنوب للمشاركة في فعالية رفض قرارات عبدربه منصور هادي في ساحة العروض، أعلنت رفضها لتلك القرارات لكنها في ذات الوقت أعلنت دعمها للشرعية التي يمثّلها هادي نفسه.

 

وبعد أيام من التحضيرات والحشد من محافظات الجنوب إلى عدن للمشاركة في إطلاق ما وصف بـ”إعلان عدن التاريخي” لم يتضمن سوى شعارات في حدود المسموح به من قبل السعودية، كما يقول مصدر جنوبي لـ المراسل نت، والذي أضاف أن الإعلان لم يشهد أي قرارات تلبي التطلعات واكتفى باعتبار الإعلان بأنه “تاريخي”.

 

وأمام عشرات الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي، في الحشد الذي رغم أنه كان كبيراً إلا أنه لم يرقى لمستوى مليونيات الحراك التي كانت تخرج قبل الحرب على اليمن، وبحضور قيادات الحراك الجنوبي على رأسهم محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي، جرى الكشف عما وصف بـ”إعلان عدن التاريخي” والذي تضمن ديباجة مليئة بالشعارات وخمسة قرارات لم تنس أن تعبر عن دعم الحراكيين لشرعية هادي وهو ما مثّل خيبة أمل لقوى أخرى بالحراك التي أصدرت بياناً يتضح فيه حجم خيبة الأمل تلك.

 

وحصل المراسل نت على نسخة من “إعلان عدن” والذي يوضح في مطلع أسباب الإعلان والمتمثلة بما وصفه الإعلان بمؤامرة 27 أبريل الماضي، وهو تاريخ صدور قرارات هادي بإقالة محافظ عدن ووزير بحكومته وهما رجلا الإمارات في عدن.

 

ووصف الإعلان قرارات هادي بأنها “لم تستهدف أبرز رموز قضية الجنوب ومقاومته الباسلة وأبرز أبطال عاصفة الحزم والأمل ومعركة مكافحة الإرهاب فحسب، بل استهدفت جوهر ومضمون قضية الجنوب”.

 

 

ورأى الإعلان أن الانتصارات التي حققها الجنوبيون مع التحالف “لم تشفع للمقاومة الجنوبية أن تكون شريكاً فاعلاً في العملية السياسية، بل تم إقصائها وتهميشها والتآمر عليها والتنكر لدورها، واستثمار تلك الانتصارات من قبل قوى الإرهاب السياسي المهيمنة على سلطة القرار والمعادية لتطلعات شعب الجنوب، بل وصل الأمر إصدار قرارات العقاب السياسي والتحقيق مع أبرز رموز المقاومة، مما يعني الانقضاض على الشراكة السياسية لشعب الجنوب مع الشرعية المختطفة من قبل جماعة الإخوان المسلمين” بحسب نص الإعلان.

 

وأقر الإعلان بتدهور الأوضاع في عدن منذ دخول قوات التحالف واعتبر أن استهداف الجنوب لم يتوقف عند قرارات الإقالة “بل بلغ أعلى مراتب القهر الاجتماعي والعقاب الجماعي للحاضن الشعبي للمقاومة في الجنوب عقاباً جماعياً ممنهجاً وتدشين حرب الخدمات في الجنوب وتردي الأوضاع المعيشية والخدمية وقطع المرتبات خصوصاً مدينة عدن عاصمة وحاضرة الجنوب”.

 

وأضاف الإعلان أن عدن “لم تشهد بتاريخها تدهور في الخدمات وعقاب جماعي في الكهرباء والمياه والمرتبات وتعطيل الحياة المدنية وإفشال إعادة تأهيل المؤسسات ومنها مؤسسة القضاء. بل استخدمت حرب الخدمات كوسيلة غير أخلاقية لمحاولة عرقلة وإفشال مهام قيادات المقاومة الجنوبية التي تحملت على عاتقها مسئولية إدارة المناطق المحررة ومكافحة الإرهاب فيها”.

 

وعبر الإعلان عن أهدافه بـ” تحقيق تطلعات شعب الجنوب للسيادة على أرضه وقيام دولته الوطنية الفيدرالية الديمقراطية الحرة، فإن الإرادة الشعبية الجنوبية الجمعية قررت مايلي”.

 

تمسك الإعلان بالدولة الفيدرالية كان من أهم النقاط التي أثارت قوى أخرى بالحراك الجنوبي حيث صدر بيان عن ” مكونات الحراك الجنوبي وقوى الثورة الجنوبية المؤمنة بتحرير واستقلال الجنوب” والذي تضمن عبارات شديدة اللهجة بينها ” رفض كافة المشاريع المنتقصة كالفيدرالية والأقاليم ومواجهتها باعتبارها ليست سوى مشاريع تحاول إنقاذ الاحتلال اليمني لاستمرار بقائه في الجنوب”.

 

وبالعودة لإعلان عدن فقد تضمن خمسة قرارات لم تقدم أي جديد حيث تمثل القرار الأول بأن “يسمى هذا القرار (إعلان عدن التاريخي) ويحمل القوة القانونية للنفاذ المستمدة من الإرادة الشعبية الجنوبية”.

 

ونص القرارا الثاني من الإعلان على “تفويض القائد عيدروس قاسم الزُبيدي بإعلان قيادة سياسية وطنية (برئاسته) لإدارة وتمثيل الجنوب، وتتولى هذه القيادة تمثيل وقيادة الجنوب لتحقيق أهدافه وتطلعاته.

ويخول القائد عيدروس قاسم الزبيدي بكامل الصلاحيات لاتخاذ ما يلزم من الاجراءات لتنفيذ بنود هذا الإعلان”.

 

كما نص القرار الثالث على “يجدد الحشد المليوني التأكيد إن الجنوب كوطن وهوية في حاضرة ومستقبله لكل أبنائه وبكل أبنائه وإن جنوب مابعد 4مايو2017م ليس كجنوب ما قبل هذا التاريخ على قاعدة التوافق والشراكة الوطنية الجنوبية”.

 

 

وجاء القرار الرابع من الإعلان ليقول “إن الحقائق الواقعة على الأرض أثبتت عمق متانة الشراكة بين المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي وقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ممهورة بالدم المشترك والتضحيات المستمرة وصولاً للارتقاء بهذه الشراكة الاستراتيجية لإنجاز الأهداف المشتركة للتحالف العربي لصد خطر المد الإيراني التوسعي.. ومكافحة الإرهاب وضمان أمن واستقرار المنطقة واستعادة شعب الجنوب لسيادته على أرضه كعامل حاسم لأمن المنطقة”

 

أما القرار الخامس فيقول “يعمل بهذا الاعلان من حين صدوره اليوم الخميس 4مايو 2017م” .

 

وخلال الفعالية التي شهدت الإعلان تحدث عيدروس الزبيدي مؤكداً البقاء إلى جانب “قوات التحالف والشرعية” وهو التصريح الذي تم اعتباره الغاءً لكل ما جاء في الإعلان كون أعاد الشرعية إلى هادي.

(374)

الأقسام: الاخبار,المراسل السياسي,اهم الاخبار,تقارير المراسل

Tags: ,,